فضيحة.. صرف 175 مليون جنيه لمشروع توشكي بالمخالفة للقانون

· الشركة باعت 80 ألف فدان بسعر 25 جنيهاً للفدان
أزمة متوقعة داخل أروقة الشركة القومية للتشييد بسبب غموض موقف 175 مليون جنيه تم صرفها لشركة جنوب الوادي المسئولة عن مشروع أراضي توشكي، حيث صرف لها مسئولو القومية للتشييد 40 مليون جنيه دون انتظار رأي اللجنة المسئولة عن هذا الملف اضافة إلي قرض بقيمة 135 مليون جنيه بدعوي إنشاء مشروع توشكي بالمخالفة للمنطق حيث يفترض في مشروع توشكي بعد كل هذه السنوات أن يضخ أموالاً في خزانة الدولة لا أن يقترض منها.
تفاصيل الواقعة كشفتها مذكرتان إلي رئيس الشركة القومية للتشييد، الأولي من رئيس اللجنة المشكلة لفحص ملف أراضي المشروع وطالب فيها بالكشف عن مصير 135 مليون جنيه تم اقراضها لشركة جنوب الوادي لاستكمال استصلاح المساحة المقررة بواقع 40 ألف فدان لم يتم استصلاح سوي 6500 فدان فقط، مع البدء في استصلاح 5.23 ألف فدان وال10 أفدنة الأخري لم يتم البدء فيها.
وأكدت اللجنة في تقريرها أن الزيارة الميدانية كشفت أن مساحة ال6500 فدان جاري زراعتها أما ال500.23 فدان فإن المرحلة الأولي شهدت استزراع 6600 فدان يخدمها 44 جهاز محورياً تغذيها 22 محطة طلمبات بواقع اثنين جهاز ري محوري لكل محطة طلمبات تخدم كل منها 300 فدان حيث يخدم جهاز الري المحوري الواحد 100 فدان بإجمالي 200 فدان للمحطة الواحدة بالاضافة إلي 100 فدان تتم زراعتها عن طريق الري بالتنقيط.
كما يجري العمل في عدد 8 محطات تم الإنتهاء من أعمال البنية الأساسية لها من مجاري مائية وطرق واستصلاح لمساحة 2400 فدان التي تخدمها وكذا توريد أغلب معدات المحطات وأجهزة الري المحوري بنسبة تصل إلي حوالي 60% وكذا أعمال الإنشاءات للمحطات بنسبة حوالي 40% وهذه المحطات يمكن في حالة توفيرتمويل لها الإنتهاء منها وبدء زراعة الأراضي التي تخدمها خلال ستة شهور بتكلفة تصل إلي 25 مليون جنيه بالاضافة إلي 10 ملايين جنيه لزوم أعمال الزراعة.
وأضافت المذكرة أن المرحلة الثانية تشمل مساحة 6 آلاف فدان تخدمها 40 جهاز ري محورياً تغذيها 20 محطة طلمبات بنفس معدلات المرحلة الأولي، كما تم البدء في أعمال البنية الأساسية من مجاري مائية وطرق وإنشاءات مدنية لبعض محطات الطلمبات بنسبة لاتتعدي 10% ويلزم توفير التمويل اللازم حيث استنجدت اللجنة وطلبت تدبير 100 مليون جنيه لزوم أعمال الزراعة.
وأوصت اللجنة بتدبير تمويل عاجل قدره 130 مليون رغم أن الشركة طلبت 100 مليون فقط، وقامت الشركة بصرف المبلغ بالمخالفة للقانون وهو ما يعني أيضا أن متوسط تكلفة استصلاح الفدان وزراعته تبلغ 30 ألف جنيه!! في الوقت الذي باعت فيه شركة جنوب الوادي «توشكي» مساحة 80 ألف فدان بسعر 25 جنيه ونصف الجنيه للفدان لشركة الراجحة للاستثمار والتنمية الزراعية وهي شركة سعودية.
وكشفت المذكرة الثانية أنه بخصوص تدبير التمويل اللازم لاستكمال أعمال البنية الاساسية والاستصلاح الداخلي لمساحة 13 ألف فدان ضمن زمام ال30 ألف فدان، وورد فيها أنه طبقا للخطة الموضوعة لشركة جنوب الوادي واستزراع 40 ألف فدان بنهاية الموسم الزراعي 2010 فقد قامت الشركة بالإنتهاء من بعض الاعمال منها مساحة 7000 فدان وجاري زراعتها مع شركة رمسيس لإدارة المشروعات الزراعية ومساحة 23 ألف فدان مع التركيز علي الانتهاء من زراعة ال13 ألف فدان الغريب أن المذكرة أكدت أن المرحلة الأولي والتي تشمل نحو 7 آلاف فدان لم تتم زراعة سوي 4200 فدان فقط وأن الشركة في حاجة إلي 10 ملايين جنيه أخري لزراعة المساحة المتبقية، كما أن المرحلة الثانية شهدت عجزاً في المساحة المزروعة فلم تتم زراعة سوء 6 آلاف فدان من إجمالي 23 ألف فدان في هذه المرحلة وطلبت اللجنة توفير 30 مليون جنيه كتمويل للانتهاء من هذا الأمر مؤكدين أن الأعمال صارت شبه متوقفة حتي لاتتعرض الأرض والمعدات للتلف بفعل العوامل الجوية.
وبررت الشركة حصولها علي ال40 مليون بأنها ستقوم بتأجير هذه الأرض بمبلغ 3 آلاف جنيه للفدان وهو رقم عبثي من الصعب أن يتجه أي شخص لاستئجار فدان ب3 آلاف جنيه في هذا المشروع الذي ثبت فشله.