· الأنبا بسنتي: المسلمون يحسدوننا علي شريعة الزوجة الواحدة لأن الله خلق آدم «واحد» وحواء واحدة ولو أراد لخلق حواء ثانية · الأنبا أغاثون: أنا لست المسيح لأصدر تشريعات جديدة تبيح الطلاق ولست ضد أحقية الأقباط في الزواج الثاني بشرط موافقة الكنيسة · الأنبا كيرلس: المسلمون يعتقدون أننا نؤسس دولة داخل الدولة.. والأحداث الطائفية الأخيرة جعلتنا غير متقبلين لفرض رأي المحكمة علينا · استشهد البابا بعشرات الأحكام التي أكدت حقه في تفسير أحكام المسيحية · شنودة: حكم المحكمة ضد الشريعة المسيحية وهذا يعني أن الأقباط مضغوط عليهم تعاملت الكنيسة المصرية بحسم مع الحكمين الصادرين من المحكمة الإدارية العليا، مطلع الاسبوع الماضي، والقاضيين بالزامها باصدار تصاريح الزواج الثاني في حالة الطلاق. وحملت كلمات البابا شنودة، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في الكاتدرائية الكبري في العباسية، الثلاثاء الماضي، ردا نهائيا وقاطعا علي موقف الكنيسة من الحكمين. البابا شنودة المعروف عنه دبلوماسيته الشديدة قال صراحة: المرة اللي فاتت سكتنا فطلعوا الحكم الجديد.. لكن المرة دي مش هنسكت. في اشارة إلي صدور أحكام مشابهة منذ 4 سنوات عن ذات المحكمة وبشأن ذات الموضوع. واستشهد شنودة في كلمته أمام المؤتمر بعشرات الأحكام القضائية التي أكدت حقه في تفسير أحكام الشريعة المسيحية، وحق الأقباط في الاحتكام إلي شرائعهم الدينية في قضايا الاحوال الشخصية. وتصاعدت حدة كلماته : حكم المحكمة صدر ضد الشريعة المسيحية مع أن المحكمة لا تستطيع أن تصدر حكما ضد الشريعة الاسلامية، ولابد أن يعاد النظر في هذا الأمر، وإلا فإن هذا يعني أن الاقباط مضغوط عليهم. ويبدو أن حدة اللهجة لم تقتصر علي البابا شنودة ولم يكن مكانها مقتصراً علي المؤتمر الصحفي، وانما امتدت اللغة الحادة والانتقادات إلي قيادات الكنيسة فمن التقت بهم «صوت الأمة» لاستطلاع آرائهم حول الحكمين وأصدائهما، وأن الملاحظ أن هناك آراء متباينة. في البداية يقول الانبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة وأحد أعضاء المجمع المقدس: إقرار الباب شنودة ورجال المجمع المقدس والكنيسة صائب ومتوافق مع أصول الدين المسيحي ولا ظلم فيه لأحد، فعندما يتحدث معي أصدقائي المسلمين يقولون لي نحن نحسدكم علي شريعة الزوجة الواحدة، فالله خلق حواء واحدة لآدم ولم يخلق حواء ثانية، ففي البدء خلقهم ذكرا وأنثي، فنحن كرجال دين وأساقفة ومنح الله بين يدينا مصائر ملايين الأقباط فهي أمانة بين أيدينا ولا يمكننا المجازفة بها وأضاف بسنتي : نبحث في مسألة الزواج والطلاق منذ فترة طويلة ولم يأت كلام البابا في المؤتمر من فراغ وانما بعد دراسة وتأن واعداد كبير، فقد حسبنا ردود الافعال مقدما للمؤيدين والمعارضين من أصحاب القضايا في المحاكم ويخفف بسنتي من حدة حديثة مازحا: الزواج مثل البطيخة إما حمراء أو قرعة فإذا وجد الزوجان بعد الزواج أنفسهما غير متفاهمين أو متوافقين فعليهما أن يتحملوا ولا يشكوا من أنهم لم يوفقوا في الاختيار قبل الزواج وعلي الطرف المتضرر أن يحمل صليبه ويتحمل تماما كمن أصابه مرض الطاعون أو السرطان، فلا يلجأ للانتحار بل يتحمل ويعتبر الأمر امتحانا من الله لقوة إيمانه، لذلك أطلقنا عليه في المفهوم الكنسي لقب «صليب الزوجة» «مثل صليب الفقر والمرض» أما الانبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة فيقول: نحن كأساقفة أقباط يحزننا وبشدة حكم المحكمة الأخير بضرورة إجبار الكنيسة علي شيء يخالف دستورها المقدس ودينها، وعار علي الكنيسة أن تقبل اجبارا من أحد حتي لو كانت جهة قضائية في قضية دينية بحتة، مثل الزواج الثاني، تلك القضية الجدلية الأزلية التي بلغ فيها الصراع منتهاه بين الاكليروس والشعب القبطي. وأضاف : وبصفتي أسقفاً مسئولاً عن شعبي إذا جاءني شاب يريد المساعدة المادية لكي يتزوج لن أبخل وأقدمها له بمعونة الله لكن إن طلب مني الزواج الثاني وهو غير مستحق ومخالف لتعاليم الديانة المسيحية والآباء الرسل فلا يمكنني المشاركة في الخطأ. وتابع: أنا لست المسيح لأصدر تشريعات دينية جديدة تتناسب مع هوي البعض وتبيح الطلاق ولكنني مكلف فقط بالتنفيذ، والله قال في الكتاب المقدس «من يزني لا يتزوج مرة أخري» ومع ذلك أنا لست ضد منح الأقباط المتضررين تصريحا بالزواج، فهم أولادنا وأغلي مالدينا، ولكن بعد التأكد من أحقيتهم، ويتم التأكد بواسطة المجلس الاكليركي المعني بتقصي الحقائق والوصول لحقيقة الحالة المستحقة ولا يمكننا فتح مسألة الطلاق «عالبحري» حتي لا تهد كل البيوت القبطية فالاقباط لا ينقصهم مزيداً من المشاكل. وعن الاسباب التي تمنح بموجبها الكنيسة تصريحا للزواج الثاني قال: الطرف المظلوم تنصفه الكنيسة، وتسمح له بالزواج ولكن الطرف المخطيء ليس من حقه أن يتزوج مرة أخري، وهو الأمر الذي حدث مؤخرا مع إحدي القصص المشهورة في المحاكم، فالكنيسة عندما تعلم أن هناك خيانة زوجية أو خطأ ما من طرف تعاقبه وتحرمه من الزواج. وأضاف أغاثون: هناك ما يسمي بطلاق زواج وهو ما تسمح فيه الكنيسة بالطلاق كخداع أحد الزوجين للآخر قبل الزواج .. وفجر أغاثون مفاجأة حيث قال: أنا مستعد أن أطلق وأعطي تصاريح زواج لحالات الاجبار وهو ماتم دون إرادة الفتاة كما يحدث في الصعيد!! ويقول الانباء كيرلس أسقف نجح حمادي: نتيجة ردود الفعل الأخيرة من الشارع القبطي وبعد احداث نجح حمادي الدموية وصلت للاقباط صورة معينة وهي أن القضاء والدولة يعملون ضدهم ويتحين البعض الفرصة للتدخل في شئون الكنيسة مما يخالف الحقيقة والواقع الفعلي فقد تصور المسلمون أن الاقباط يؤسسون دولة داخل الدولة. وأضاف كيرلس : أقول للأقباط المطالبين بالزواج الثاني والذين يرفعون دعاوي قضائية ضد الكنيسة والبابا «خلي عندكم دين» فالمتدين الحقيقي يرتضي بشريعته ودينه أؤيد قرار المجلس الملي والبابا لأنه قرار حكيم وصائب. ومشتق من الكتاب المقدس فالاية واضحة لا طلاق إلا لعلة الزني، ولا يمكننا تغيير حرف واحد من الانجيل كلام الله. وتابع :«الاجواء القبطية مشحونة هذه الايام بسبب الاحداث الطائفية المتلاحقة التي حدثت في قوص ونجح حمادي لذلك الكنيسة والشعب القبطي ليسوا مهيئين لقبول أحكام ضدهم من المحاكم. واكتفي الانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس بقوله قال الله كلمته من خلال قداسة البابا شنودة «لا طلاق إلا لعلة الزني» مؤكدا علي احترام قوانين القضاء بحيث لا تتعارض مع قوانين السماء.