غريب جداً أمر بعض الشركات التي تنتظر كثيراً حتي تقع كارثة قبل أن تتحرك لتلافي الأمر. قول ينطبق كثيرا علي مرسيدس-بنز مصر. فبعد ما حدث من تحركات في السوق المحلي لإصلاح سيارات تويوتا كورولا، توقعنا أن تتحرك شركات أخري سريعاً لتلافي كوارث قد تحدث في أي لحظة. ربما العكس هو ما يحدث حاليا حيث تصر مرسيدس-بنز مصر علي أن سياراتها خالية من العيوب، رغم ان الوقائع تشير إلي العكس تماماً، ومع ذلك لم تقم الشركة يوماً ما باستدعاء ولو سيارة واحدة لإصلاحها. ولنبدأ بموديل الفئة E الذي تم استدعائه في أوروبا وأمريكا ومناطق أخري من العالم بداية من موديلات 1997 و1999 و2000 لإصلاح عيوب في النظام الكهربي بالسيارة علاوة علي تغيير بعض الأسلاك لخطورة العيب الذي قد يتسبب في اندلاع حريق بالسيارة وفي نفس تلك الموديلات ظهرت عيوب في الوسائد الهوائية وقامت الشركة بإصلاحها جميعا في الخارج أما في مصر فالأمر يختلف. وفي موديل عام 2003 ظهر عيب في نظام توجيه السيارة ولم تذكر الشركة المصرية عنه شيئاً وفي عامي 2004 و2005 ظهرت عيوب في نظام الفرامل ولم تقم الشركة التي تردد كثيراً حرصها علي عملائها المميزين بإصلاح هذا العيب. يتكرر نفس الأمر في موديل الفئة S الذي بدت عيوبه كثيرة رغم إصرار الشركة علي أنه "الأفضل في العالم" بعض تلك العيوب كان بسيطاً كما هو الحال في موديلات 2003 و2004 حيث انحصرت تلك العيوب في الأقفال وفتحة الصندوق الخلفي والأضواء الداخلية، وبعضها الأخر كان خطيرا كعيوب الفرامل في السيارات الجديدة لتلك الفئة وهي عيوب قد تتسبب في حوادث قاتلة لمالكي سيارات الشركة. بالطبع ذكرنا تلك العيوب علي سبيل المثال لا الحصر لأن المجال لا يتسع في حقيقة الأمر لذكر باقي عيوب موديلات A وC وCLK وغيرها من موديلات الشركة. وحتي اليوم لا تزال الشركة تتعامل مع أمر الصيانة المجانية وكأنها تضحية كبري من أجل عملائها رغم أن تلك الصيانة المجانية أمر منطقي يحدث في مختلف أنحاء العالم، فمرسيدس-بنز مصر غيرت كلمة "الإستدعاء" لإصلاح عيوب الصناعة بجملة الصيانة المجانية، رغم أنه كان يتعين علي الشركة الاعتذار لعملائها لعدم قيامها بعمليات الاستدعاء طيلة السنوات الماضية. والمؤكد أن تلك العيوب لن تسقط بالتقادم، خاصةً مع سابقة استدعاء سيارات تويوتا التي ستشجع الكثير من مالكي مرسيدس- بنز علي المطالبة بحقوقهم من الشركة التي تجاهلت تلك الحقوق لسنوات طويلة.