شنت قيادة إخوانية هجوماً عنيفاً علي الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح القيادي بجماعة الإخوان إلي حد وصفه في تصريحات خاصة ل«صوت الأمة» بأنه تلقي املاءات مباشرة من جمال مبارك في إطار صفقة جديدة بين النظام والإخوان. وكان أبوالفتوح قد صرح هذا الأسبوع عقب الافراج عنه بأنه يرفض اصرار أعضاء التيار المحافظ علي انشاء حزب سياسي ذي مرجعية دينية، مشيراً إلي أنه يرفض ذلك ويوافق علي انشاء حزب سياسي مدني لجماعة الإخوان. وهو الطرح الذي رفضه العديد من الإخوان لأنه يتناقض مع أفكار وثوابت الجماعة منذ تأسيسها. وبررت القيادة الإخوانية هجومها علي أبوالفتوح بأنه يرجع إلي الدهشة التي أصابت معظم القيادات الإخوانية من الانقلاب الفكري علي ثوابت الجماعة المعلنة منذ ثمانين عاماً وأن تصريحات أبوالفتوح أشعلت الخلافات داخل الجماعة، خاصة بين التيارين المحافظ والاصلاحي الذين اعتبروا أن جمال مبارك هو السبب الرئيسي في تفجير الخلافات داخل الجماعة بعد ابرامه تلك الصفقة مع قيادة بحجم الدكتور أبوالفتوح الذي خرج من محبسه بأفكار مخالفة تماماً لما كان يعتنقها قبل القاء القبض عليه. أبوالفتوح لم يتوقف عن اعلان تصريحاته التي اعتبرتها قيادات الجماعة وأعضاؤها مستفزة مثل تصريحاته بأن جماعة الإخوان ليست مصر، هذه التصريحات التي اعتبرها قياديو الجماعة مثل محمود عزت وأنصاره من التيار المحافظ انقلاباً علي الجماعة وليس انقلاباً فكرياً علي ثوابت الجماعة فقط، بل إعلاناً صريحاً من أبوالفتوح بانشقاقه علي الجماعة، خاصة مع إعلان أبوالفتوح أن برنامج الجماعة الذي تم إعلانه منذ عامين والذي نص علي عدم جواز تولي المرأة والأقباط رئاسة الجمهورية هو مخالف للشريعة الإسلامية، منتقداً إصرار عدد من أعضاء التيار المحافظ داخل مكتب الإرشاد بوضع هذا البند ضمن برنامج الجماعة، ومشيراً إلي أنه لابد من تغيير برنامج الجماعة، والجواز بتولي المرأة والأقباط منصب رئيس الجمهورية، مبرراً ذلك بأنه استند إلي فتوي الدكتور يوسف القرضاوي المفتي الروحي للجماعة بجواز تولي المرأة والأقباط لمنصب رئيس الجمهورية، الأمر الذي أجج الصراع بين محمود عزت زعيم التيار المتشدد أو السلفي كما يلقبه بذلك أبوالفتوح نفسه وبين التيار الإصلاحي أو المتجدد بقيادة أبوالفتوح وعصام العريان عضو المكتب السياسي للجماعة. تصريحات أبوالفتوح بضرورة تغيير برنامج الجماعة ولائحة الجماعة مطالب أيدتها بالطبع مجموعته وأنصاره، بينما اعتبرها أنصار التيار المحافظ بمثابة أوامر واملاءات تلقاها أبوالفتوح من النظام ومن جمال مبارك شخصياً شريطة الافراج عنه وتبرئته من القضية الذي كان متهماً بها والتي عرفت باسم قضية التنظيم الدولي للجماعة. وبين توزيع الاتهامات فيما بينهم من نوع الانقلاب الفكري علي ثوابت الجماعة والتي يوجهها أنصار التيار المحافظ ضد أبوالفتوح والذي وصفوه بأنه تم الافراج عنه وهو منقلب فكرياً علي الجماعة وأفكارها وثوابتها، من أجل الافراج عنه، وتوجيه تهم مضادة من التيار الاصلاحي ضد محمود عزت زعيم التيار المحافظ ووصفه بأنه أكثر الأشخاص ضرراً علي الجماعة بسبب أفكاره الصدامية والمتشددة والتي أصبحت لا تجد لها رواجاً بين شباب الإخوان الذين يرفضون سيطرة محمود عزت علي الجماعة وعلي محمد مهدي عاكف المرشد العام للجماعة نفسه وفرض أفكاره المتشددة علي أعضاء مكتب الإرشاد وخاصة مؤيديه من أعضاء مكتب الإرشاد مثل الدكتور محمد بديع والأعضاء الذين تم تصعيدهم العام الماضي لمكتب الإرشاد مثل الدكتور أسامة نصر ومحيي حامد وغيرهما. الصراعات والخلافات المتصاعدة بين التيار المحافظ والتيار الإصلاحي داخل الجماعة بسبب أفكار أبوالفتوح الاصلاحية انتقلت بنفس درجة اشتعالها علي انتخابات المرشد العام القادم للجماعة والتي من المقرر اجراؤها في يناير القادم، خاصة بعد اصرار محمد مهدي عاكف المرشد العام الحالي للجماعة عن نيته عدم الاستمرار في ولايته الثانية في يناير القادم، وأنه ينوي أن يكون عضواً عاملاً للجماعة وأنه يريد أن يستريح من أعباء ومشاكل منصب بحجم المرشد العام للجماعة، الأمر الذي أدي إلي إعلان التيارين المحافظ والاصلاحي عن مرشح لمنصب المرشد العام، ففي الوقت الذي دفع فيه التيار المحافظ بالدكتور محمد بديع للترشح لمنصب المرشد العام القادم في حال اصرار عاكف علي عدم الاستمرار في ولايته الثانية، يحاول التيار الاصلاحي المنافسة علي المنصب بالدفع بالدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح لاعتلاء منصب المرشد العام للجماعة، في وقت حاولا فيه كل من التيارين اللعب بورقة شباب الإخوان للتأثير علي نتائج الانتخابات، حيث استغل التيار الاصلاحي مدونات شباب الإخوان علي شبكة الانترنت لترويج ترشيح أبوالفتوح لمنص المرشد، لتزداد الخلافات داخل مكتب إرشاد الجماعة الذي سيشهد خلال الفترة القادمة المزيد من التصعيد في الخلافات بين التيارين.