عندما جاء الرئيس حسني مبارك صاحب الطلعة الجوية التي فتحت باب الحرية، رفض فكرة أهل الثقة وأهل الخبرة، علي أساس أنهم هاينزلوا بميكروباص الوطن في أول ترعة، بعد أن يقلبوا العفشة والكاوتش والموتور كمان ويخلوه علي الصفيح، يعني لا هاينفع فيه سمكرة ولا دوكو، لذلك.. قرر أن يستعين بحكمة مولانا جلالة الملك فاروق الأول، وسلفه الصالح، ويعيد سيطرة رأس المال علي الحكم، علي اعتبار أن أصحاب الملايين من أهم مبادئ الثورة التي أعلنها عبدالناصر، القضاء علي سيطرة رأس المال علي الحكم، بعد أن تحول الوطن إلي أبعدية يحكمها البهوات والأغوات، ويموت العبيد علي حواف الترع، وأرصفة المدن المنهوبة، واختار الرجل أهل الثقة علي اعتبار أن اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش، وأغلق الوطن بالضبة والمفتاح، خوفا علي المكاسب الاشتراكية أن تأخذ لطشة برد، أو تتخبط في أي تيار ليبرالي معدي، تنكسر رجلها وتمشي تعرج، وعندما جاء الرئيس السادات، اختار أهل الخبرة بشرط أن تتوافق أو تتطابق مع خبرته هو، التي رفعت شعار.. ماحدش يربط حماره جنب حمار العمدة، علشان عيب، وقرر أن يفتح البلد علي البحري، لأن الدنيا كانت خانقة والريحه مش حلوة لامؤاخذة، فدخل المهربون وتجار السلاح والمخدرات وصعد اللصوص والقوادون، فوق ظهر حمار الوطن، وبرطعوا بيه ولا الكاوبوي الأمريكي. وعندما جاء الرئيس حسني مبارك صاحب الطلعة الجوية التي فتحت باب الحرية، رفض فكرة أهل الثقة وأهل الخبرة، علي أساس أنهم هاينزلوا بميكروباص الوطن في أول ترعة، بعد أن يقلبوا العفشة والكاوتش والموتور كمان ويخلوه علي الصفيح، يعني لا هاينفع فيه سمكرة ولا دوكو، لذلك.. قرر أن يستعين بحكمة مولانا جلالة الملك فاروق الأول، وسلفه الصالح، ويعيد سيطرة رأس المال علي الحكم، علي اعتبار أن أصحاب الملايين، مش هايطمعوا في فردة كاوتش أو جوز كبالن يعني هايحافظوا علي ميكروباص الوطن زي الفل، وممكن كمان ياخدوه وش دوكو لميع علي حسابهم، عشان نتباهي بركوبه وسط ميكروباصات الأوطان الصايعة.. لكن سيادته لم يدرك أن رأس المال، سوف يؤجر الميكروباص بالنفر، ويقسموا الايراد بينهم آخر النهار علي القهوة، لأن منطق رأس المال دائما، هو الاستفادة من أي شيء يحقق له مزيدا من الأرباح، ومن ثم.. يتحول الوطن إلي مشروع استثماري، أو مجرد بقرة يقتسمون لحمها، ويبيعونه بالكيلو، حتي الكوارع والفشة، هايبيعوها برضه، ويتحول الشعب إلي مجرد شغيله باليومية، يصرخ دائما.. جدر البطاطا اللي كان السبب يا ضنايا، لقد أعطاهم سيادته صك الغفران، فطاحوا في الوطن، ولم يتوقف صعودهم المدوي.. ولا فضائحهم المدوية أيضا.. وباعوا كل شيء.. حتي البشر أنفسهم. محمد الرفاعي