دعهم عزيزى يصولون ويجولون، فقد غادرهم الصدق وطبعت على اطراف ألسنتهم اساطير من الاكاذيب. سيصافح قلبى قلبك عندما تكف عن الكلام عنهم، دعهم لشطحاتهم، اشطبهم من تاريخ ايامك فحتما سيلفظهم التاريخ الوردى ليتحولون الى قصاصات محروقة. قلبى سيرافقك طالما احيا إذا أنت مزقت كل المطبوعات الملطخة سطورها بحروف أسمائهم، اما جهاز التلفاز فحطمه، فلا لسماع نشاز اصواتهم وقبح عباراتهم ووجوههم التى يلبسها الوجوم الابله والعبوس الاشقى. وقتها سيصفو ذهنك وترتقى بأحاسيسك وتستعيد براءة الماضى ليلفك ثوب الكرامة، آه كم اعشق رجلا تتخلل مسامه الكبرياء وترش الكرامة كل حناياه، هنا سأحبك. وحتما ستعرف مهرى، فأنا اريد ان افرش بيتى بمعانى قلبينا سويا، وسنبنى جدارا عازلا بيننا وبين قبح الاشياء ومع اول لبنه سننشىء حائطا عاليا بحروف ما تشدو به فيروز وعند المساء سنكون قد انتهينا من بناء آخر من عبارات حب ام كلثوم فى ليلة حب لاتنتهى. اما صمتنا فسنغذيه بكل السيمفونيات الجميلة. عندئذ يا حبيبى سيفتقدنا كل الاصدقاء، من يشبهوننا منهم سنلقى لهم طوق النجاة ننقلهم الى عالمنا الارحب وهناك الكثيرون الذين سيطلبون دعوتنا وسنرفضهم فقلوبهم عاجزة ولا مكان عندنا لمثل هذه القلوب لاناس تابعى العقل مغيبى المشاعر فى وطننا الجديد. هنا سنجمع كل من اختارتهم قلوبنا وسنقف وقفة احتجاجية مع القلب نطالب من خلالها بقلب موحد معافى وسنسير ونسير ولسنا بحاجة الى جيوش تحمينا، فنبضات قلوبنا المتآلفة هى الجيش الحقيقى وبعدها ستخضر الارض ونجنى طيبها. وسيبقى اليابس القاحل من نصيبهم. قرأت أسطرك، ليتنى ما فعلت فقد حررتنى من لحظات الاسترخاء. يشاكسنى ربيع العمر، فأطلق ضحكة مدوية خوفا من مجىء ابتسامة باهتة بالخريف. سأكتب على هوامشك، فحروفى لا تستطيع الابتعاد عن أسطرك. لحظة برد من حبيب مجهول، لا لحظة دفء من محب أبله. لو لأصابعى نغم، لغنت لك الحياة. أنا الآن فى محراب الأحزان، أرجوك ادخله برقة جامدة. أسمع لك وحدك، فأنت الوحيد المسموح له بالتجول فى قلبى بصورة استثنائية. تم نشره بالعدد 618 بتاريخ 15/10/2012