معبر رفح ينبض بقوافل المساعدات المصرية

شاحنات الإغاثة تصل القطاع.. و«صندوق تحيا مصر» يطلق أكبر قافلة إنسانية للأشقاء الفلسطينيين
فيما يشق الكثيرون من النازحين الفلسطينيين طريقهم للعودة إلى قطاع غزة عقب اتفاق وقف إطلاق النار، شهد محيط معبر رفح، نشاطاً مكثفاً طيلة الأيام الماضية، لإدخال المئات من شاحنات المساعدات الإنسانية والبضائع الضرورية، التي تمثل شريان حياة رئيسيًا لسكان القطاع، تشمل مواد غذائية، أدوية، مستلزمات طبية، وأدوات أساسية أخرى، تُسهم بشكل كبير في تلبية الاحتياجات اليومية للسكان.

وتتسابق الجهود علي بوابة معبر رفح من الجانب المصري في مشهد يعكس أصالة الدور المصري ودعمه المستمر للقضية الفلسطينية، حيث جاءت هذه المساعدات بالتنسيق بين الجهات المصرية والدولية، كجزء من استجابة عاجلة لدعم الفلسطينيين المتضررين. ووفقًا لمصادر المعبر، تُعطى الأولوية للمواد الغذائية والاحتياجات الطبية العاجلة، نظراً لتفاقم الأوضاع الصحية داخل القطاع. كما تُشرف فرق متخصصة على تسريع إدخال هذه المساعدات وضمان توزيعها بشكل عادل على المحتاجين.

ووصلت إلى معبر رفح الأسبوع الماضى، قافلة صندوق تحيا مصر، التي تُعد واحدة من أكبر قوافل الدعم الموجهة للأشقاء الفلسطينيين تحت شعار "نتشارك من أجل الإنسانية"، وضمت شاحنات محملة بكل ما يحتاجه سكان القطاع من مواد غذائية، أجهزة ومستلزمات طبية، أدوية، أغطية، ملابس، وأغذية خاصة بالأطفال.

وعلى مدار الأيام الماضية، شهد الطريق الدولي العريش-رفح حركة مستمرة لشاحنات القافلة، إلى جانب سيارات الإسعاف المجهزة بأحدث المعدات على أهبة الاستعداد لنقل الجرحى والمرضى إلى المستشفيات المصرية لتلقي العلاج، كما تم تخصيص فرق طبية مدربة للتعامل مع الحالات الحرجة والطوارئ فور وصول المرضى.

وأكد اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، التزام مصر بدورها الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن التخطيط المسبق على مستوى القطاعات في المحافظة، بما في ذلك تطوير ميناء العريش البحري ومطار العريش الجوي ومحاور الطرق، ساهم بشكل كبير في تسهيل استقبال وتخزين المساعدات المقدمة من مصر والدول العربية والأجنبية والمنظمات الدولية، لافتاً إلى أن الدولة المصرية تبذل جهودًا هائلة لتقديم الدعم والمساعدات لقطاع غزة، حيث يشهد معبر رفح حركة مكثفة لدخول الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والوقود.

ولفت مجاور إلى أن هناك تنسيقًا مستمرًا مع الجهات المعنية لضمان سرعة إدخال المساعدات وتوزيعها على مستحقيها داخل القطاع، مشددًا على أن مصر تلتزم بدورها الإنساني والتاريخي في دعم الشعب الفلسطيني.

وتنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، واستجابةً لنداء الإنسانية لدعم الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الأسبوع الماضى، إطلاق "صندوق تحيا مصر" أكبر قافلة مساعدات إنسانية شاملة من حي الأسمرات، تتألف من 305 شاحنات "تريلا" تحمل على متنها أكثر من 4200 طن من المساعدات، و11 سيارة إسعاف، تحت شعار "نتشارك من أجل الإنسانية"؛ لدعم قطاع غزة بعد قرار وقف الحرب، إيمانًا بقيم التآخي والتكافل، بالتعاون مع "بيت الزكاة والصدقات"، و"بنك الطعام"، و"الجمعية الشرعية".

حضر فعاليات انطلاق القافلة الإنسانية اللواء أركان حرب أحمد علي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، أمين صندوق تحيا مصر، وعدد من الوزراء، والمحافظين، والسفراء، وممثلي القطاع المدني.

وقال تامر عبد الفتاح، المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر، إن القافلة تضمنت الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية الأساسية، لإمداد المستشفيات الفلسطينية ولضمان استمرار تقديم الرعاية الطبية للسكان في ظل هذا الوضع الإنساني الحرج، بالإضافة إلى 3282 طنا تقريبًا من المواد الغذائية الجافة مثل: الأرز، والمكرونة، والشعرية، والسكر، والزيت، والشاي، والتمور والجبن، والمياه المعدنية والغازية، والألبان، والعصائر، وغيرها، من المواد التي تعتبر جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي.

من جانبه أكد ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية "أوتشا"، أن مصر اضطلعت بدور محوري في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيدا بالدور المصري الكبير في هذا الأمر منذ بداية الصراع، وقال إن مصر إحدى الجهات الضامنة لوقف إطلاق النار واتفاق السلام في المنطقة، وبالتالي تدعم مصر بكل ما يمكنها إدخال المساعدات الانسانية إلى غزة.

وفي إطار توجيهات القيادة السياسية واستمرارًا لدور مصر الرائد في دعم الأشقاء في قطاع غزة، أطلقت وزارة التموين والتجارة الداخلية بقيادة الدكتور شريف فاروق وزير التموين، 10 قوافل مساعدات إغاثية للأشقاء في غزة من خلال لجنة المساعدات الأجنبية التابعة للوزارة، بإجمالي 796 طن مساعدات محملة في عدد 125 شاحنة، حيث تضمنت 23 ألف بطانية و16 ألف مرتبة و 15310 خيمة و6 آلاف مشمع بلاستيك للأمطار و5 آلاف حصائر نوم و3 كرفان، وكذلك أدوات النظافة العامة والشخصية لعدد 32 ألف أسرة.

كما شهد الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة إطلاق قافلة الخير، إهداء محافظة القاهرة لأهالينا فى غزة والتي تنظمها المحافظة بالتعاون مع الهلال الأحمر، والتضامن الاجتماعي، والجمعيات الأهلية، ومنظمات المجتمع الأهلى، والغرفة التجارية، وأكد صابر أن القافلة تشمل 45 طن مواد غذائية، بالإضافة إلى المياه والبطاطين والألحفة، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر المصرى ومؤسسات المجتمع المدنى، موضحاً أنه من المقرر أن يتم تنظيم قافلة أخرى أول الأسبوع الجارى، بالتعاون مع جامعة الأزهر، ومؤسسات المجتمع المدنى.

ولم تقتصر الجهود على إرسال المساعدات عبر المعبر، بل شملت أيضاً تقديم الرعاية للجرحى الفلسطينيين فى مستشفيات سيناء، حيث يوفر بنك الطعام المصرى وجبات ساخنة للمرضى ومرافقيهم، فى تأكيد على استمرار الدعم الإنسانى المصرى بكل أشكاله. هذه الجهود المتواصلة تعكس التزام مصر، شعباً وحكومة، بالوقوف إلى جانب غزة، ليس فقط عبر المساعدات العاجلة، ولكن باستمرار تدفق الدعم حتى انتهاء الأزمة.

وخلال الأيام القليلة الماضية تم تسيير قوافل اغاثية مصرية كان اكبرها قافلة التحالف الوطني، وعبرت أمال إمام، رئيسة الهلال الأحمر المصري، عبرت عن فخرها بهذه الجهود قائلة: "نحن نعمل تحت غطاء التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي، ونسعى لتقديم الدعم المستمر لأهلنا فى غزة، لقد تم إنشاء مناطق لوجستية لتسهيل نقل المساعدات، ونسعى دومًا للتنسيق مع السلطات المصرية لضمان وصول الدعم بأسرع وقت ممكن".

من جهتها، أثنت السفيرة نبيلة مكرم، رئيسة الأمانة الفنية للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي، على القيادة السياسية التى وفرت الدعم الكامل لهذه الجهود. وقالت: " نواصل الطريق بالقافلة التاسعة التى تضم 200 شاحنة مقدمة من 13 مؤسسة مصرية"، موضحة أن القافلة حملت مساعدات تشمل 20% أدوية ومستلزمات طبية، 15% ملابس وأحذية، و65% مواد غذائية ومياه شرب. وأضافت: "إن مشهد التعاون والتكاتف بين المؤسسات الخيرية والشعب المصرى هو صورة إنسانية مشرفة تعكس الروح الوطنية التى تتجاوز الحدود".