قال محللون سياسيون: إن تركيا تكثف دورها في الحرب تنظيم داعش الإرهابي المتطرفين بعد أن أدرك التهديدات لأمنها من الجهاديين والاستجابة لضغوط من شركائها الغربيين. ذكر موقع اروتز شيفا العبري عن قيام قوات الأمن التركية بالقبض على عشرات من إرهابي داعش وأيضا المتعاونين منهم، في غاراتها منذ أن بدأت الجماعة في الاستيلاء على مساحات شاسعة من العراقوسوريا في عام 2014. أضاف الموقع أن تركيا واجهت اتهامات مريرة وأنها لا تفعل ما يكفي لوقف صعود داعش بل والتعاون والتواطؤ سرا مع التنظيم من خلال المساعدة في ادخال المقاتلين الذين يريدون الانضمام لداعش عبر حدودها. أكد المحللين لاروتز شيفا أن السلطات التركية فهمت الآن فهم بوضوح التهديد الداخلي الذي يشكله داعش، التي تسيطر على أراضيها بوحشية. تحدث التقرير أن أنقرة ستحاول كبح جماح داعش في محاولة لمنع الأكراد الذين يحاربون داعش في شمال سوريا، من إقامة منطقة حكم ذاتي خاصة بهم هناك. قال سنان أولجن، رئيس مركز دراسات السياسة الخارجية والاقتصادية التركي، أن تركيا ادركت أنها لن تتلقى أي دعم من حلفائها لمنع إنشاء منطقة الحكم الذاتي الكردية على حدودها إذا رفضت المساعدة في القضاء على داعش، في الوقت الذي قال فيه دبلوماسي تركي سابق لوكالة فرانس برس أن تركيا تستخدم داعش كأداة لتحقيق أهدافها في المنطقة لاحتواء النفوذ الكردي في سوريا والمناطق المحيطة بتركيا. أضاف اولجن أن الأتراك الآن يرون أنه يجب عليهم محاربة داعش لأن مستوى التهديد الداعشي الكردي قد زاد على الحدود التركية السورية، حيث أصبح التهديد فقط على بعد 566 ميلا وهذا يعني أن تركيا أمام خطر هروب اللاجئين الفارين من القتال إلى أراضيها ومكانية دخول الأكراد إلى تركيا، إضافة لذلك سعي تركيا لوقف وصول المجندين للقتال في سوريا عبر الأراضي التركية. في الأسابيع الأخيرة، شنت تركيا سلسلة من الغارات التنظيم الإرهابي في جميع أنحاء البلاد، بداية من أزمير على بحر إيجه إلى غازي عنتاب على مقربة من الحدود السورية. قال مسئول تركي لوكالة فرانس برس إن الغارات استهدفت خلايا نائمة للجماعة والشبكات داخل البلاد. جاءت هذه الغارات بعد زار وفد أمريكي رفيع تركيا، العضو المسلم الوحيد أغلبية حلف الناتو، للمطالبة بمزيد من التعاون من أنقرة في حملتها ضد داعش. أكد التقرير أن الحكومة التركية قد رفعت حالة الخطر بسبب ما تفعله داعش في الأماكن الواقعة على الحدود، مضيفا أنه يتم إعادة تقييم الوضع هناك. قال التقرير إن تركيا ما زالت لم تعط الولاياتالمتحدة الضوء الأخضر لاستخدام قاعدة انجرليك الجوية في جنوب البلاد كقاعدة لشن تفجيرات ضد أهداف داعش مما يعني أن تركيا ما زالت على تعاون مع داعش عن طريق تهريب المقاتلين إلى سوريا عبر حدودها ولا تريد كشف أمرها. قال ماكس ابراهمز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث الأمريكية وعضو في المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية إن تركيا خيبت أمل الولاياتالمتحدة في مكافحة تنظيم داعش، مناديا بمزيد من التعاون التركي للتحالف الدولي للقضاء على داعش.