· عمليات تمشيط واسعة في أبنوب 800 جندي يحاصرون المطرانية في عيد تكريس الأنبا لوكاس · الأمن يفرض حظر التجول في القري والأهالي يطالبون بتسليم الشاب القبطي بطل فضيحة ال«cd» يبدو أن طريقة تعامل الأمن المصري مع سيناريوهات الأحداث الطائفية «عرض مستمر» إذ لم تتغيرمفاهيم السلطات الأمنية أو إجرءاتها في يخص الاحتقانات التي تنشأ من آن لآخر بين مسلمين وأقباط، بدلا من اضواء الأزمة ومحاولة محاصرة أطراف الفتنة قبل أن تشتعل وتتحول نتيجة القمع والاعتقال والمصادرة إلي كارثة مروعة، جهاز الأمن المصري بلا داع تقريبا يتعامل بنفس المفردات القديمة ونفس الأساليب التي عفا عليها الزمن، ربما لأنه لايعرف سوي الحصار وفرض الحراسة والتنكيل لكل الأطراف، والنتيجة بالطبع هي تكرار نفس الأحداث من وقت لآخر بالطريقة نفسها ليستمر مسلسل الاحتقانات الطائفية إلي مداه الأقصي، في حين تقف المنظومة الأمنية عاجزة عن وضع الحلول أواقتراح بديل سوي استخدام القبضة الأمنية التي تؤجج الفتنة بدلا من اخمادها وتزيد النيران اشتعالا بحيث لاتستطيع كتائب الأمن نفسها السيطرة عليها واحتواءها. يبدو الوضع في قري ومراكز محافظة أسيوط مأساويا وعلي رأسها بالطبع مركز ديروط الذي شهد أزمة ال«سي دي» الجنسي بين القبطي والمسلمة وهي الأزمة التي استطاع الأمن قمعها بالقوة مما ينذر بكارثة نزعت قوات الأمن فتيلها إذ قامت بحصار كل القري التي تضم أغلبية قبطية بأسيوط خوفا من الاعتداء عليهم من جانب المسلمين وهو الإجراء الذي ضاعف من الاحتقان الطائفي بين الجانبين. في يوم الاثنين الماضي تحولت المنطقة المحيطة بمطرانية أبنوب والفتح إلي ثكنة عسكرية ضمت مايزيد علي 800 جندي أمن مركزي يقودهم اللواء ابراهيم صابر مدير المباحث الجنائية الذي قام بعملية تمشيط واسعة في المنطقة كلها ووضع كمائن أمنية علي مداخلها وخارجها الأهالي القاطنون بجوار المطرانية يذكرون هذا اليوم جدا فهو عيد تكريس الأنبا لوكاس الثالث والعشرين ذلك العيد الذي كان من المفترض أن يضم المسلمين والأقباط علي حد سواء لكن الحصار الأمني وعمليات التفتيش التي تعرض لها الأهالي خاصة من المسلمين «قلبت الصورة من المشاركة في الاحتفال والتضامن مع الأخوة الأقباط إلي زيادة الاحتقان الذي نتج عن أزمة ال«سي دي» والاحساس بالمهانة من جراء التعامل الأمني العنيف معهم. وفي حين غاب التواجد الشعبي في جموع البسطاء المسلمين والأقباط عن الاحتفال توالت علي مطرانية أبنوب والفتح القيادات التنفيذية والأمنية وعلي رأسهم اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط كما حضر عيد التكريس مجموعة كبيرة من نواب البرلمان والكثير من القساوسة الذين اصطحبتهم سيارات الشرطة في رحلة العودة إلي منازلهم وبدأ اشبه باحتفال روتيني وانتهي احتفال عيد تكريس الأنبا لوكاس سريعا وصفه أحد القساوسة قائلا كنا نتمني أن يشارك الجميع مسلمين وأقباط لكن الأمن اقتصر فقط علي المسئولين والقساوسة والنواب وانتهي الاحتفال فما بقيت قوة كبيرة لحراسة المطرانية وإرهاب كل من يقترب من أسوارها حتي الأقباط أنفسهم.. كانت عمليات حراسة المطرانيات والكنائس والأديرة ومنازل كبار القساوسة والرهبان بدأت منذ أيام فور الإعلان عن قيام شباب المسلمين بديروط بإعداد قائمة تضم كبار القساوسة المهددين بالقتل إذا لم تقم الأجهزة الأمنية بتسليم الشاب القبطي ملاك فاروق بطل فضيحة ال«سي دي» المحتجز عبر مديرية الأمن، وعلي الفور اصدر مدير المباحث توجيهاته بفرض الحراسة علي منازل القساوسة والكنائس والأديرة بقوات كبيرة استعانت بها المديرية من معسكر قوات أمن أسيوط فقد تحرك من المعسكر أكثر من 5 آلاف جندي أمن مركزي توجهوا إلي القري التي تضم أغلبية قبطية بالمحافظة وهي قرية «العزبة» التي تضم 30 ألف قبطي وحشدت الأجهزة الأمنية لحراسة القرية أكثر من 600 جندي أمن مركزي يقودهم خمسة ضباط، توجهت قوات الأمن المركزي الباقية إلي قري كوم أبوحجر بمركزصدفا والحمام بأبنوب في مشهد لم يحدث منذ عام 1981 أثناء أحداث الجهاد عندما كانت قري أسيوط تحت سيطرة الأمن من ناحية أخري أثارت عمليات الاعتقال العشوائية التي تقوم بها المباحث ضد شباب المسلمين بديروط حالة استياء شديدة فبعضهم لفقت له قضايا شغب واتلاف مال عام والبعض الآخر وعددهم لايقل عن 500 شاب تم اعتقالهم واحتجازهم بالساعات للتحقيق معهم حول توزيع منشورات تحرض علي التعرض للاقباط ولم يسلم الاقباط أيضا من قبضة الأمن فقد طالب مدير المباحث القساوسة والرهبان وأسرهم بعدم الخروج من منازلهم أو التجول دون حراسة أمنية وهو ما اعتبروه يقيدا لحريتهم كما فرض الأمن حظر التجول بالكثير من قري ديروط.