لا شك أن الرفض الرسمي المصري لوجود قوات دولية جديدة علي الأراضي المصرية هو موقف صحيح، ولكن ماذا عن القوات الأجنبية الموجودة بالفعل في سيناء، بموجب اتفاقيات كامب ديفيد. الا تنتهك هذه القوات سيادتنا الوطنية ؟ وألم يأن الاوان بعد لعمل وقفة وطنية جادة بشأنها ؟ و أن بعض التذكرة قد تفيد : القوات الأجنبية في سيناء : وهي القوات متعددة الجنسية ( ق.م.م) او ذو" القبعات البرتقالية " كما يطلق عليها تفرقة بينها وبين قوات الأممالمتحدة ذي القبعات الزرقاء. ويهمنا هنا التأكيد علي الآتي : · نجحت أمريكا وإسرائيل في استبدال الدور الرقابي للامم المتحدة بقوات متعددة الجنسية، وقع بشأنها بروتوكول بين مصر وإسرائيل في 3 اغسطس 1981، · تتشكل القوة من 11 دولة ولكن تحت قيادة مدنية امريكية. · ولا يجوز بنص المعاهدة لمصر أن تطالب بانسحاب هذه القوات من اراضيها الا بعد الموافقة الجماعية للاعضاء الدائمين بمجلس الامن. · وتقوم القوة بمراقبة مصر اما اسرائيل فتتم مراقبتها بعناصر مدنية، ومن هنا جاء اسمها "القوات متعددة الجنسية والمراقبون " واختصاره MFO ( ق.م.م). · وليس من المستبعد ان يكون جزء من القوات الامريكية في سيناء هي عناصر اسرائيلية بهويات امريكية وهمية او مزورة. · وفيما يلي بعض التفاصيل : · تتحدد وظائف ق.م.م في خمسة مهمات = ( 4 + 1 ) : 1 - تشغيل نقاط التفتيش ودوريات الاستطلاع ومراكز المراقبة علي امتداد الحدود الدولية وعلي الخط (ب) وداخل المنطقة ( ج ). 2 - التحقق الدوري من التزام مصر بتنفيذ الملحق الامني في الاتفاقية والقاضي بتمركز القوات المصرية داخل المنطقة ( أ ) فقط، وتمركز حرس الحدود المصري داخل المنطقة ( ب) فقط، واقتصار المنطقة ( ج ) علي شرطة مصرية فقط. علي ان يتم هذا التحقيق مرتين في الشهر علي الاقل ما لم يتفق الطرفان علي خلاف ذلك. 3 - اجراء تحقيق اضافي خلال 48 ساعة بناء علي طلب احد الاطراف. 4 - ضمان حرية الملاحة في مضيق تيران. 5 - المهمة الخامسة التي اضيفت في سبتمبر2005 هي مراقبة مدي التزام قوات حرس الحدود المصرية بالاتفاق المصري الاسرائيلي الموقع في اول سبتمبر 2005 والمعدل في 11 يوليو 2007 بعد سيطرة حماس علي غزة. · مقر قيادة القوة في روما ولها مقران إقليميين في القاهرة وتل ابيب. · المدير الأمريكي الحالي يدعي جيمس لاروكو James A. Larocco ومدة خدمته اربع سنوات بدأها في 24 يوليو 2004 ولقد شارك في مفاوضات السلام المصرية الاسرائيلية عام 1979، كما عمل من قبل في الكويت والسعودية وافغانستان وباكستان وبنجلاديش واسرائيل. · وكان المدير السابق يدعي آرثر هيوز امريكي الجنسية ايضا والتالي سيكون امريكيا ايضا وهكذا. · تتمركزالقوات في قاعدتين عسكريتين: الاولي في الجورة في شمال سيناء بالمنطقة (ج) والثانية بين مدينة شرم الشيخ وخليج نعمة. · بالاضافة الي ثلاثين مركز مراقبة · ومركز اضافي في جزيرة تيران الخاضعة للسعودية لمراقبة حركة الملاحة. · ملاحظة : ( السعودية لا تعترف باسرائيل فكيف تكون طرفا في الترتيبات الامنية لكامب ديفيد). · التكوين وتوزيع القوات : · تتكون من قيادة وثلاث كتائب مشاة لا تزيد علي 2000 جندي ودورية سواحل ووحدة مراقبة ووحدة طيران حربية ووحدات لوجيستية (دعم) واشارة. · الكتائب الثلاث هي كتيبة امريكية تتمركز في قاعدة شرم الشيخ والكتيبتان الاخرتان احداهما من كولومبيا والاخري من فيجي وتتمركزان في الجورة في الشمال وباقي القوات من باقي الدول موزعة علي باقي الوحدات، وفيما يلي جدول يبين عدد وتوزيع وجنسية القوات: · يلاحظ من الجدول السابق ما يلي: · تضطلع الولاياتالمتحدة بمسئولية القيادة المدنية الدائمة للقوات كما ان لها النصيب الاكبر في عدد القوات 687 من 1678 فرد بنسبة 40 %. · اختارت امريكا التمركز في القاعدة الجنوبية في شرم الشيخ للاهمية الاستراتيجية لخليج العقبة والمضايق بالنسبة لاسرائيل. · معظم الدول الاخري ما عدا كولومبيا وفيجي عدد قواتها محدود وتمثيلها رمزي. · تتولي قوة حرس السواحل الايطالية بسفنها الثلاث مراقبة حرية الملاحة في مضيق تيران وخليج العقبة. · ان القيادة العسكرية كلها من دول حلف الاطلنطي. · الميزانية والتمويل: · تقدر الميزانية السنوية الحالية للقوات 65 مليون دولار امريكي. · تتقاسمها كل من مصر واسرائيل. · بالاضافة الي تمويل اضافي من اليابان والمانيا وسويسرا. وفي إسرائيل: أما علي الجانب الآخر فيتولي مراقبون " مدنيون " فقط يتراوح عددهم من 35 الي 50 فردا، مهمة مراقبة مدي التزام اسرائيل بالتدابير الامنية في منطقة لا يتعدي عرضها 3 كم كما تقدم. وأخيرا: إن وجود وطبيعة وتشكيل هذه القوات في سيناء، يمس السيادة المصرية في الصميم، كما انه يمثل ضغطا هائلا ومستمرا علي القرار السياسي المصري لم يعد مقبولا من أحد، بما في ذلك الإدارة المصرية ذاتها علي ما أرجو.