طاف بنا العالم الجليل د. زويل في دنيا العلم والتقدم من خلال احاديثه الاعلامية حول الاكتشافات العلمية المذهلة ، والتطور الذي يحدث كل دقيقة في العالم بفضل الأبحاث العلمية التي لا تتوقف.. في الوقت الذي يعاني فيه مجتمعنا من الردة والعودة إلي عصور الظلام . في ظل منظومة اعلامية فاسدة ترسخ النفاق وتروج للدجل والشعوذة والاعتماد علي النجوم والابراج .. فتقوم بالهاء الشعب بما يغيب عقله .. وتسفه من قيمة العقل والعمل وقدرة الانسان علي تغيير واقعه .. علي عكس الاعلام في الستينيات حيث تعانق الاعلام والثقافة ليرتفعا بقيمة العلم والعالم والعامل ويحقرا من كل مظاهر الدجل وكل من يتعامل معه بأفلام تقرنه بفئة الاميين وتعالج الموضوع بشكل ساخر.. أما الآن فأصبحنا نشاهد برامج الدجل والتنجيم في القنوات الحكومية وشبه الحكومية التي تتجاهل خطورة ذلك وحرمانيته في كل الاديان .. وأصبحنا في مجتمع يسوده الدجل والشعوذة في أوساط المثقفين والصفوة وقادة الرأي .. وفي دراسة أجراها عالم الاجتماع د. شحاتة صيام أكد أن المتعاملين مع السحرة الآن أغلبهم من أساتذة الجامعة والأطباء ورجال الشرطة والقضاء ، وحكي عن أحد السحرة الذين استعانت به الشرطة لمساعدتهم في التوصل لمرتكب احدي الجرائم ، رغم ظنه في البداية انهم جاءوا للقبض عليه .. ولكن من الصادم أن يصل الامر إلي وزير التعليم المسئول عن الأجيال التي يمكن أن تتقدم بهذه الأمة أو تزداد في انحطاطها وانهيارها !!.. ففي برنامج بالمصري الفصيح علي قناة «أون تي في» فؤجئت بقصة غريبة عن سيدة عجوز رثة الثياب ذهبت إلي وزارة التعليم في سيارة الوزير ، وتوجهت إلي مكتبه فاستقبلها بحفاوة ، ثم غادرت مكتبه وقام بعض رجاله بالاحتفاء بها وتقبيل يديها ، فثار فضول الموظفين وبحثوا عن سر السيدة التي قامت لها الوزارة ، فعرفوا انها سيدة بركة يتفاءل بها معالي الوزير ، وهي التي بشرته بتولي الوزارة بقراءة الفنجان !!.. انتظرت ان اسمع تكذيباً من الوزير الذي سمعنا عن جديته وحسمه ، ولكن فوجئت بخبر آخر في الصحف عن نقيب المعلمين الذي شبه الوزيرين يسري الجمل وأحمد زكي بدر بالصحابيين أبي عبيدة الجراح وخالد بن الوليد ، ويشبه خروج الجمل من الوزارة بمعركة اليرموك حينما تنازل أبو عبيدة الجراح عن قيادة الجيوش لخالد بن الوليد فكانت بداية الانتصارات!!.. كنت انتظر أن يقدم الوزير القدوة للمعلمين وللاجيال برفضه لهذا النفاق الصارخ ، وأن ينفي عن وزارته أن تكون ملجأ للدجل والنفاق .. فنحن لن نتقدم الا اذا واجهنا عيوبنا ومشاكلنا دون أن ندفن وجوهنا في الرمال ، ونتغني بالانجازات الوهمية ، ودون ان نحارب الجهل والنفاق والدجل وكل من يروج له .. ولكن إذا كان رب الوزارة بالطالع مؤمناً فشيمة أهل التعليم كلهم الكف!!! رشا يحيي