· دوري في «بنتين من مصر» لا يرتقي لدرجة المناضل ولكنني إنسان بداخله نظرة إصلاحية يسعي لتحسين الأوضاع «جمال» واحد من الشباب الذين بحثوا عن الحياة ولم يجدها بعد أن امتلأت جعبته بالهموم والمشاكل والبطالة فتحول من فرد منتج إلي محبط يفرغ شحناته في اللامبالاة واليأس والخوف من المستقبل يفضل القيود المفروضة عليه من قبل نظام مجتمعي.. إنها شخصية النجم أحمد وفيق في فيلم «بنتين من مصر» التقيناه في حوار سألناه في بدايته: رأيناك في الفيلم محبطاً ورغم ذلك تناضل لاثبات فكر سياسي اجتماعي.. ألا تري أن في ذلك تناقضاً؟ - الشخصية داخل الفيلم لا ترتقي إلي مستوي النضال لكن كنت أحاول في حدود امكانياتي أو في حدود الظروف التي نشأت فيها الشخصية رغم أنها محبطة وأعتقد أن هذا نموذج يسود نحو 75% من شباب مصر. تعرضت داخل العمل إلي فكرة التعذيب من جانب السلطات كيف تري هذه القضية في الواقع؟ - دعنا نتكلم بصراحة.. متقدرش تقول إن الناس عايشة وكرامتها مصانة.. الأزمة عندنا في أن المواطن لو لفيت حول العالم لم تجد خيراً منه في القوة والصبر والتحمل ومع ذلك يعشق وطنه والكارثة في مقابل ذلك تهدر كرامته من أخوة هم رجال الشرطة لأننا لازم نعتبر رجل الشرطة أخوك ولو اتعاملنا مع بعض من منطلق أننا رصيد لبعضنا سنكون أفضل لكن ان نصل إلي إهانة كرامة بعضنا فهذا خطر لأنه من الطبيعي أن نجد في ظل هذه الظروف من يلفظ هذا البلد ومن يهجره وهناك من عائلتي هاجروا بطرق غير شرعية لأنهم شعروا بالقهر والظلم وأنا لا أقول إنني معارض بمعني الكلمة.. لكن بداخلي نظرة اصلاحية ممكن نعتبرها معارضة في الغلط وعموماً أي حد يمكن أن يعارض لإصلاح ما حوله. أنت تري إذن أن المشكلة تكمن بدايتها في خلق الديمقراطية الحقيقية داخل المجتمع؟! - أنا ولدت في قرية وتربيت في مدينة ثم سافرت إلي القاهرة وبذلك مررت بجميع المستويات وأري أن الديمقراطية ثقافة لابد أن تشاع فمثلا يقال إن الحكومة تزور الانتخابات أنا عايز أقولك أننا من يزورها بدليل أن الحكومة عجزت عن اخضاع دوائر معينة لإرادته وبعض الدوائر لا ينجح فيها الحزب الوطني من قبل وهذا دليل علي أن الحكومة مش قادرة تسيطر وبالتالي أقول إن كل شعب يستحق حاكمه فالاصلاح يجب أن ينبع من الفرد أولاً. عشت من خلال الشخصية بعض المغالطات في الزواج مثلاً.. فهل هذه المغالطات أصبحت السمة الرئيسية للشباب في الوقت الحالي؟! - احنا مجتمع بيسمي كل حاجة بمزاجه فمثلاً تركنا كأس العالم علشان البلد محتاجة لكل مليم وعلشان التنمية ونفس الشخص يطلع يقول اننا اشترينا كأس العالم ب120 مليوناً علشان رفاهية الشعب وانبساطه.. الواحد عندنا عندما يفصل من عمله يصبح مستشاراً والمسألة بقت كده.