قال الكاتب الصحفي ياسر رزق - احد المقربين من المؤسسة العسكرية - أن الرئيس إذا لم يخرج من أسر جماعته فإن الجيش لن يبقي صامتا علي أحوال البلاد . وأضاف رزق :"متي ينزل الجيش " : هناك من يستمسك بأحبال ذائبة، أملاً فى أن يفيق الرئيس ويفضل شعبه على جماعته، لكنهم كلما أطالوا البصر، لا يلحظون أمارات، ولو كانت مجرد لمعان سراب، تنبئ باحتمال تصحيح مسار على اتجاه يفضى حتماً إلى التهلكة. وثمة نداءات قنوط من انصلاح الحال بدأت خافتة تطالب الجيش بالنزول، ثم أخذت تعلو وتتصاعد يوماً بعد يوم، حتى من أفواه أُناس طالما هتفوا بسقوط «حكم العسكر»! يقينى أن الجيش لن ينزل فى انقلاب، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة لن يعود إلى السلطة مستنسخاً تجربة المرحلة الانتقالية الأولى. وأردف : لن ينزل الجيش إلا مضطراً، لتلبية نداء واجب وطنى، يمليه عليه التاريخ والمسئولية والدستور، درءاً لفوضى، وحقناً لدماء، وصوناً لأمن وطن، وحماية لمقدرات شعب، وحفاظاً على تماسك دولة تلين مفاصلها وتتداعى. حينئذ لن يكون الجيش قد حنث - كغيره - بيمين ولاء وقسم.. فالإخلاص لرئيس الجمهورية مرهون بإخلاصه للشعب، ومقرون بتمتعه بشرعية لم تنزعها عنه الجماهير. الطاعة للرئيس القائد الأعلى واجبة، إلا فى معصية الشعب. للمفارقة، فإن المؤسسة العسكرية تعتنق كجماعة الإخوان مبدأ «السمع والطاعة»، غير أن الجيش يسمع صوت جماهير لا جماعة، ويطيع أمر شعب لا قرار مرشد. إذا نزل الجيش مجدداً فلن يعيد حكماً عسكرياً إلى بلد ثار من أجل حكم ديمقراطى ودولة مدنية. لا المؤسسة العسكرية تريد أو ترضى، ولا الشعب يقبل، ولا مصلحة البلاد. وأشار رزق إلي الحل الذي يتوقعه قائلا : الأرجح عندى أن تجرى انتخابات رئاسية مبكرة عن موعدها، وإلى أن يحين أوانها، يتشكل لفترة انتقالية مدتها عامان مجلس رئاسى من خمس أو سبع شخصيات وطنية ذات شعبية وخبرة، تمثل ألوان الطيف السياسى، ومن بينها شخصية عسكرية كبرى تمثل الجيش.. ويكلف هذا المجلس حكومة شابة من الكفاءات لإدارة العمل التنفيذى، على أن ينصبّ تركيز المجلس الرئاسى فى المقام الأول صوب إنقاذ البلاد من أوضاعها الكارثية اقتصادياً وأمنياً، ثم يشرف على تصحيح الانحراف الدستورى والتشريعى الذى فتح أبواب جهنم على مصاريعها. أكاد أرى فيما يرى اليقظان، وهج انفجار لتفاعل متسلسل، يشعل فتائله نظام حكم بائس، كفيف فى رؤاه، عنين فى تفكيره، قعيد عن النهوض بواجباته، أصم لا يسمع أجراس خطر تدق، وهو يندفع بالوطن اندفاعاً على طريق الهلاك.