هجم الجراد على عدة محافظات ليقضى على الأخضر واليابس بينما اكتفى الدكتور «صلاح عبدالمؤمن» وزير الزراعة بالقول إن الجراد «جند من جنود الله» وإذا ما رجعنا إلى تفسير القرآن الكريم فى هجوم الجراد على البلاد والعباد فإننا سنكتشف أنه بالفعل الجراد أحد جنود الله سلطهم على «فرعون» وقومه فى عهد «موسى» عليه السلام إذن ظهور الجراد علامات غضب والعياذ بالله فهل غضب الله عز وجل على مصر بسبب ممارسات «مرسى» وجماعة الاخوان؟ فالآيات التى أسلها الله على قوم «فرعون» اشتملت على جنود أخرى غير الجراد واستفاضت العديد من كتب تفسير القرآن فى ذلك حيث يقول الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ ءايَٰتٍ مّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ} [الأعراف:133]. قال ابن عباس رضى الله عنهما: (أُرسل على قوم فرعون الآيات: الجراد، والقمل، والضفادع، والدم آيات مفصلات)[93]. وقال محمد بن إسحاق: «فرجع عدو الله، يعني: فرعون، حين آمنت السحرة، مغلوباً مفلولاً، ثم أبى إلا الإقامة على الكفر والتمادى فى الشر، فتابع الله عليه بالآيات، وأخذه بالسنين، فأرسل عليه الطوفان، ثم الجراد، ثم القمل، ثم الضفادع، ثم الدم، آيات مفصلات»[94]. أ- الطوفان: قال القاسمي: «{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ} أي: على آل فرعون. والطوفان لغةً: هو المطر الغالب، ويُطلق على كل حادثة تطيف بالإنسان وتحيط به. فعمَّ الطوفان الصحراء، وأتلف عُشبها، وكسر شجرها، وتواصلت الرعود والبروق، ونيران الصواعق فى جميع أرض مصر»[97]. ب- الجراد: قال الألوسي: «{وَالْجَرَادَ} هو المعروف، واحدة جرادة، سمى به لجرده ما على الأرض، وهو جندٌ من جنود الله تعالى يسلطه على من يشاء من عباده»[99]. وقال القاسمي: «فأكل جميع عشب أرض مصر والثمر، مما تركه الطوفان، حتى لم يبق شيء من ثمره ولا خضرة فى الشجر، ولا عشبٌ فى الصحراء»[100]. وقال السعدي: «فأكل ثمارهم وزروعهم ونباتهم»[101]. وعن أبى زهير النمرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقتلوا الجراد؛ فإنه جند من جنود الله الأعظم))[102]. قال الملا على القاري: «قوله: ((أكثر جنود الله)) أي: هو أكثر جنوده تعالى من الطيور، فإذا غضب على قومٍ أرسل عليهم الجراد ليأكل زرعهم وأشجارهم، ويُظهر فيهم القحط، إلى أن يأكل بعضهم بعضاً فيفنى الكل، وإلا فالملائكة أكثر الخلائق على ما ثبت فى الأحاديث، وقد قال عز وجل فى حقهم: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاَّ هُوَ} المدثر:»31» ج- القُمَّلُ: قال السدي: «فبعث الله عليهم الدَّبى وهو القمل، فلحس الأرض كلها، وكان يدخل بين ثوب أحدهم وبين جلده فيعضُّه، وكان لأحدهم الطعام فيمتلئ دَبىً، حتى إن أحدهم ليبنى الأسطوانة بالجصّ، فيزلِّقُها حتى لا يرتقى فوقها شيء، يرفع فوقها الطعام، فإذا صعد إليه ليأكله وجده ملآن دَبىً، فلم يُصابوا ببلاء كان أشدَّ عليهم من الدبى»104». وقال القاسمي: «فعمَّ أرض مصر، وكان على الناس والبهائم»[105]. د- الضفادع: قال ابن عباس رضى الله عنهما: (فأرسل الله عليهم الضفادع، فملأ بيوتهم منها، ولقُوا منها أذىً شديداً لم يلقوا مثله فيما كان قبله، إنها كان تثبت فى قدورهم، فتفسد عليهم طعامهم، وتطفى نيرانهم»[106]. ه- الدم: قال مجاهد: «الجراد يأكل زروعهم ونباتهم، والضفادع تسقط على فروشهم وأطعمتهم، والدم يكون فى بيوتهم وثيابهم ومائهم وطعامهم»[109]. وقال محمد بن إسحاق: «فأرسل الله عليهم الدم، فصارت مياه آل فرعون دماً، لا يسقون من بئرٍ ولا نهرٍ، ولا يغترفون من إناء إلا عاد دماً عبيطاً»[110].وقال القاسمي: «فصارت مياه مصر جميعها دماً عبيطاً، ومات السمك فيها، وأنتنت الأنهار، ولم يستطع المصريون أن يشربوا منها شيئاً، {ءايَٰتٍ مّفَصَّلاَتٍ} أي: لا يُشكل على عاقل أنها آيات الله تعالى ونقمته». {والقمل} هو غير القَمْل. فالقَمْل هو الآفة التى تصيب الإِنسان فى بدنه وثيابه وتنشأ من قذارة الثياب، نشر بتاريخ 4/3/2013 العدد 638