لفظ الدكتور أسامة راشد أنفاسه الأخيرة على جهاز التنفس الصناعي مساء السبت الأول من فبراير الجاري بمستشفى الجامعة بالمنصورة بمحافظة الدقهلية , بعد معاناته من عدوى صدرية , لقي 4 أطباء مصرعهم على إثرها ,وهم: الدكتور أحمد عبد اللطيف طبيب رعاية مركزة ببنها إثر إصابته بعدوى صدرية أثناء عمله , وتم توفير مضادات حيوية خاصة قوية ولكنها لم تجدي نفعا , و وفاة الدكتور ياسر البربرى بمركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية أيضا بعدوى الجهاز التنفسي , ثم وفاة الدكتورة دعاء إسماعيل بالسنبلاوين بمحافظة الدقهلية بعد إصابتها بعدوى صدرية أيضا, وسط إنكار وتكتم من وزارة الصحة للمرض , مع الأخذ في الإعتبار أن قيمة بدل العدوى للطبيب 19 جنيها فقط , في حين أن بدل العدوى لموظف البنك 500 جنيها وللقاضي الف جنية , وهو أمر غريب لأن الطبيب هو الشخص الذي يتعامل بشكل مباشر مع المرضى ومعرض للعدوى بكل أنواعها سواء كانت صدرية أو بالدم عن طريق الجروح والمشارط ... الخ أكثر من أي فئة أخرى .. وذكرت الدكتورة " زينب " زوجة الدكتور أسامة راشد أن مرض زوجها بدأ بوعكة برد عادي ثم تصاعد الأمر وتحول إلى ضيق في التنفس فتم نقله إلى العناية المركزة بمستشفى الصدر بالمنصورة , وبقي فيها 5 أيام على جهاز التنفس الصناعي , وظلت الحالة تتدهور فتم نقله إلى مستشفى الجامعة وبقي هناك حتى توفي , لافتة إلى أنها كانت تحضر العلاج على نفقتهم سواء في مستشفى الصدر أو الجامعة بالإضافة إلى التحاليل والأشعات من بينها أشعة الإكس راي التي إضطرت إلى إحضارها متنقلة من مركز خاص بمدينة شربين على حسابها , و وصلت النفقات خلال شهر إلى عشرة آلآف جنية, لافتة إلى أن الصحة قد أخذت صورا من فواتير العلاج التي دفعتها أسرة المتوفى. وطالبت بتوفير عمل لها بأي مستشفى حكومي حيث أنها أخصائية تحاليل ولديها 3 أطفال أكبرهم يوسف بالصف الأول الإبتدائي , ومريم في رياض الأطفال , ومحمد عمره 10 شهور . و صرح الدكتور حاتم فكري طبيب بمستشفى الصدر بالمنصورة بأنه على مدار الشهر الماضي كان الإشتباه في 80 حالة مصابة بإنفلونزا الخنازير تأكدت إيجابية الإصابة لدى 34 حالة , توفيت منها 4 حالات منها حالة جاءت من محافظة بور سعيد , بالإضافة إلى إصابة 4 ممرضات و إحدى الموظفات داخل المستشفى ,وقد تلقين المصل وبقين في المنزل لإستكمال العلاج , وجاءت نتائج المسحات التي تم إرسالها للقاهرة بأن تلك الحالات هي إنفلونزا الخنازير , فيما عدا حالة الدكتور أسامة راشد الذي لم تحدد نوع إصابته , مشيرا إلى أن هناك حالات توفيت قبل وصول نتيجة التحاليل . وإنتقد إستقبال حالات الإلتهاب الرئوي المشتبه في إصابتها في أقسام المستشفى بشكل عادي وفقا للتعليمات لحين التأكد من إصابتها,بالإضافة إلى قصور في الإمكانات والأجهزة , حتى أن المريض يتكفل بعلبة الجوانتيات على سبيل المثال في العناية المركزة. وأشار الدكتور أحمد الفراش طبيب بمستشفى المنزلة إلى ظهور 4 حالات بقرية دماص التابعة لمستشفى ميت غمر توفيت منهم واحدة بينما تلقت الحالات الأخرى المصل وعادوا لمنازلهم. وأضاف بأن هناك حالة قلق بين الأطباء بسبب العدوى التي تعرض لها الدكتور أسامة راشد والتي لم يرد بالتحاليل أنها إنفلونزا طيور أو خنازير أو كورونا , وهذا يزيد من إحتمالات كونه فيروس متحور وهو أمر خطير ومخيف , خاصة وأن "راشد" لم يستجيب لمصل التامفلو وتدهورت حالته و وصلت إلى درجة أن عضلات التنفس لم تعد قادرة على التنفس , وكل ذلك مع بدل عدوى 19 جنيها للطبيب الذي يتعرض للعدوى والخطر في كل لحظة , في ظل قصور في مسألة التعقيم والعلاج , بينما يكون التفتيش على لبس البالطو الأبيض . وإستنكر الدكتور خالد عبد الرحمن , طبيب تخدير مقيم بمستشفى المنصورة العام تحمل أسرة الدكتور أسامة راشد لنفقات العلاج وهو عكس قرار وزير الصحة الصادر في 2003م بمعالجة الأطباء في درجة أولى ممتاز بالمجان , وهذا لا يحدث , بالإضافة إلى ضرورة إصلاح المنظومة الصحية بالكامل من حيث الدخل والإمكانيات وزيادة موارد الصحة والإرتقاء بمستوى الطبيب لتقديم خدمة أفضل للمريض , لافتا إلى إرتفاع نسبة الإصابة بالدقهلية. وأكد أطباء على إنتشار تلك العدوى بقرية الركابية بمحافظة دمياط , بالإضافة إلى إصابة زميل آخر لهم بهذه العدوى الصدرية وهو الدكتور أحمد الشوادفي الذي تم حجزه في العناية المركزة بمستشفى التيسير بالزقازيق على جهاز التنفس الصناعي في حالة خطرة وتم نقله إلى وحدة شريف مختار في القاهرة . وأشار بعض الأطباء إلى تعمد إدارة المستشفيات عدم كتابة تشخيص الحالة بأنها إنفلونزا الخنازير في تقارير الحالات المتوفاة وأن إحدى الطبيبات تعرضت للتعنيف بعد أن فعلت ذلك , وذلك ضمن إطار التكتم على إنتشار المرض.