· خطة أمنية ضخمة يقودها مساعد وزير الداخلية للسيطرة علي المراكز الملتهبة في قنا ربما لم تعش قنا ومراكزها ومواطنوها أياما كتلك التي تعيشها الآن، حيث تحولت المحافظة إلي ما يشبه المعسكر الأمني الكبير ومراكزها إلي ثكنات عسكرية أينما تنظر فلن تجد سوي الضباط والجنود والمدرعات، في مداخل المراكز وعلي نواصي الشوارع وفي الميادين. وتشهد المحافظة أقصي درجات الاستعداد الأمني تحسبا لأية اضطرابات أو مواجهات سواء طائفية أو عائلية. الخطة الأمنية التي لم تشهد لها المحافظ مثيلاً من قبل تمثلت في نشر عدد ضخم من الجنود والضباط في مختلف أرجاء المحافظة وتكثيف هذا التواجد في المراكز الملتهبة مثل أبوتشت والمحروسة وفرشوط ونجع حمادي وحجازة قبلي ونجع سعيد والصعايدة والحجيرات والطوابية، وهو ما استلزم سحب القوات من القري والمراكز الهادئة وتحويلها إلي الملتهبة كما تمت الاستعانة بتعزيزات أمنية من محافظة سوهاج ولمواجهة جميع الاحتمالات اتخذت وزارة الداخلية في خطتها المشار إليها العديد من الإجراءات منها الغاء إجازات جميع القيادات الأمنية وانتقالها للاقامة شبه الدائمة بمراكز فرشوط وأبوتشت ونجع حمادي وفي مقدمتهم اللواء طه الزاهد مساعد أول وزير الداخلية لجنوب الصعيد واللواء محمود جوهر مدير أمن قنا وذلك للإشراف علي الخطة، كما تم منح أمناء الشرطة صلاحيات الضباط في المناطق الهادئة ليكونوا بدلاء لهم لتيسير المتطلبات اليومية للمواطنين في أضيق الحدود وهو ما جعل البعض يتخوف من أن يؤدي الغياب الأمني في عاصمة المحافظة والمناطق الهادئة والأكمنة إلي أن تكون مسرحا لأحداث إجرامية متنوعة. أما عن الأسباب التي دفعت إلي هذا الحصار الأمني شبه الكامل فهي في مراكز أبوتشت وفرشوط ونجع حمادي وعدد من قراها وقد تمثلت في تحولها لمسارح عنف ومصادمات وتخريب طائفي بين المسلمين والأقباط علي خلفية تورط شاب مسيحي في اغتصاب طفلة مسلمة مما أدي لاشتباكات بين الطرفين وحرق ممتلكات للأقباط بينما السبب في قنا كان علي خلفية الصراع بين قبيلتي الفلاحين والعرب الذي نشب أول أيام عيد الأضحي أما قرية الحجيرات فجاء التكثيف الأمني فيها بسبب الصراع المشتعل بين عائلتي عبدالغفار وشحات وكان آخر ضحاياه الأسبوع الماضي رغم تكرار جلسات الصلح التي فشلت جميعها وآخرها في 11 أغسطس الماضي فيما تحولت قرية الطوابية بنفس المركز إلي ثكنة عسكرية بسبب المواجهات بين عائلتي الكوابير وعيد. وفي مركز دشنا تعزز التواجد الأمني نظرا للأحداث الملتهبة التي شهدها عقب احالة النائب محمد مندور عضو مجلس الشعب وستة من أنصاره بتهم التجمهر وإثارة الشغب واتلاف ممتلكات والتعدي علي أفراد شرطة، حيث اعتبر الأهالي النائب «بطل قومي». وفي قرية حجازة قبلي بمركز قوص اضطرت الداخلية لتكثيف تواجدها الأمني بعد الأحداث الطائفية التي شهدتها القرية والتي تعود جذورها إلي عام 2004 وتجددت مؤخرا وراح ضحيتها شابان مسيحيان بينما أصيب ثالث.