سألت رئيسة مطبوعات جمعية العاملين بالأمم المتحدة سهير قنصوة حبيب عما يدور في الجمعية هذه الأيام؟ فردت علي بأن رئيس الجمعية السفيرة مرفت تلاوي بصدد شن حملة مهمة لمكافحة الزبالة في القاهرة، و أنها ستطلق المبادرة اليوم السبت 5 سبتمبر في إفطار الجمعية السنوي. وقلت لها كم هي مبادرة رائعة تحتاج إلي مساندة الجميع و ردت علي بأن الكثيرين قد انضموا إلي الحملة حتي قبل بدايتها و من بين الأسماء الكبيرة إلتي تحمست للحملة نائب رئيس جامعة القاهرة الدكتورة هبة نصار و التي تعتزم التضامن مع الحملة من خلال برنامج في جامعة القاهرة. وقلت لها كيف الانضمام إلي هذه الحملة المهمة قالت بالتوجه إلي الموقع التالي و التسجيل: http://notogarbage.blogspot.com ومن بين الأسماء الكبيرة التي انضمت إلي الحملة السيدة ليلي اسكندر التي عملت لسنوات من أجل البحث عن مشكلة القضاء علي الزبالة، و الدكتورة فوزية أسعد التي دافعت عن الزبالين و عملهم المهم في كتاباتها و الكتب التي الفتها. وظني أن السيدة يسرية لوزة ساويرس، رئيسة مؤسسة ساويرس ورئسية مؤسسة حماية البيئة في المقطم و منطقة طره من بين مناصب أخري كثيرة، سوف تلعب دورا مهماً في تفعيل هذه الدعوة. وكتبت هيفاء موهيب في بيزنس توداي.كوم-مصر تقول إن التعامل السلبي مع المخلفات سواء صناعية أو عضوية يهدد المصادر الطبيعية و تراث وصحة ورفاهية المصريين. ومن المفارقات التي تدعو إلي السخرية أن الشركات المتعاقدة مع الشركات الغربية العملاقة قد وضعت في 60 بالمائة من المناطق التي تشرف عليها صناديق شحن القمامة إلا أنهم يعترفون بأن 29 إلي 33 ألف صندوق قد اختفي! و خلص البعض أن هذه الطرق لجمع القمامة لا تصلح للمصري الذي اعتاد طوال حياته و حياة أجداده أن يصل إليه جامع القمامة إلي بوابة شقته. ومن خلال اتصالات أجرتها رئيسة جمعية العاملين بالأمم المتحدة مع مؤسس ساقية عبد المنعم الصاوي، قرر المؤسس، و هو ابن الراحل عبد المنعم الصاوي، تبني نداء الجمعية لتكون فعاليتها منطلقة من ساقية الصاوي. وقالت هبة عبد الحميد إن تناقضاً حاد اًبين موقعه وحاله، يعاني منه شارع أحمد الزيات المعروف بشارع المرور، حيث لا يفصله عن مبني هيئة نظافة وتجميل الجيزة مسافة كبيرة، كما تطل عليه ملاعب جامعة القاهرة، لكنه رغم هذا وذاك يعاني أكثر من كل شوارع القاهرة من انتشار القمامة، لدرجة أنه تحول إلي مكان لتجمعات القمامة من الأحياء والشوارع المجاورة، جعلت السير فيه مهمة مستحيلة لا يقوي عليها بشر، نظرًا للروائح الكريهة المنبعثة منه والحشرات التي تنتشر فيه. وتضيف إن هذه المعاناة عبر عنها سكان الشارع حيث قدموا عددًا من الشكاوي إلي حي جنوبالجيزة، وكلما زادت شكواهم أرسل الحي عربة لرفع القمامة. لكن بمجرد مغادرة العربة تعود تلال القمامة مرة أخري.. يتذكر السكان وقت زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي ملاعب الجامعة، ويترحمون عليه. وتقول إنه رغم إزالة الصناديق فإن القمامة لم تقل، بل أصبح رفعها من الشارع مهمة صعبة علي الأهالي وعلي عربات القمامة». "رمضان" أكد أنه لا يطمح هو وأهالي المنطقة في الكثير: «مش عايزين غير شوية اهتمام، وواحد علي عشرة من اللي كان بيتعمل أيام أوباما، احنا راضيين بعربية تعدي علينا كل يومين تلم القمامة.. بس تعدي!». وأنقل رأي قارئ كنموذج فآراء القراء تعكس في أغلب الأوقات أراء الأغلبية فقد علق أحد القراء و هو جيه السيسي بقوله الزبالة أصبحت في كل مكان والحكومة تفرض علينا 9 جنيهات شهريا للنظافة وبالرغم من هذا تجد الزبالة في كل مكان والدليل أمام حي العجوزة مباشرة مقلب للزبالة والتي تنتشر في كل الشوارع المحيطة بها ... علي فكرة منطقة الزمالك تدفع 8 جنيهات فقط مقابل 9 جنيهات للعجوزة ... منتهي التهريج ..... كتبت مروة ياسين تقول إن مهمة البحث عن «فأر» ليست سهلة، فرغم انتشار الفئران بين أكوام الزبالة وفي الترع والمصارف فإن أماكن تواجدها ومعيشتها تبعد قليلاً عن هذه التجمعات، وهو ما يجعل البحث عنها أمرا شاقا بالنسبة للقائمين علي حملة التطهير التي بدأتها أمس، إدارة مكافحة ناقلات الأمراض بمحافظة الجيزة، بالتعاون مع مديرية الزراعة بالمحافظة، في إطار مواجهة دخول وباء الطاعون. ويبدأ العاملون بمكافحة ناقلات الأمراض استعدادهم لمكافحة الفئران بارتداء زي خاص للوقاية من المبيدات وهو ما أكدته وفاء العمري، مدير إدارة القوارض بمديرية الزراعة بالجيزة. وكانت دراسة علمية أجراها معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة في مصر قد كشفت عن أن قمامة القاهرة من أغني أنواع القمامة في العالم و أضافت الدراسة أن الطن الواحد من القمامة المصرية من الممكن أن يرتفع ثمنه إلي ستة آلاف جنيه (1090 دولارا) لما يحتويه من مكونات مهمة تقوم عليها صناعات تحويلية كثيرة كما أن القاهرة تنتج وحدها قرابة 13 ألف طن قمامة يوميا. وأوضحت الدراسة أن قمامة القاهرة تشمل المواد العضوية والبلاستيك والنحاس والورق والزجاج واالألومنيوم والقماش والصفيح ومعروف أن هناك مشكلة تعترف بها وزارة البيئة المصرية، تتمثل في عدم جمع نصف زبالة القاهرة بالفعل من الشوارع بسبب مشكلات فنية ومادية، وأن نحو ثلث قمامة مدينة القاهرة تقوم بجمعها عربات الزبالة الخاصة التابعة لأباطرة المهنة التقليديين ( ملوك الزبالة ) حيث يقومون بتصنيفها إلي مجموعات مختلفة تمهيدا لإعادة معالجة نحو 80 في المائة منها، بيد أن ثلثي هذه القمامة لا تجد عمليات منظمة لجمعها ومن أبرز ما يتم استخراجه من القمامة الأوراق والزجاج والبلاستيك والحديد الخردة، وكلها تباع إلي مصانع قادرة علي الاستفادة منها. وذكر الخبراء أن الدولة تتكلف سنويا أكثر من 200 مليون جنيه في بعض الأحياء السكنية كثيفة العدد نتيجة وجود مظاهر التلوث الصناعي فيها ، مما يؤدي إلي شيوع أمراض الكلي والكبد والالتهابات الرئوية وغيرها من الأمراض التي يكون أحد أسبابها التلوث وما يصاحبه من أضرار. وتشير أرقام رسمية صادرة عن وزارة البيئة المصرية إلي أن حجم القمامة في كل المدن المصرية يتزايد بشكل كبير عاما بعد عام ،خصوصا مع تزايد السكان وأن مايتم رفعه من هذه القمامة لا يزيد علي النصف، في حين يظل قسم كبير في الشوارع لا يستفاد منه، وأن حجم القمامة في مصر عام 2000 مثلا بلغ 20.3 مليون طن، ومن المتوقع أن تصل عام 2016 إلي 30.2 مليون طن. وهذه الكميات التي تحتوي علي مواد صلبة وزجاج وورق يمكن أن توفر لمصر 9 ملايين طن من السماد العضوي عن طريق تدوير القمامة لزراعة مليوني فدان ترتفع إلي 14.5 مليون عام 2016، وأن تنتج 3 ملايين طن ورقًا لتشغيل 3 مصانع و348 ألف طن زجاج و336 ألف طن حديد. أليس كل هذا السرد كافياً للانضمام لنداء جمعية العاملين بالأمم المتحدة و العمل علي إخلاء القاهرة من القمامة ،و هو أضعف الإيمان أن يتم ذلك خلال شهر رمضان الكريم ثم تتواصل الحملة علي مدار السنة و في كل أنحاء مصر.