قال معهد واشنطن الأمريكى لسياسات الشرق الأدنى، إنه على الرغم من التقارب الأيديولوجى بين مصر تحت حكم الإخوان المسلمين وإيران، إلا أنه من غير المرجح أن يحدث توطيد للعلاقات بين البلدين. وأشار تقرير المعهد إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تعتبر نفسها حصنا للإسلام السياسى العصرى، وتؤمن بأنه ينبغى عليها أن تتولى دورا قياديا بين كافة الجماعات والدول الإسلامية، فى حين أن آية الله على خامنئى، مرشد الثورة الإسلامية، يصف نفسه بأنه زعيم العالم الإسلامى، ويسمى إيرانالمدينة الأم. ويقول الخبير مهدى خلجى، كاتب التقرير، إن هناك علاقة أيديولوجية قوية تربط بين الإسلاميين فى إيران ومصر. فهم يتشاركون فى المشاعر المناهضة لإسرائيل، ويدعمون حماس ضد حركة فتح فى الصراع الفلسطينى الطاحن. ويعتبرون أن الثقافة الغربية تشكل تهديداً عليهم فى ظل التزامهم بحكم الشريعة. وأشار خلجى إلى أن إيران بذلت بعض الجهود لإقامة علاقات اقتصادية أكثر قوة مع الحكومة الإسلامية فى مصر، ومن خلال ذلك تعزيز جبهة قوية مناهضة لإسرائيل فى المنطقة. فكانت محاولة إيران إبرام اتفاق تبيع بموجبه النفط المصرى الخام من شأنه أن يساعد أيضاً الحكومة الإيرانية على التكيف مع العقوبات الاقتصادية التى فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى. لكن على الرغم من تصريح وزير النفط الإيرانى رستم القاسمى فى أكتوبر بأن هناك مفاوضات جارية بين البلدين، إلا أن مصر سارعت إلى التبرؤ من السعى لإبرام أى اتفاق من هذا القبيل. وأوضح خلجى أن الفجوة بين السنة والشيعة يمكن أن تشكل تحدياً كبيراً للعلاقات بين مصر وإيران. فالإخوان يعملون على تعزيز الروابط مع حلفائهم السنة، مثل السعودية وقطر وحتى تركيا، وليس مع النظام الشيعى فى إيران الذى يهدد الأنظمة السنية من خلال تصدير الثورة وإثارة أبناء الأقليات الشيعية ضد حكوماتهم. من ناحية أخرى، فإنه منذ الإطاحة بمبارك، كسبت الدعاية المناهضة للشيعة زخماً فى مصر، حيث توجد كتب تملأ رفوف مكتبات القاهرة تزعم فساد الشيعة فى تفسير المعنى الحقيقى للإسلام، وإن كانت هذه الحملة تعكس إلى حد كبير النفوذ المتنامى لحلفاء مصر السنة، وخاصة دول الخليج وعلى رأسها السعودية، وليس تهديداً حقيقياً من المجتمع الشيعى الصغير فى مصر. وأكد التقرير أن النزاع الأكثر إلحاحا بين إيران ومصر هو ذلك المرتبط بسوريا. فخلال سنواتها فى المعارضة، كانت جماعة الإخوان ترى جمهورية إيران الإسلامية مثالاً يُحتذى به فى الكيفية التى قد تتولى فيها حكومة إسلامية عابرة للحدود الوطنية، السلطة. لكن فى ظل الانتفاضة الشعبية فى سوريا، دعمت إيران السياسات الوحشية والقمعية لنظام الرئيس بشار الأسد. ونتيجة لذلك بدأ الإسلاميون فى مصر ينظرون إلى إيران على أنها قوة راهنة، وليس عاملاً دافعاً للتغيير الثورى. واختتم خلجى تقريره بقوله: "إن الحكومة المصرية تعمل الآن على جعل المصالح القومية فى الطليعة قبل الطموحات الإسلامية. وبدلاً من إثارة التصعيد فى القتال بين إسرائيل وحماس فى غزة، عملت مصر مع الولاياتالمتحدة والحلفاء الإقليميين على التوسط لوقف إطلاق النار. بينما أعلن قادة إيران العسكريين دعمهم لحماس، ولم يقدموا أى مؤشرات على رغبتهم فى إنهاء القتال"، مضيفاً أنه مع استمرار تصاعد التوترات الإقليمية، يرجح أن تتدهور فرص حدوث وئام بين مصر وإيران.