2 مليون زار لمعرض القاهرة الدولى للكتاب في الأسبوع الأول

إقبال جماهيري غير مسبوق علي فعاليات الدورة ال56.. ووزير الثقافة: مزار ثقافي ومعرفي يعكس حب المصريين للقراءة
إطلاق تطبيق "كتاب" وتدشين مبادرة "مليون كتاب".. وكتب طه حسين تتصدر.. وأحمد عبد المعطى حجازى يطالب بعودة مهرجان الشعر


من أرض الكاتب المصري القديم ومهد الكتابات المدونة علي الحجر والبردي والجدران، واصلت الدورة ال56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب فعالياتها بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس تحت شعار «اقرأ- في البدء كان الكلمة»، وفى الأسبوع الأول زار المعرض أكثر من مليوني زائر.

وتشهد الدورة الحالية للمعرض اختيار سلطنة عمان ضيف شرف الدورة، واسم الدكتور أحمد مستجير، العالم والأديب المصري، شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل.

ويشارك في المعرض الذى يستمر حتى 5 فبراير، 1345 دار نشر من 80 دولة و6150 عارضًا للإصدرات الأدبية والفكرية، وتشارك فيه 80 دولة، تمثل قارات العالم، ومن بينهم أكثر من 10 دول تشارك لأول مرة وهي تشيلي، بلجيكا، الكونغو، رومانيا، بلغاريا، النمسا، بليز، بيرو، هولندا، سورنام، كولومبيا، فيتنام، تنزانيا، سنغافورة، وبوليفيا، ويشتمل المعرض برنامجًا ثقافيًا ثريًا يضم أكثر من 600 فعالية متنوعة.

وشهد المعرض إقبالً كبير تحت شعار "كامل العدد"، حيث يحرص الزوار على التواجد داخل أروقته منذ الصباح الباكر لشراء الكتب والاستمتاع بالأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، ولاقت أروقة المعرض وأجنحته الرئيسية إقبالًا لافتًا من الزوار، الذين يتوافدون للبحث عن الفكر والمعرفة من خلال شراء مجموعة متنوعة من الكتب التي تلبي احتياجات مختلف الأعمار والتوجهات الفكرية والثقافية.
إلى جانب ذلك، جذبت الأنشطة الفنية التي يقدمها المعرض اهتمامًا كبيرًا من الجمهور، حيث اجتذب العروض الفنية التي تُقدم يوميًا أعدادًا كبيرة من الحضور الذين استمتعوا بالفقرات الفنية المتنوعة.

ومن المفاجآت التي لاقت قبولاً كبيراً من زوار المعرض، المنصة الرقمية، فقد شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، انطلاق تطبيق "كتاب"، وأكد وزير الثقافة، أن المشروع يأتي في ظل التحول الرقمي السريع الذي يشهده العالم، موضحًا أن التطبيق يسعى إلى تسهيل الوصول إلى الكتب والمحتوى الثقافي من خلال أحدث الوسائل التكنولوجية، مشيراً إلى أن التطبيق يضم مكتبة رقمية ضخمة تحتوي مجموعة متنوعة من الكتب في مختلف مجالات المعرفة، من أصدارارات قطاعات النشر بوزارة الثقافة، مما يتيح للمواطنين الاستفادة من محتوى ثقافي متنوع ومتجدد.

وقال الدكتور عمرو طلعت أن إطلاق تطبيق الكتاب يأتى فى ضوء تحقيق رؤية مشتركة بين وزارتى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والثقافة لدمج ومزج الثقافة العريقة والمعارف التي تزخر بها المكتبة المصرية مع التكنولوجيا الحديثة عن طريق إتاحة هذه المعارف لمختلف المثقفين والباحثين والقراء من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات؛ مشيرا إلى أن تطبيق كتاب هو مكتبة رقمية متاحة للجميع مجانا، وبدأت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منذ شهور في بناء تطبيق يوفر تجربة استخدام سهلة وبسيطة وميسرة وبها كل الخصائص الحديثة في برامج القراءة وتناول المعرفة، موضحاً أن فى الإصدار الثاني سيكون هناك الكتاب المسموع لمن يرغب في سماع الكتاب بدلا من قراءته، كما يتم العمل ايضا علي تطبيق مماثل للمكتبة الموسيقية المصرية، وكذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في ترجمة المزيد من الكتب التي تضطلع وزارة الثقافة بترجمتها واتاحتها للباحثين المصريين والعرب وهى كلها خطوات نحو إتاحة المزيد من المعارف والثقافات للمصريين والعرب بشكل عام بالتعاون بين الوزارتين.

ومن خلال إنشاء حساب جديد عبر التطبيق، يمكن للقارئ تصفح الكتب الإلكترونية بطريقة مرنة على أجهزة الهواتف المحمولة، وإنشاء مكتبة مفضلة مع إمكانية تدوين الملاحظات وتجميعها، وتمييز الكلمات، وإضافة العلامات المرجعية، والبحث عن الكلمات فى محرك البحث جوجل أو ويكيبيديا. كما يمكن للقارئ قراءة الكتب أون لاين أو تحميل الكتب للقراءة دون الحاجة للاتصال بالإنترنت، ومن المخطط أن يتضمن الإطلاق القادم للتطبيق خدمات إمكانية تحويل النص إلى كتاب مسموع وإتاحة شراء الكتب.

كما أعلن وزير الثقافة، عن تدشين مبادرة ال"مليون كتاب"، وشهد اصطفاف وانطلاق السيارات المحملة بالكتب المشاركة في المرحلة الأولى للمبادرة، متجهة إلى الوزارات والجهات المستفيدة، والتي تشمل وزارات التربية والتعليم والتعليم الفني، الشباب والرياضة، التضامن الاجتماعي، التعليم العالي، جامعة الأزهر، الكنيسة المصرية، ونقابة الصحفيين.

وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، أن المعرض لا يمثل فقط حدثًا ثقافيًا عالميًا، بل يعكس أيضًا مكانة مصر كجسر للتواصل بين الحضارات، ومنصة تجمع بين الفكر والإبداع، ويؤكد التزام مصر بدعم الثقافة كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة ونشر قيم السلام العالمي، مشيراً إلى أن استضافة مصر لأحد أهم الملتقيات الثقافية الإبداعية في العالم، إنما يجسد حرصها على استثمار الثقافة في دعم الروابط الإنسانية بين الحضارات المتعددة، تأكيدًا لأهمية نشر السلام العالمي بين شعوب العالم وتعددية الثقافات.

وشدد هَنو، على أن معرض القاهرة الدولى للكتاب أصبح مزارًا ثقافيًا ومعرفيًا يعكس حب المصريين للثقافة، وأكد أن هذه الدورة تُجسد مكانة مصر الحضارية، ودورها الريادي في تعزيز الثقافة والمعرفة، معربًا عن تطلعه لاستمرار نجاح فعاليات المعرض.

من جانبه أعرب أرنستو فيجاس، وزير ثقافة فنزويلا، عن سعادته بالاحتفال بصدور كتابه في معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال الاحتفال بمرور 75 عاما على إطلاق العلاقات الدبلوماسية بين مصر وفنزويلا، وقال إنه كتب هذا الكتاب تكريماً لوالدته بمناسبة مرور 100 عام على مولدها، وكانت تنتابه مشاعر كثيرة، فعند وفاتها لم يستطع الوصول في الوقت المناسب لتوديعها لكنه حرص علي صدور الكتاب فى ذكري مولدها المئة، مشيراً إلى أنه يعمل حالياً علي كتابة نسخة ثانية من الكتاب تحتوي علي بعض التعديلات، وسيقوم بترجمة الكتاب إلي العربية ولغات أخرى، معربا عن أمله أن يحتفل العام المقبل في معرض القاهرة الدولي للكتاب بصدور النسخة العربية من كتابه، موجها الشكر للشعب المصري على حسن استقباله.

وعن مشاركة مصر كضيف شرف معرض كاراكاس الدولي للكتاب هذا العام، أعرب عن سعادته بموافقة مصر على هذه الدعوة، مشيراً إلى أن فنزويلا لديها آمال وطموحات كبيرة من هذه المشاركة التي ستعزز العلاقات بشكل أكبر، وأوضح أن العالم بحاجة أن تلتقي الشعوب لتحقيق المحبة والسلام رغم اختلافنا، فالتاريخ يدعونا للاتحاد دون فقدان هويتنا ونستطيع من خلال الاتحاد أن نعمل على مواجهة العالم بشكل إيجابي.

وسبق أن استقبل الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، نظيره الفنزويلي، حيث قام الوزير الفنزويلي بتسليم دعوة رسمية إلى هنو لحضور افتتاح معرض فنزويلا الدولي للكتاب، المقرر انطلاقه يوليو 2025، والذي تحل عليه مصر ضيف شرف الدورة. حيث ناقش الجانبان استعدادات مصر للمشاركة بمعرض فنزويلا ببرنامج مميز من الفعاليات والإصدارات الهامة.
الكتب المتصدرة
وتصدرت موسوعة "مصر التاريخ والحضارة" قائمة المعروضات بجناح وزارة الدفاع، حيث جذبت الموسوعة قطاعا كبيرا من جمهور المعرض لما تضمه من محتوى ثري حول تاريخ مصر وحضارتها. وتستعرض الموسوعة، التي أعدتها إدارة الشئون المعنوية بالقوت المسلحة، تاريخ مصر وحضارتها عبر عمرها الذي يتعدى آلاف السنين، كما تحاول الموسوعة الإجابة التعريف بسمات وقيم الإنسان المصري والذي نشر قيم العدل والصدق والأمانة، وأسس أول دولة مركزية في التاريخ.

وتشارك القوات المسلحة بجناحها السنوي للمطبوعات والإصدارات التاريخية والعسكرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، واختارت القوات المسلحة أن تكون شخصية الجناح لهذا العام المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة الذي يعد من أبرز رواد العسكرية المصرية في التاريخ المعاصر ليكون بصفاته العسكرية التي تتميز بالعلم والثقافة والانضباط والجد والإخلاص في العمل نبراساً للساعين في أداء واجبهم الوطني على الوجه الأكمل.

ويتضمن جناح القوات المسلحة الذي تنفذه هيئة البحوث العسكرية مجموعة من أبرز الأقسام العسكرية التي تضم العديد من الكُتب والإصدارات والوثائق التاريخية من المخططات والمطبوعات والصور النادرة للشخصيات العسكرية، إلى جانب عدد من البحوث الإستراتيجية والنشرات العلمية التي تناقش الموضوعات التخصصية التي يهتم بها مختلف فئات المجتمع.

وشهد جناح دار الكتب والوثائق القومية، اقبالا كبيراً، وكان لافتاً أن من بين الكتب الأكثر إقبالاً، كتاب "الشيخ محمد مصطفى المراغي في مرأة صحيفة الأهرام"، "الأصول النحوية بين سيبويه والأخفش الأوسط (دراسة مقارنة)"، وكتاب "المختار من المنتسب والمغترب في لغة العرب"، و"معجم المصطلحات الصيدلانية التراثية".

كما أستقطب ركن الفتوي بجناح الأزهر الشريف، عدد كبير من الزائرين، وقالت مسئولة ركن الفتوي، إن خلال أول يومين فقط للمعرض زار الركن ما يقرب من 1500 زائر، للإجابة عن الأسئلة التى تشغلهم، موضحة أن من بين الاسئلة الملحة التى تساءل عنها الزوار الأتى: ما حكم ألعاب الانترنت التى يبيعها الناس لبعضهم البعض؟، وما حكم التعامل مع برامج الدفع الالكترونية وأخذهم رسوم معاملات؟، وكذلك حكم التجارة عن تطبيقات النت.

كما شهدت أجنحة الهيئة العامة للكتاب إقبالًا جماهيريًا واسعًا، وقدمت الهيئة تخفيضات غير مسبوقة على مجموعة كبيرة من الإصدارات التي تغطي مجالات متنوعة، مثل التراث والتاريخ والأدب وكتب الأطفال والروايات، في خطوة تهدف إلى تلبية اهتمامات القراء على اختلاف توجهاتهم، وتميزت أسعار الكتب المطروحة بكونها تبدأ من جنيه واحد فقط، مع خصومات تصل إلى أكثر من 30%.

وتضم قائمة الإصدارات الأكثر طلبًا كتبًا قيّمة مثل "المختار من بدائع الزهور في وقائع الدهور" للمؤرخ محمد بن إياس، و"وصف مصر"، و"الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، ضمن آلاف العناوين التي تعرضها الهيئة في مختلف المجالات.

وتصدر عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، المشهد فى جناحي الهيئة العامة المصرية للكتاب وقصور الثقافة، إذ تم عرض العديد من العناوين المختلفة ضمن سلسلة استعادة طه حسين، وسلسلة أدباء القرن العشرين، ضمن الاحتفال بذكرى اليوبيل الذهبي على رحيل عميد الأدب العربي.

كما أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة، 10 كتب للأديب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد، ضمن مجموعة كتب أعلام الفكر التي تقدمها الهيئة، ويناقش فيه العقاد تأثير الحضارة العربية على الحضارة الأوروبية في مجالات عدة مثل العلم والفن، مشيرا إلى أن أوروبا استفادت من علوم العرب.

وفى أحدى ندوات المعرض، عقدت ندوة خاصة للشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، الذى ناشد المسؤولين بإعادة تنظيم مهرجان القاهرة الدولي للشعر، مؤكدا أن هذا الملتقى ليس فقط لإنقاذ اللغة العربية، بل لإنقاذ وجودنا جميعًا، وأشار حجازى إلى أن المصريين والعرب ينتظرون عودة هذا المهرجان الذي يعد منصة لتجديد الشعر العربي والحفاظ على الفصحى.

ونظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، عددا من الزيارات الميدانية إلى المعرض لأطفال المشروع الثقافى بالمناطق الجديدة الآمنة "بديل العشوائيات"، وشملت جولات تفقدية داخل أجنحة المعرض، بجانب عدد من اللقاءات التثقيفية والتوعوية، ومناقشات الكتب وورش الحكي وغيرها.

وواصل سور الأزبكية بالمعرض استقطاب الزوار، ومن بين الكتب التى يتقدم على شرائها الزوار، روايات الجيب الشهيرة، والتى منها أسطورة أكل البشر، وفاتنازيا بين عالمين، وأسطور الظلال، وأسطورة المواجهة، وضد الزمان، رجل المستحيل الخطة "ب"، وغيرهم من الروايات الجيب الشهيرة.