المظهر الباهت الذي بدا به جناح مرسيدس- بنز مصر في معرض فورميلا كان مؤشراً يحمل أكثر من معني. فالشركة التي تعتمد في غالبية دخلها علي مبيعات الأساطيل وليس الأفراد تأثرت أكثر من غيرها بالأزمة التي عاني منها السوق المصري خلال الفترة الأخيرة. بل أن العيوب المتكررة التي تشير إلي عدم اهتمام بجودة المنتج وما يحمله ذلك من معاني غير جيدة كالاستهانة بالعملاء إنما يشير إلي أن الشركة بدأت بالفعل تفقد بريقها وسمعة تلك الماركة الشهيرة التي بدأ نجمها يلمع في مصر منذ عشرات السنين. نفس المعاني يحملها إصرار الشركة علي عدم استدعاء سياراتها لإصلاح ما بها من عيوب لا ذنب للعميل فيها وتكرر نفس الشئ مع رفض تخفيض أسعار السيارات المستوردة رغم التخفيضات الجمركية الأمر الذي يشير إلي عدم اكتراث وثقة زائدة لا ندري أسبابها. فرغم الدعايات الضخمة التي تسوقها مرسيدس-بنز والتي تؤكد فيها أنها "الأفضل في العالم"، فإن الواقع يبدو مختلفا تماما. ولا تزال تقارير المستهلكين في مختلف أنحاء العالم تشير إلي أن مرسيدس-بنز لم تعد حلما للكثيرمن الناس خاصة مع وجود منافسين أقوياء ومع تدهور شعبية سيارات الشركة بشكل كبير. وحتي في مصر، كانت الفكرة العالقة في أذهان الكثيرين تفيد بأن إمتلاك سيارة مرسيدي-بنز يكفي لإظهار مدي ثراء الشخص، ولكن تغيرت تلك النظرة اليوم، ففي الماضي لم يوجد أمام مرسيدس- بنز منافسين حقيقيين في السوق المحلي أو العالمي ، أما اليوم فالوضع مختلف مع وجود منافسين كثيرين تتمتع منتجاتهم بمزايا أفضل وقدرات أكثر قيمة. وزادت الأزمة الإقتصادية العالمية الطين بلة فأنخفضت مبيعات الشركة بشكل كبير في الوقت الذي حافظت مبيعات الماركات المنافسة علي تماسكها خلال الأزمة. وفي مصر، ساءت أحوال الشركة بسبب الأعطال المتكررة التي تظهر في سيارات الشركة المنتجة محليا والتي بدت وكأنها مختلفة كليا عن سيارات الشركة المنتجة في ألمانيا حتي أن كثير من الباحثين عن سيارة مرسيدس-بنز يحجمون عن إمتلاك تلك السيارات ويطلبونها منتجة في ألمانيا رغم فارق السعر الكبير. ورغم النفي المتكرر لمسئولي الشركة بشأن تراجع المبيعات، ربما المثير للفضول في تلك التصريحات هو أنها لم تذكر أي أرقام تنفي ما يتردد عن الوضع الصعب الذي تعيشه الشركة حاليا. ويري مسئولو مرسيدس-بنز مصر أن خفض الجمارك علي السيارات الأوروبية أمر في صالح الشركة وهو إعتقاد غير صائب لسبب بسيط وهو أنه سيفتح الطريق ليس لمرسيدس-بنز وحدها بل لمنافسين أقوياء أيضا لطرح موديلاتهم بقدرات تنافسية أعلي مع الفارق الكبير في الأداء والجودة وهو أمر في غير صالح مرسيدس-المصرية التي خدمها طيلة السنوات الماضية وجود مصنع لها في مصر. المؤكد أن الفترة المقبلة ستشهد تراجعاً مؤلماً لمبيعات مرسيدس-بنز في مصر لممارسات غير مفهومة من الشركة تجاه عملائها يتزامن مع صعود لاعبين جدد بدأوا في الاستحواذ علي نسبة لا باس بها من مبيعات السيارات الفارهة في مصر. سيكون الأمر بالنسبة لمرسيدس صعباً لأن مبيعات هذا القطاع تعد بسيطة بالنسبة لقطاعات السيارات الأخري.