· المعتقلون رفضوا التوقيع علي وثيقة إمام ورحبوا بوثيقة الزمر حسام السويفي علي مسافة 500 كيلو متر من القاهرة يقع معتقل الوادي الجديد وهوسجن كبير انشأته وزارة الداخلية علي مساحة تتجاوز 3 آلاف فدان وسط الصحراء الغربية بعيداً عن العمران ومع مرور الوقت، ونظراً للحياة الشاقة داخل هذا المعتقل تحول إلي مكان للعزلة والعقاب ليس للسجناء الخطرين سياسياً وجنائيا من وجهة نظر الأمن فحسب بل للضباط الذين حوت سجلاتهم مخالفات عديدة واشتهروا بالعنف وعصيان الأوامر ... وهو ما وضع معتقل الوادي الجديد علي رأس قائمة السجون التي تشهد صداماً بين النزلاء والأمن آخرها منذ أيام وتكتمت عليه وزارة الداخلية، حيث فوجئ ضباط وقيادات سجن الوادي الجديد بثورة عنيفة قام بها المعتقلون احتجاجا علي منع الزيارات عنهم منذ سبتمبر الماضي وثورة المعتقلين ضد ضباط السجن لم تكن مجرد احتجاج عادي أو صيحات غضب فقط بل وصلت إلي حد تحطيم أبواب الزنازين ومحاولة الهرب من الحياة الشاقة والمعاملة العنيفة. البداية كانت في صباح أحد أيام الاسبوع الماضي عندما انتفض المعتقلون واستخدموا الأدوات البسيطة الموجودة داخل عنابرهم وقطع من الأسرة في تحطيم أبواب الزنازين الحديدية وفتح مساحات بهاتسمح بخروجهم إلي الممر الرئيسي للمعتقل الذي ينتهي أيضا بزنزانة حديدية ضخمة. وأثناء محاولات تحطيم البوابة الرئيسية التي تحوي داخلها أكثر من 50 زنزانة استيقظ حرس المعتقل وأخطروا مأمور السجن الذي جمع ضباطه وجنوده لتبدأ عملية اجهاض تحطيم البوابة والسيطرة علي ثورة المعتقلين وقمعهم. وفي اليوم التالي بدأت عمليات العقاب الجماعي للسجناء التي تضمنت الحبس الانفرادي والضرب والتعذيب ووصلت إلي حد منع الوجبات الغذائية عنهم لمدة 3 أيام قبل صرف وجبة واحدة لكل سجين يومياً كنوع من العقاب مما دفع السجناء إلي الاضراب عن الطعام ومطالبة إدارة المعتقل بنقلهم إلي سجن ليمان طرة حتي يضمنوا السماح لأهاليهم بزيارات مستمرة وفقاً للوائح. وعلي الفور تم اعداد تقرير مفصل بالواقعة سلمه مأمور الوادي الجديد إلي اللواء عمر الفرماوي مدير مصلحة السجون الذي طالب الضباط باحتواء الموقف وعدم التعامل بعنف مع الأزمة قبل أن يرفع الفرماوي بدوره تقريراً إلي اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية. الحرمان من الزيارات كان هو السبب الذي تردد في أروقة الداخلية حول عملية العصيان، لكن ما تردد علي لسان أسر المعتقلين كان شيئا آخر فقد أكد الأهالي أن ابناءهم تعرضوا للضغط والقمع والتعذيب ومنع الزيارات والطعام عنهم بسبب رفضهم التوقيع علي وثيقة ترشيد العمل الجهادي للدكتور سيد إمام وأنهم «أي المعتقلون» تمسكوا برفضهم بينما قبلوا وثيقة البديل الثالث بين الاستبداد والاستسلام التي أطلقها عبود الزمر. ممدوح إسماعيل محامي الجماعات الاسلامية أشار إلي أن سجناء الوادي الجديد تتعامل معهم الاجهزة الأمنية باعتبارهم قيادات تنظيم الجهاد لذلك تعرضوا في الفترة الأخيرة إلي أشد أنواع التعذيب. الجماعة الاسلامية انتقدت مزاعم سجناء الوادي الجديد بأنهم يتعرضون للتعذيب مقابل رفضهم التوقيع علي وثيقة الدكتور إمام ووصفت موقفهم بأنه مغاير للحقيقة وهو ما أكده لنا الشيخ أسامة حافظ عضو مجلس شوري الجماعة الاسلامية الذي أشار إلي أن سجناء الوادي الجديد حاولوا تسييس القضية لإحداث نوع من التعاطف الشعبي معهم، وأشار حافظ إلي أنه لايوجد معتقل واحد من الحركات الاسلامية تم اجباره علي التوقيع علي المراجعات.