لفظ الدكتور "أسامة راشد" أنفاسه الأخيرة على جهاز التنفس الصناعي، مساء أمس السبت، بمستشفى الجامعة بالمنصورة , بعد معاناته من عدوى صدرية , لقي 4 أطباء مصرعهم على إثرها , وسط إنكار وتجاهل من وزارة الصحة للمرض. وسبق أن أثارت " صوت الأمة " هذه القضية في حينها , والآن توفي 4 أطباء بتلك العدوى الصدرية , كان آخرهم الدكتور أسامة راشد , وسبقه 3 آخرين في خلال شهر واحد , وهم: الدكتور "أحمد عبد اللطيف" طبيب رعاية مركزة ببنها، إثر إصابته بعدوى صدرية أثناء عمله , وتم توفير مضادات حيوية خاصة قوية ولكنها لم تجدي نفعا , ووفاة الدكتور "ياسر البربرى" بمركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، أيضا بعدوى الجهاز التنفسي , ثم وفاة الدكتورة "دعاء إسماعيل" بالسنبلاوين بمحافظة الدقهلية، بعد إصابتها بعدوى صدرية أيضا , الأمر الذي أثار حالة من الذعر بين الأطباء, وترددت تساؤلات حول القاسم المشترك بين هذه الحالات . وأكد أطباء على إنتشار تلك العدوى بقرية الركابية بمحافظة دمياط , بالإضافة إلى إصابة زميل آخر لهم بهذه العدوى الصدرية وهو الدكتور أحمد الشوادفي الذي تم حجزه في العناية المركزة بمستشفى التيسير بالزقازيق على جهاز التنفس الصناعي في حالة خطرة . وذكر عدد من أطباء الإئتلاف بأنهم قد إستقبلوا حالات مشابهة لمرضى في العناية المركزة إنتهت بالوفاة , لافتين إلى شكهم في كونها كورونا أو إنفلونزا طيور أو خنازير , مستنكرين قيمة بدل العدوى 19 جنيها, في حين أن بدل العدوى لموظف البنك 500 جنيها وللقاضي الف جنية , وهو أمر غريب لأن الطبيب هو الشخص الذي يتعامل بشكل مباشر مع المرضى أكثر من أي فئة أخرى . جدير بالذكر أن الدكتور "مجدي حجازي" وكيل وزارة الصحة بالدقهلية سبق وأن صرح في تصريح خاص بقوله : ( الدكتورة "دعاء إسماعيل" توفيت بإشتباه جلطة في الشريان الرئوي وتم تشكيل لجنة من وزارة الصحة وعضو منظمة الصحة العالمية وتأكد عدم إصابتها بأي ميكروب , أما الدكتور أسامة راشد فجاءت نتائج تحليلاته سلبية وهو يعاني من التهاب رئوي عادي وتم نقله لمستشفى الجامعة , والمحافظة خالية من إنفلونزا الطيور والخنازير والكورونا , وقد تحدثت إلى وكيل الطب البيطري بالمحافظة وأكد على عدم وجود أية إصابة بين الطيور بالإنفلونزا)...وهنا يطرح السؤال نفسه إذن ماهو السبب الحقيقي خلف هذا المسلسل من الإصابات والوفيات ؟؟ !! وذكرت حركة "أطباء بلا حقوق" فى بيان لها اليوم، "عندما يتجاوز الوضع المطالبة بتحسين ظروف عملنا، إلى التراجع عند حد المطالبة بتوفير وسائل مكافحة العدوى، فإن هذا يعنى أن وزارة الصحة وصلت لدرجة من التردّى لم تشهدها حتى وزارة الجبلى ذات السياسات الفاشلة". وأضافت: "الوزارة لم تلتفت - حتى ولو على طريقة وزارة الجبلى فى الاستعراض والبيزنس، مع اكتشاف حالات أنفلونزا الخنازير والطيور، بل وصلت المهزلة إلى درجة اتهام الأطباء أنفسهم بالمسئولية عن العدوى، وهو موقف أقل ما يمكن المطالبة تجاهه هو عزل الوزيرة بل ومحاكمتها عليه". وأكدت الحركة: "إذا كانت حياة الأطباء والعاملين بالصحة فضلا عن المرضى ليست فى أولويات الوزارة ومحل تجاهلهم وأكاذيبهم، فقطعا ستمتد هذه الأكاذيب إلى الأمور الخاصة بالأجر والتكليف والنيابات، والحقيقة أن الوزارة الآن تتعمد الكذب والتراجع عن وعودها وقراراتها بلا خجل، كما حدث فى المفاوضات الخاصة بمشروع كادر العاملين بالمهن الطبية ومشروع الحوافز المخجل، وكما حدث مؤخرا فى اجتماع الوزارة مع أطباء التكليف القدامى والجدد بحضور ممثلى النقابة - والمسجل بالصوت والصورة- ومن قبله ماحدث بشأن الحوافز وإلغاء الميزات الضعيفة المقررة بحجة عدم توافر الموارد وكلها نماذج واضحة من احتراف وتعمد الكذب". وأضاف البيان: "الحقيقة أن الكارثة ليست فقط فى الوزيرة بل فى كل معاونيها الصامدين دائما ضد الثورات والتغيير والذين يشكلون جزءا رئيسيا فى هذه المنظومة الصحية الخربة التى تحتاج لتحطيم قبل إعادة البناء". وناشدت الحركة، الأطباء أن يحرصوا على الحضور إلى الجمعية العمومية القادمة لتحديد خطوات التصعيد المناسبة. بقولها : "فإذا كنا نتساقط واحدا تلو الآخر, فلتسقط هذه المنظومة ولتسقط هذه الوزارة".