عمرو أديب: هو إحنا مانعرفش نعمل انتخابات بما يرضى الله.. اجعلوها شريفة عفيفة    انخفاض كبير بأسعار الفراخ إلى 56 جنيهًا للكيلو ومنتجي الدواجن يطالبون بوقف استيراد المجمد    استقرار مؤقت ل أسعار الذهب اليوم 22 نوفمبر في سوق الصاغة.. تفاصيل    قوة إسرائيلية تعتقل النائب جمال الطيراوي وأبناءه بعد اقتحام نابلس    لليوم الرابع، غلق الطريق الإقليمي بالخطاطبة في المنوفية بسبب الشبورة الكثيفة (صور)    دافع عن خطيبته من متحرش.. فشوه المتهم وجهه وجسده بساطور    تعريفة ثابتة ولون موحد للمركبات البديلة للتوك توك قريبًا.. تفاصيل    حين صدحت مصر بصوتها.. حكاية «دولة التلاوة» كما رواها الناس    فانس: أي سلام بأوكرانيا يجب أن يرضي الطرفين... والرهان على السلاح والعقوبات "وهم"    سارة الشامي بفستان كلاسيكي أنيق في ختام مهرجان القاهرة السينمائي    الكشف الطبي على 5 أطفال في واقعة التعدي عليهم داخل مدرسة دولية بالسلام    قرار قضائي جديد بشأن المتهم بسرقة سيدة بالعجوزة    الاتحاد الأوروبى يدعو طرفى القتال فى السودان لاستئناف المفاوضات    ضباب وشبورة كثيفة.. «الأرصاد» تحذر من الساعات المقبلة    البث المباشر لمباراة ليفربول ونوتنجهام فورست في الدوري الإنجليزي    بعد تصديق الرئيس.. تعديلات قانون الإجراءات الجنائية نقلة حقيقية في ملف حقوق الإنسان    جدول مباريات اليوم حول العالم: مواجهات قوية في أوروبا وإفريقيا    «يوميات ونيس».. العمل الذي صنع ذاكرة جيل ورسّخ قيم الأسرة في الدراما المصرية    بيسكوف: مستوى اتصالات التسوية بين موسكو وواشنطن لم يحدد بعد    رئيس المدينة اكتشفه بالصدفة، هبوط أرضي مفاجئ أمام مستشفى ميت سلسيل بالدقهلية (صور)    برنامج «دولة التلاوة» يعيد لمة العيلة المصرية على شاشة واحدة    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    صافي الأرباح يقفز 33%| بنك البركة – مصر يثبت قوته المالية    حدد الموعد، رئيس الاتحاد الفرنسي يتحدث عن اقتراب زيدان لتدريب منتخب الديوك    من 18 إلى 54 ألفًا.. زيادة تعجيزية تهدد مصدر رزق مزارعي بهادة بالقليوبية    محمد التاجي: لولا تدخل السيسي ل"طبل" الجميع للانتخابات وينتهي الأمر دون كشف التجاوزات    محمد موسى يهاجم الجولاني: سيطرتك بلا دور.. والسيادة السورية تنهار    أبرزها وظائف بالمترو براتب 8000 جنيه.. «العمل» توفر 100 فرصة للشباب    تطورات مثيرة في قضية سرقة عصام صاصا للحن أغنية شيرين    التوقعات السامة| خبيرة أسرية توضح كيف تحول الزواج لعبء على المرأة    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    الصورة الأولى لعروس المنوفية التي لقيت مصرعها داخل سيارة سيارة الزفاف    مداهمة مفاجئة تكشف الإهمال.. جمعية زراعية مغلقة وقرارات حاسمة من وكيل الوزارة    شيكو بانزا يوضح سبب تأخر عودته للزمالك    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    ترامب: نعمل مع لبنان لتحقيق السلام في الشرق الأوسط ونمارس ضغوطًا لنزع سلاح حماس    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الأحد في الدوري الممتاز    مارسيليا يتصدر الدوري الفرنسي مؤقتا بفوز ساحق على نيس    إعدام كميات كبيرة من الأغذية والمشروبات غير الصالحة بالمنوفية    أخبار × 24 ساعة.. السياحة: 1.5 مليون سائح ألمانى زاروا مصر منذ بداية 2025    اكتشاف عجز 44 طن سكر داخل مضرب بكفر الشيخ.. وضبط أمين المخازن    محمد أبو سعدة ل العاشرة: تجميل الطريق الدائري يرتقى بجودة حياة السكان    صلاح بيصار ل العاشرة: أحمد مرسي علامة كبرى في الفن والأدب السريالي    مسئول إسرائيلى: سنحصل على الشرعية لنزع سلاح حماس إذا لم ينجح الأمريكيون    أحمد حسن يكشف أسباب عدم ضم حجازى والسعيد للمنتخب الثانى بكأس العرب    محلل أداء الأهلى السابق: الفريق استقبل أهدافا كثيرة بسبب طريقة لعب ريبيرو    11727 مستفيدًا في أسبوع سلامة الدواء بالمنوفية    نصر عبده: إعادة الانتخابات تصحح الصورة الدولية.. ومصر تأتي ببرلمان يريده الشعب    رئيس جامعة المنيا يناقش إعداد الخطة الاستراتيجية للجامعة 2026–2030    جعجع: لبنان يعيش لحظة خطيرة والبلاد تقف على مفترق طرق    عالم بالأوقاف: الإمام الحسين هو النور المكتمل بين الإمامة والنبوة    البابا تواضروس الثاني يلتقي مقرري اللجان المجمعية    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    كيف يؤثر تناول السكر على مرضى السكري وما الكمية المسموح بها؟    «الزراعة» تواصل حملاتها لحماية الثروة الداجنة    جامعة بنها ومؤسسة حياة كريمة ينظمان قافلة بيطرية بمنشاة القناطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يكتبها: طارق الشناوي
حكايات فنية
نشر في صوت الأمة يوم 05 - 12 - 2009

«ولاد العم».. تنويعة شعبية علي الصراع العربي الإسرائيلي!
· العلاقات بين الإسرائيليين التي نقابلها في أحداثه لها دائماً حضورها الخاص المختلف بل والمغاير لما دأبت عليه الدراما المصرية في جانبها التقليدي السائد
الصراع العربي الإسرائيلي دائماً ما يثير نهم المبدعون بقدر ما يثير ترقب الناس وتظل لمصر خصوصية في هذه المعركة المصيرية.. بين مصر وإسرائيل اتفاقية سلام عمرها 30 عاماً وبيننا تبادل دبلوماسي ولكن تحت هذا السطح السياسي الأملس توجد مشاعر غاضبة في أعماق الشخصية المصرية تجاه كل ما هو إسرائيلي.. رفض عالي الصوت كثيراً ما يعلن عن نفسه حتي ولو كانت في أغنيه مثل "أنا بكره إسرائيل" لشعبان عبد الرحيم.. لا يهم معني ولا أداء ولا لحن فلقد كان الغضب هو البطل..
مسلسل مثل "رأفت الهجان" وقبله جمعة الشوان "دموع في عيون وقحة" جزء كبير من نجاحهما في الشارع يرجع إلي تلك الشحنة التي تعتمل في صدور المصريين وتترقب اللحظة لإعلان الانفجار!!
الدراما المصرية عندما تقتحم إسرائيل ومن خلال ضابط مخابرات مصري وليس عميل مزدوج تصل إلي ذروة الجماهيرية فهي تعزف نغمة كثيراً ما نتوق إلي سماعها.. وهكذا جاء فيلم "ولاد العم" المقصود بهم بالطبع اليهود.. شاهدنا من قبل "نادية الجندي" في فيلميها "مهمة في تل أبيب" و "24 ساعة في إسرائيل" تدخل إلي تلك المنطقة منطقة اختراق جهاز "الموساد" الإسرائيلي.. يجب أن نعترف بقوة الخصم لتزداد قوتنا نحن ويصبح لانتصارنا قيمة.. يدخل إلي هذا المجال المخرج "شريف عرفة" ومعه الكاتب عمرو سمير عاطف في أول تجربة له في مجال الفيلم الروائي الطويل اختار في البداية لفيلمه نقطة ساخنة في لحظة واحدة أسرة مصرية تنتقل إلي النقيض عندما تكتشف "مني زكي" أن زوجها المسلم "شريف منير" ليس مسلماً بل هو ضابط مخابرات إسرائيلي الجنسية يهودي الديانة وكان يعمل في مصر لصالح إسرائيل وعندما يعلم أنه سوف يتم القبض عليه بعد أن افتضح أمره لدي المخابرات المصرية كان قد انتقل إلي إسرائيل من خلال هذه الرحلة البحرية.. يبدو الأمر كابوساً يصعب التعامل معه إلا أن الفيلم يدخل بجرأة إلي المجتمع الإسرائيلي بمساحة درامية أكبر لم نتعود عليها في الدراما المصرية فهم ليسوا كتلة واحدة كما دأبت الدراما المصرية علي تقديمهم عندما تتعامل معهم ولكنهم متعددو الطبقات والاتجاهات والتوجه العسكري أحد المحاور التي أشار إليها السيناريو حيث إنه في إسرائيل لا يوجد مجتمع مدني كلهم في لحظة يصبحون عسكريين وهكذا نري مثلاً أن جارة "مني زكي" التي أدت دورها "انتصار" تشهر في وجه مني السلاح قبل النهاية عندما تدرك أنها تريد الهرب إلي مصر كذلك هناك بين الإسرائيليين من يعشق اللهجة المصرية والأغنية المصرية.. المصري الذي يعمل في "تل أبيب" ويتزوج إسرائيلية ولديه حنين برغم كل ذلك لبلده مصر.. هناك عناوين للعديد من الشخصيات قدمها الكاتب وهي بالطبع ليست متداولة في الدراما المصرية إلا أنها صارت واقعاً ينبغي تناوله.. استطاع المخرج "شريف عرفة" أن يمنحنا الإحساس بالفعل بأن هذه الأجواء التي يجري فيها تصوير الفيلم هي "تل أبيب".. قدم شخصية اليهودي "شريف منير" بدرجة درامية وأدائية عالية جداً صحيح هو عدو لنا ولكنه أب ومتمسك بزوجته وطفليه يريدهم أن يصبحوا مثله يهوداً رغم أن أمهم مسلمة وهذا يخالف الشريعة اليهودية التي تعتبر أن الأم هي التي تمنح لأبنائها الديانة.. بالفيلم عناوين عديدة لمواقف مليئة بالثراء ولكن كان دائماً هناك إحساس بضرورة القفز السريع عليها.. مثلاً علاقة الفلسطيني بالعامل المصري حيث إن "كريم عبد العزيز" يؤدي دور مصري يعمل في إسرائيل حتي يستطيع أن يتسلل إلي إسرائيل ويقابل عامل فلسطيني يرفضه وعندما يشعر أنه يقاسمه رزقه رغم أنهما يعملان معاً في بناء الجدار العازل الذي أقامته إسرائيل وشارك فلسطينيون في بنائه.. كراهية بعض العمال العرب للمصريين قدمها "شريف عرفة" كاستثناء درامي ولكنها تقدم ملمحاً هاماً في العلاقة بين مصر وبعض العمال العرب.. ينجح "كريم عبدالعزيز" في التسلل إلي داخل إسرائيل وهدفه هو إعادة الأم والأبناء والمعلومات التي وصلت هي أن الأم لا تزال رافضة للتواؤم مع الوضع الجديد.. يقدم المخرج شريف عرفة" الإسرائيلي "شريف منير" انسان يحب بلده زوج وأب ويقدم من وجهة نظره خدمة جليلة لإسرائيل.. نعم صار "شريف منير" محرماً علي "مني زكي" كمسلمة ولكنها لا تنسي ما يربطهما من صلة فهو أب لأبناء وبينهما سنوات من الحب والعشرة.. الصراع الداخلي وهي تفكر في العودة لوطنها مع طفليها وفي نفس الوقت أن الثمن الذي سوف تدفعه ربما هو حياة أبو أطفالها.. لم يقفز السيناريو مباشرة للتأكيد علي أن الروح الوطنية التي تنتصر للوطن بدون أن تتردد لحظة بين مشاعرها كإنسانة تفكر في أبنائها وأبيهم الإسرائيلي وبين الوطن.. كانت لحظات صعبة لعب عليها السيناريو وأجاد أيضاً "شريف" و"مني" في التعبير عنها ومن أفضل المشاهد التي أدتها "مني زكي" بدرجة تألق عالية عندما شكت في أن "شريف منير" فضح أمرها وعلاقتها مع ضابط المخابرات المصري ولكنها تدرك بعد لحظة - أو هكذا أقنعها شريف منير - أنه لم يعرف شيئاً في تلك اللحظة تخرج منها كل طاقة الإبداع تصرخ علي وجهها الفرحة بالانتصار مشهد عبقري في الأداء انتقلت فيه "مني" من النقيض للنقيض وكانت مباراة رائعة بين "مني" و "شريف".. استحق تصفيق الجمهور في دار العرض؟!
العلاقات الإنسانية في الفيلم هي الأهم والشخصيات التي نقابلها في أحداثه لها دائماً حضورهما الخاص المختلف بل والمغاير لما دأبت عليه الدراما المصرية في جانبها التقليدي السائد.. ولكن عندما تعرض الأمر للمطاردات بين "كريم" وجهاز المخابرات الإسرائيلي بعد افتضاح أمره والمفروض طبقاً للسرد السينمائي أن "شريف منير" كان يدرك منذ البداية أن "كريم" سوف يأتي لإسرائيل وأن المخابرات تعرف كل تحركاته وأنه اصطحب معه "مني زكي" إلي "تل أبيب" لتصبح هي بمثابة الطعم القادر علي جذب رجل المخابرات المصري والغريب أن "كريم عبد العزيز" لم يدرك أن السهولة التي تتيح له الاتصال بمني زكي والدخول إلي معقل "الموساد" الحصين لم يحرك بداخله أي ذرة شك في أنه من الممكن أن يكون تحت سيطرة هذا الجهاز وأن ما يراه أمامه هو لعبة تدبرها له إسرائيل من خلال جهاز المخابرات المدرب ثم تلك المناضلة الفلسطينية التي تستعد لعمليات تفجير داخل إسرائيل تحتمي بكريم عبد العزيز مما يضعه بالطبع في موقف شائك.. كيف لضابط مخابرات يورط نفسه في عملية أخري حتي ولو كانت ضد إسرائيل لكنها ليست ضمن مهامه ولا يتورط عادة رجل المخابرات في أي عمليات خارج إطار مهمته الأساسية حتي ولو كانت تعبر عن قناعته الشخصية وتأتي النهاية مجرد مطاردات بوليسية من تلك التي دأبت عليها الأفلام في العلاقة بين الضابط المصري وجهاز المخابرات وينتصر الضابط المصري.. يحرص الكاتب درامياً علي التخفيف من مشاعر أي تعاطف ممكن لشريف منير داخل الدائرة الصغيرة الزوجة والأبناء لهذا نراه وهو يطلق الرصاص علي "مني زكي" حتي تصبح نهايته التراجيدية هي عقاب عادل جداً بسبب ما أقدم عليه وهنا تدخل الأحداث الأخيرة في الإطار التجاري و "كريم" بمفرده ينتصر علي كل هذه القوة الإسرائيلية المدربة والتي كانت متحسبة له ثم في المشهد الأخير وهو يحمل "مني زكي" وراءها طفليها في طريقهما إلي القاهرة!!
الاختراق السهل لإسرائيل وانتصار البطل علي كل هؤلاء يبدو وكأنه عربون صداقة مع جمهور السينما المتعطش لتحقيق مثل هذه الانتصارات السهلة علي إسرائيل ولكنها لا تتوافق مع الوعد الذي طرحه الفيلم في البداية وهو أنه سيدخل إلي مناطق أخري وبرؤية أكثر عصرية بها طزاجة ومنطقية ولكن شاب هذا الخط الدرامي كل ما سبق وإن قدم في أعمال سينمائية محفوظة.. لا شك أن هناك تفوقاً في أداء أبطال الفيلم "كريم" و "مني" "شريف".. "كريم عبد العزيز" دوره لا يحمل تناقضات في المشاعر ويبدو النجم وبساطته في التعبير هي التي منحته كل هذا الحضور.. ولكن "مني زكي" و "شريف منير" علي المستوي الدرامي هما المحملان درامياً بكل الأبعاد والتناقضات فقدما ذروة ابداعه علي مستوي الأداء.. من العناصر المتفوقة في الفيلم ديكور "فوزي العوامري" وتصوير "أيمن أبو المكارم" وموسيقي "عمر خيرت" ومونتاج داليا ناصر وأري أن "عمرو سمير عاطف" في أول أفلامه يمنحنا إحساساً ووعداً بأن ننتظره في أفلام قادمة وتبدو بصمة المخرج "شريف عرفة" واضحة في خلق مصداقية للأجواء داخل إسرائيل وأيضاً في قيادته لنجومه وحصوله علي كل هذا الزخم الإبداعي لكنه مع الأسف استسلم لتلك المطاردات التقليدية!!
********
محمد هنيدي ... وضرورة مراعاة فروق التوقيت!
· يوسف معاطي وجد في موقف القراصنة الصوماليين الذين يحتلون المانشيت الرئيسي في الأخبار العالمية فرصة لا تعوض للجذب السينمائي
دعونا نضحك.. كان هذا هو هدف صناع فيلم "أمير البحار" فهم لديهم ورقة قادرة علي تفجير الضحك وهو "محمد هنيدي" ولا بأس بالطبع من تحقيق هذه الغاية حتي ولو كانت الضحك لمجرد الضحك.. "يوسف معاطي" من الواضح أنه وجد في موقف القراصنة الصوماليين الذين كانوا ولا يزالون يحتلون المانشيت الرئيسي في الأخبار العالمية فرصة لا تعوض للجذب السينمائي.. هؤلاء لديهم سحر خاص وقادرون علي خلق خيال لدي الجمهور فكان لهذه الأحداث وقعها الذي ذاقت مصر بعضاً من مراراته عندما اعتقل الصوماليون سفينة تجارية مصرية.. وبالطبع أفلام القراصنة تحقق في العادة رواجاً تجارياً ولم يسبق أن أقدمت السينما المصرية علي شيء من هذا القبيل.. القراصنة دائماً بعيدون عن خيالنا السينمائي.. الفيلم تم تركيبه علي "محمد هنيدي" مع عدم مراعاة فروق التوقيت يؤدي "هنيدي"دور طالب في الأكاديمية البحرية يحب جارته "شيرين عادل" ابنة عميد الأكاديمية ولديه أشقاء عوانس صحيح أنه طبقاً لما يرويه الفيلم طالب فاشل كثير الرسوب كل ذلك من أجل أن يتوافق الدور علي ملامح "محمد هنيدي" ولكنه يبدو في كل هذه المبررات قدر لا ينكر من التعسف.. الفيلم كان ينبغي أن يدخل مباشرة إلي البحر حيث تبدأ المغامرة ولكنه يضيع الكثير من الزمن الدرامي والثرثرة التي لا طائل ورائها لتقديم الشخصيات داخل الأكاديمية وفي البيت وكان من الممكن اختصار كل ذلك لتصبح السفينة هي فقط محور الفيلم.. بين البناء السينمائي الذي يرنو إلي تقديم فيلم كوميدي يحركه المنطق الدرامي وبين البحث عن إيفيه مهما بلغت تقليديته كان هذا هو حال الفيلم مثل أن يقف أخوات "هنيدي" العوانس في طابور ويبدأ في تلقينهن القواعد العامة شاهدناه في مسرحيتين لكل من "أمين الهنيدي" و "سمير غانم".. تتكرر العديد من المواقف الكوميدية المقصود منها أن تنتزع لحظات يعلو فيها صوت الجمهور بالضحك ومن خلال حضوري للفيلم مع جمهور العيد أستطيع أن أري بالطبع وجود قسط وافر منها مع الجمهور الذي يحتفظ بالعيدية خاصة وأغلبهم من الأطفال الذين داعب خيالهم موضوع قراصنة البحار.. كانوا يشكلون النسبة الرئيسية من متفرجي الصالة.. وتنتهي الأحداث بالفرح الختامي الذي تم بين "شيرين عادل" و "محمد هنيدي" وظل في الفيلم سؤال عن التوافق العمري بينهما طبقاً للسيناريو "هنيدي" و "شيرين" راضعين مع بعض وكانا يدخلان "البانيو" معا وهما أطفال.. أحياناً أخري يجدها السيناريو واسعة شوية مؤكداً أن "هنيدي" استقبلها وهي طفلة بينما كان هو في الثامنة من عمره.. كان هناك صخب صوتي أغلب الفنانين يؤدون أدوارهم بصوت عال وهذه بالطبع مسئولية المخرج "وائل إحسان" الذي لم يضبط إيقاع أداء ممثليه لأن تنوع الأداء الصوتي والحركي هو الذي يزيد حصيلة الضحك.. يحدث انقلاب للموقف في أحداث الفيلم بعد أن سيطر القراصنة علي السفينة استطاع "هنيدي" بمساعدة شقيقاته و "ياسر جلال" أن ينقذ السفينة ويجد حلاً لمشكلة الشقيقات العوانس فيتزوجن.. علاقة فنان الكوميديا بالضحك تزداد مع زيادة إيرادات الشباك.. "هنيدي" استطاع في فيلمه قبل الأخير أن يقفز علي تعثر عاني منه وأثر علي إيراداته في السنوات الأخيرة أعاد له الثقة في قدرته علي الجذب فيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" إلي درجة أن البعض كان يراهن علي أن فيلمه القادم هو جزء ثان "مبروك في الشانزليزيه" وخيب "هنيدي" التوقعات وذهب إلي مساحة أخري وهي البحر والقراصنة.. مكان خصب جديد علي الأقل بالنسبة للسينما المصرية التي نادراً ما ترنو للتغيير ولكن جاء "هنيدي" للبحر وهو محمل بكل الأفكار التقليدية التي كانت معه قبل ذلك في البر!!
*******
مهرجان «دبي» يتحدي الأزمة الاقتصادية!
الأربعاء القادم يفتتح مهرجان "دبي" السينمائي الدولي دورته السادسة وسط أزمة اقتصادية عالمية ألقت بظلالها علي كل الأخبار في الجرائد والإعلام عن تعثر "دبي" في سداد ديونها.. الأزمة البنكية ليست وليدة هذا العام بالطبع بل منذ أن حدثت الأزمة الاقتصادية العالمية هناك ترقب إلي "دبي" باعتبارها ليست فقط أحد أهم المدن الخليجية بل في العالم كله التي شهدت طفرة اقتصادية ومشروعات متعددة الجنسية حيث صارت هي محور العديد منها وأتصور من واقع متابعتي لما أرسله لنا المكتب الإعلامي للمهرجان أن الأنشطة السينمائية والأفلام لم تتأثر حتي عدد الضيوف لم يتقلص بالقياس إلي الدورات الخمس الماضية وكالعادة الوفد المصري يصل إلي نحو 30 عضواً وعدد من الأفلام تشارك في المسابقة الرسمية مصر لها فيلمين "واحد صفر" لكاملة أبو ذكري بحضور الأبطال "الهام شاهين" و "زينة" و"خالد أبو النجا".. «وعصافير النيل» لمجدي أحمد علي وبطولة عبير صبري وفتحي عبدالوهاب.
الأفلام في كل التظاهرات يصل عددها هذا العام إلي 170 فيلماً أيام المهرجان من 9 إلي 16 ديسمبر.. ويظل أن مهرجان "دبي" هو الأقدم بين مهرجانات الخليج حيث بدأ عام 2004 وهو يحمل توجهاً عربياً داخل مسابقته الرسمية ويمنح جوائز المهر العربي تتجاوز رقم مليون دولار يحصل عليها الفيلم الفائز بالإضافة إلي جوائز أخري للعناصر الفنية المشاركة بالعمل الفني ويحرص المهرجان دائماً علي أن يستقطب أيضاً أفلاماً عالمية خاصة تلك التي حققت نجاحاً علي مستوي العالم مع ورش السيناريو والمشروعات السينمائية التي صارت عنواناً دائماً له.. المهرجان يتواكب مع مهرجان آخر يفتتح مساء غداً الجمعة "مراكش" وتحرص قيادة مهرجان "دبي" علي أن يحدث بينه وبين كل المهرجانات نوع من التوافق باستثناء "مراكش" لم تنجح حتي الآن أي محاولة لإيجاد توافق دائماً ما نجد أن المهرجانين يتنافسان علي عرض نفس الأفلام واستقطاب الضيوف ولا أدري لماذا لم يحدث هذا التنسيق مع "مراكش" مثلما حدث مع "القاهرة" حيث أن أول دورة أقيمت لمهرجان "دبي" حدث أن المهرجان توافق مع موعد مهرجان "القاهرة" وبعدها صارت بينهما مساحة زمنية تصل إلي بضعة أسابيع "د. عبد الحميد جمعة" رئيس المهرجان ومديره الفني الناقد "مسعود أمر الله".. علي ألا يحدث أي تداخل زمني مع أي مهرجان آخر.
المهرجان السينمائي يعتبر أحد أسلحة مواجهة الأزمة فالدول لا تعتبر الإنفاق علي المهرجانات نوع من البذخ ينبغي توفيره وقت الأزمات ولكن التوجه الصحيح هو الذي فرض للمهرجان الاستمرار فهو من ضمن أيضاً الأولويات بل والأسلحة الناعمة لمواجهة الأزمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.