أعلن الدكتور والمفكر السياسي أسامة الغزالي حرب اعتذاره عن موقفه السابق إزاء الصراع العربي الإسرائيلي. يأتي هذا الاعتذار بعد "عقود من التجربة الشخصية والأكاديمية"، حيث شهد "حرب" أحداثًا محورية في التاريخ العربي المعاصر، بدءًا من العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، ومرورًا بنكسة 1967 وحرب الاستنزاف، ووصولًا إلى حرب أكتوبر المجيدة في عام 1973.
وكتب حرب في مقاله الذي نشر نسخة منه عبر فيسبوك: "كلمات حرة إعتذار !.. هذا اعتذار أعلنه – أنا أسامة الغزالى حرب- كاتب هذه الكلمات ، عن موقفى الذى اتخذته ، كواحد من مثقفى مصر والعالم العربى ، إزاء الصراع العربى الإسرائيلى ، بعد نصف قرن من المعايشة ومئات الدراسات والأبحاث العلمية و المقالات الصحفية ، و المقابلات الصحفية ، و الزيارات الميدانية! إننى أتذكر وقائع العدوان الثلاثى الذى شاركت فيه إسرائيل على مصر و احتلال سيناء عام 1956 وأتذكر بالتفصيل أحداث هزيمة المريرة 1967 . و أتذكر أيام حرب الاستنزاف ، التى أعقبتها حرب أكتوبر المجيدة عام 1973".
وتابعت- ليس فقط كمواطن ، و إنما كدارس للعلوم السياسية - مبادرة السلام الشجاعة التى أعلنها الرئيس السادات و ما أعقبها من اتفاقيات للسلام مع إسرئيل. وقمت عقب تلك المبادرة بزيارة إسرائيل مع وفد برئاسة الراحل الكبير د. أسامة الباز. وتفاءلت بعد نوقيع اتفاقات السلام من الأردن(1994) ثم مع منظمة التحرير بين ياسر عرفت و اسحق رابين ( أوسلو1 ,اوسلو2) برعاية أمريكية.
وتحملت بعد ذلك الإدانات من معارضى "التطبيع" من المثقفين المصريين والنقابات المهنية وعلى رأسها نقابة الصحفيين ..وكان رأيي ،أنه بعد أن استعادت مصر كل شبرمن أرضها ، رافعة رأسها و مؤكدة كرامتها ، يمكنها إقامة بناء علاقات سلام رسمية ، مع الحق الثابت للمواطن المصرى فى أن يتقبلها أو يرفضها. ...وكنت أنا ممن قبلوها ، متفائلا بأن تسهم تلك الخطوات فى استكمال السلام الذى يعيد للفلسطينيين حقوقهم السليبة .ا....إننى اليوم- و قد تابعت بغضب و سخط و ألم- ماحدث ومايزال يحدث من جرائم وفظائع فى غزة يندى لها جبين الإنسانية ،يقتل فيها آلاف الأطفال و النساء ،و تدمر فيها المنازل و المبانى على رؤوس البشر ، وتصف فيها جثث الأبرياء لا تجد من يدفنها .....، أقول إنى أعتذر عن حسن ظنى بالإسرائيليين ، الذين كشفوا عن روح عنصرية اجرامية بغيضة .أعتذر لشهداء غزة ، و لكل طفل وأمرأة ورجل فلسطينى . إنى أعتذر !
ويعكس التغيير الكبير في موقف الدكتور أسامة الغزالي حرب تأثير الأحداث الحالية على تصورات ومواقف الشخصيات العامة. كما يشير إلى ضعف التقديرات الإسرائيلية لنتائج عدوانها على غزة.
في مقاله الأخير، استرجع "حرب" زيارته لإسرائيل مع وفد برئاسة الراحل د. أسامة الباز، عقب مبادرة السلام التي أطلقها الرئيس السادات، ويتطرق إلى التفاؤل الذي شعر به إثر توقيع اتفاقيات السلام. لكنه اليوم يعتذر عن "حسن ظنه بالإسرائيليين" الذين يصفهم بأنهم كشفوا عن "روح عنصرية إجرامية بغيضة"، خاصة في ضوء الأحداث الأخيرة في غزة، حيث يستنكر الجرائم والفظائع التي ترتكب ضد المدنيين، مشيرًا إلى مقتل الأطفال وتدمير المنازل والمباني.