أوبريت " حكاية سد" فانتازيا عبثية

أدغال أفريقيا حيث الأشجار الاستوائية الكثيفة التي تحجب كل شئ وأي شيء ..حتى ضوء النهار ،ويصعب بالتالي تحديد الوقت ليلاً كان أو نهاراً ..شجرة كبرى عمرها ألاف السنين تحتل وسط المسرح ، وتشرف على مصب النيل ..تدخل مجموعات من الأفارقة يجمع بينهم سواد البشرة والنحافة المفرطة ..حالة استنفار وتأهب ..تقوم مجموعة منهم بنقل أحجار من مكان إلى آخر ثم تعيدها إلى مكانها في حركة دائبة مستمرة بينما تقف في الخلفية مجموعات أخرى بغير حراك ..
تبدأ الافتتاحية الموسيقية بأصوات مطارق وشهيق وزفير جماعي للعمال وتنشد الجوقة بلكنة عربية متكسرة :
كورال : قلنا حانبني وادي احنا بنينا السد
يامصريين بنيناه بإيدينا السد ..السد
( موسيقى احتفالية بينما يدخل الراوي وهو عامل أفريقي يحمل فوق كتفه فأسه )
الراوي : إخواني ..
كورال: ايه؟
الراوي : اسمحوا لي بكلمة ..
كورال: ايه؟
الراوي : الحكاية مش حكاية سد ..
حكاية المية اللي ورا السد ..
فاكرين لما قلنا حنبني السد ؟
كورال : اه فاكرين !
(الراوي يجلس القرفصاء ويضع فأسه أرضاً بينما تهدأ الموسيقى تماماً مع إيقاع خفيف)
الراوي (يحكي) وقتها ..وقفت مصر في طريقنا ..وشدت السودان لها .،عارفين عملت ايه..
كورال: عملت ايه؟
الراوي : راحت على الدول اللي ممكن تساعدنا ..
هددتهم ..هددتنا ..
ساومتهم ساومتنا..
خليتهم قالوا انجروا من هنا !..
ووقفت بين دول حوض النيل كلها تتوعد وتندد ..
الكل كان موافق على الاتفاقية ..
لكن خايفين منها..
الكورال : ها وبعدين؟
الراوي : كان طبيعي ندور على دولة تساعدنا لها مصالح..
وعندها خبرا متخصصين في المية ..
في وقت بندعم علاقاتنا الطيبة بمصر ..
عارفين دولة ايه؟
كورال: دولة ايه؟
الراوي : اسرائيل ..عدو مصر اللدود ..
وجهتنا ..ساعدتنا..
بالخبرة والعلم (تعلو الموسيقى مرة أخرى وتنشد الجوقة)
كورال: قلنا حانبني وادي احنا بنينا السد السد.....
الراوي : و الدول الكبيرة جت وقفت معانا ..
وقالت من حقنا نبني السد ..
ونصدر ونكبر ..
وجبنا تمويل السد ..
كورال: (يردد) وجبنا تمويل السد ..
الراوي : ورجعت مصر تندد وتوعد ..
ورئيسها و ثورتها غرقانين ..
مش عارفين ..
يعملوا ايه ؟
كورال: يعملوا ايه؟
الراوي : عملوا حوار وطني ذاعوه ع الهوا..
تقولشي قعدة مصاطب ..
تقولشي فرشة مراتب ..
(تضحك المجموعة في سماجة)
الراوي : والنهردة ..بقينا دولة بتنمي بلدها ..
حنعيش في عز وغنا ..
حنصدر الكهربا ..
اثيوبيا الكبرى ..حتكبر وتكبر ..
وسلموا لي على ثورة مصر ..
كورال: (يردد بتنما تعلو الموسيقى وقرع الطبول )
سلموا لي على ثورة مصر
سلموا لي على نخبة مصر ..
وابقوا تعالوا زرورا السد ..
بنينا السد ..حنبني السد ..
السد ..السد ..
(موسيقى احتفالية صاخبة ورقصات أفريقية مجنونة يشترك فيها الجمع بمافيهم الراوي تختلط في آخرها معزوفة ختامية تشبه المارش العسكري)
ستار