· رأي البعض أن هذه المشاهد إباحية ولا تليق بأن تعرض في إعلانات مثيرة علي قنوات الأفلام عندما كان المخرج الراحل صلاح أبوسيف يقدم لنا «الواقعية» في أفلامه لم يكن يلجأ لنقل الواقع بحذافيره وسوئه وابتذاله، ومع ذلك كان يقدم لنا واقعية لا تثير الاشمئزاز. فليس كل ما يدور في الحياة وبين الناس من تصرفات وأقوال يصلح ليرد في فيلم بحجة الواقعية والصدق. فهناك خط رفيع تنقلب الواقعية بعده إلي ابتذال واسفاف وتفقد الهدف المقصود منها. هذا ما أثارته المشاهد التي تضمنها «تريلر» فيلم كلمني شكرا» للمخرج خالد يوسف، ومن بينها المشهد الذي يجمع بين عمرو عبد الجليل وداليا إبراهيم علي الفراش وفيه يبدأ عمرو بأن يتحسس جسد داليا التي تتمنع في دلال وتقول له : لأ.. النص الفوقاني بس، إنما النص التحتاني ليلة الدخلة، فيرد عليها عمرو! اشمعني« النص الفوقاني بس هو اللي شغال؟ فتجيب عشان النص اللي فوق فيه قلب. فيقول لها عمرو وهو يلقيها علي السرير: طيب أنا بقي قلبي تحت حاسبي بقي عشان قلبي ها يوقف.. هذا المشهد اختاره خالد ليبدأ به مع مشاهد أخري مثيرة حملة الدعاية لفيلمه والتي تتضمن أيضا مشاهد شبه عارية للفنانة غادة عبد الرازق والتي يجمعها حوار مع عمروعبد الجليل علي الفراش أيضا حيث يقول لها «عايزين نعيد» فترد: هو ده كل اللي يهمك فيقول «ياولية دا أنتي كنتي مثل أعلي للخيانة الزوجية». وفي مشهد ثالث يظهر عمرو في مقهي بلدي وسط مجموعة من الكومبارس وبجواره رجل ذو لحية في يده «سبحة» ويبدو أن عمرو أو «إبراهيم توشكي» وهو اسمه في الفيلم يشاهد ومن معه فيلما «إباحيا» فيقول أحد الكومبارس : الارسال وقف ياتوشكي فينهض عمرو ليضبط الارسال، والرجل صاحب اللحية يتمتم «ده مش الارسال بس اللي وقف ده حالنا كله واقف». وقد رأي البعض أن هذه المشاهد إباحية ولا تليق بأن تعرض إعلانات مثيرة علي قنوات الافلام يراها ابناؤنا وبناتنا، وقد بدا الأمر مزعجا» لأن «تريلر» الفيلم جاء عقب حملة إعلانية سيئة السمعة لإحدي قنوات الافلام، وهذا ما جعل البعض يحذر من هبوط مستوي الذوق العام للإعلان السينمائي. واجهنا خالد يوسف بالاتهامات المثارة ضده فقال: المصطلحات التي ذكرت في «تريلر» الفيلم هي في صميم السياق الدرامي للعمل الفني، وهذا كلام ليس للاستهلاك الصحفي، بل حقيقة والمشهد الذي أثار الجدل لإبراهيم توشكي مع داليا إبراهيم لا يخرج عن كونه «إفيه» أو نكتة جنسية من التي يقولها المواطن، فهل المقصود من الإفيه الكوميدي أو النكتة الجنسية إثارة غرائز الناس وخدش حيائهم؟ أم أن الغرض هو الضحك والاضحاك، ثم إن الرقابة لم تحذف المشهد ولو كان فيه ما يخدش الحياء العام أو يثير الغرائز لكانت طالبت بحذفه علي الفور.. أما عن المشهد الثاني الذي قد يعتبره البعض تحريضا للمرأة علي الخيانة الزوجية فأنا مندهش جدا. فحينما يقول رجل لامرأة خائنة «أنتي كنتي مثل أعلي للخيانة الزوجية» فهل يعد هذا تحريضا للمرأة علي الخيانة؟! بالطبع لا.. فالمقصود من الجملة أن هذه المرأة كانت محترفة في الخيانة الزوجية ولكنها لم تصبح خائنة، وهذا نموذج موجود في المجتمع المصري مع الوضع في الحسبان أنني لا أصدر أحكاما عامة. أما فيما يخص احتمالية هجوم منظمات حقوق المرأة والانسان عليه فقال خالد يوسف: إن منظمات المجتمع المدني تتضامن دائما مع أفلامي والنموذج الذي تناولته في فيلمي «كلمني شكرا» لا يروج لامتهان المرأة ولا للخيانة الزوجية، وأنا حينما تناولت قهر المرأة في أفلامي لم يكن المقصود إهانتها بل رفض هذا السلوك العدواني ضدها فطرح السلوك في فيلم سينمائي ليس معناه الموافقة عليه ولكننا كمبدعين نطرح السلوك السيئ لايجاد حلول وليس للدعوة إليه أو الترويج له، أما عن إصراره علي تقديم حياة العشوائيات وتقليد البعض له مما أصبح موضة سيئة للسينما المصرية فقال يوسف: «كلمني شكرا» لا تدور أحداثه عن العشوائيات بل عن الحياة داخل البيئة الشعبية والتي هي انعكاس علي المجتمع المصري كله الذي أصبح نمط تفكيره كله عشوائي وهذا ليس علي المواطن البسيط فقط بل علي النظام وعلي رجال الاعمال أيضا.. واختتم خالد يوسف تصريحاته قائلا: يجب ألا يكون هناك أي أحكام مسبقة علي أي فيلم سينمائي قبل مشاهدته، وتساءل ساخرا إذا كان إعلان فيلم صنع أشبه ما يكون بالأزمة فماذا سيفعلون بي حينما يعرض الفيلم؟! وقال خالد إن المفاجأة أن الفيلم ليس به أي إثارة جنسية !