■ شعور جارف يقلق قليل احيانا.. وخوف كثير احيانا من مجهول غير محدد يحيط بنا.. حياتنا منذ عامين كلام فى كلام وفين الغموس، كلمة غموس فى الصعيد يعنى الطعام او ما يغمس فيه المواطن.. الكلام هو «هواء» لايملأ البطن.. لم يخطر ببال احد من المعنيين بإدارة مصر الحبيبة ما تعانيه البلد من انفلات فى كل مفاصلها وكأنه غير مصرح لها بالحياة الكريمة.. اقول هذا الكلام من خلال مشاهداتى لما يدور حولى، حياتنا منذ قيام ثورة يناير ونحن فى كلام.. وما رأيته يوم السبت 6 اكتوبر اثناء عودتى من الدقى وعلى كوبرى 6 اكتوبر فى نزولى الى النصب التذكارى رأيت مشهداً استفزني.. زحام رجال ونساء، اعداد تقدر بالآلاف.. تجرى هنا وهناك وسيارات حكومية ينزل منها رجال ونساء.. ملتح.. نقاب.. خمار.. حجاب.. اوتوبيسات هنا وهناك الكل يجرى.. شباب متفق فى مجموعات يخرجون من جامعة الازهر.. واخرون يحملون لافتات واعلام.. كميات لا تعد من عساكر الامن المركزى فى ملابسهم السوداء يصطفون فى مجموعات وبيديهم عصى.. سألت نفسى نقاب وحجاب وخمار وملتحين مين دول ولماذا يتدفقون الى الاستاد الرياضى، هل هناك مباراة للاهلى وبها جماعة الالتراس المشاغب.. انا جاهله بالكورة ولا احبها وان كنت افضل الزمالك.. فتحت الراديو على الاخبار فقد كانت الساعة الخامسة عصرا.. وسمعت ان رئيس الدولة د.مرسى يلقى خطابا تاريخيا فى احتفالات 6 اكتوبر.. ازدحام شديد ظللت اكثر من نصف ساعة احاول الاختراق والذهاب الى منزلى.. فتحت التليفزيون عند وصولى كان مشهد دخول الرئيس وهو فى سيارة مكشوفة ويحيط به حراسة وكأنهم اسود متحفزين النظارات السوداء على اعينهم والبعض لا ينظر يمينا وشمالا والرئيس يحيى جماهير الاخوان ورجاله.. ومعهم رجال من الجيش اعتقد صف ضباط وعساكر.. وتساءلت من الذى أشار على الرئيس بأن يصول ويجول فى سيارة مكشوفة.. الله يرحم زعيمنا وحبيبنا الرئيس جمال عبدالناصر.. كان يركب سيارة مكشوفة يحيط به الشعب فى حب وحماية ولهفة لسماعه ورؤيته وهو يبتسم ويضحك زعيم «صح» لكن ما رأيته جعلنى اتساءل أين رجال حرب 6 اكتوبر.. اين الابطال اين رموز حرب التحرير وابناء الشهداء.. ان مستشارى الرئيس المشير طنطاوى وسامى عنان.. ليس من حقهما حضور نصرهما.. انهم ابطال الحرب وكمان من حموا الثورة واجلسوا جميع الاخوان فى مناصب وحكم وظهور فى الفضائيات ويمتعوننا بأقوالهم واحاديثهم.. من اراهم فى الاستاد من الاخوان ليسوا ابطال حرب 6 اكتوبر ولا اعتقد انهم مسكوا «نبلة» فى الحرب ولم يكن لهم صوت ولا صورة حتى يحتلوا الاحتفال ويحيطون بالرئيس نيابة عن الابطال الحقيقيين. لماذا المجلس العسكرى.. لم يحضر الاحتفال ثم شيئاً اضحكنى بل ابكانى من قتل بطل اكتوبر الرئيس انور السادات كان فى الاحتفال الذى كرم فيه القتيل.. كيف يا سادة هذه معادلة صعبة.. القاتل يجلس فى حفل قتيله.. وما ادهشنى ان يتحول الاحتفال الى كشف حساب قدمه الرئيس د.مرسى لمدة ساعتين فى اذان المغرب والعشاء قد القى من الشاشة المصرية لعرض الانجازات التى تمت من 100 يوم ظل يسرد ما انجز والذى لم نشعر به.. ولكنه «كلام فى كلام» انا مواطن اسير فى الشارع واشترى احتياجاتى.. لم ار تغييرا ولا تقدما لا فى المرور الذى ننحشر فى شوارعه فى الاختناقات.. ولا نظافة وما ادفعه من 8 جنيهات على ايصال الكهرباء فى صورة ابتزاز لان تلال القمامة والزبالة تغرق مدينة نصر «اكوام واكوام» اردت ان أتأكد من حقيقة ورؤية صادقة عن المائة يوم التى تكلم د.مرسى عن الانجازات التى تمت امام عشرات الالاف من احبابه واخوانه فى استاد القاهرة.. لم اشعر بأى تغيير فى بلدى منذ عامين.. غير اختناقات مرورية.. ارتفاع فى أسعار الخضار.. رغيف العيش المدعم يحصلون عليه الغلابة فى طوابير وخناقات.. وحرب يوميا على الفوز برغيف العيش كفاية عليهم محصول «المانجة» الذى يتفاخر به د.مرسى.. ان الشعب اكل المانجة وعصرها وشربها انجاز ما بعده انجاز بصراحة ومحدش يزعل مصر قبل الثورة افضل واهدى وانظف.. اتمنى ما قاله د.مرسى من «ان المواطن والشعب والجيش والقيادة والرئيس يتوجهون نحو هدف واحد وهو مصر الجديدة» أن يتحقق ونحن فى الانتظار حتى لو كان بعد اربع سنوات من حكم د.مرسى.. ■ اصبت بصدمة والم لقتل اولادنا فى سيناء.. الغموض مازال يحجب الحقيقة وكيف انقلبت سيارة هؤلاء الشهداء الذين فقدوا 21 شهيداً ومصابين.. مازال التحقيق مستمراً ونزيف الدماء وقتل الابرياء بدون رحمة.. ثم حكاية براءة من قالوا عنهم ابطال «موقعة الجمل» عقلى حتى الآن يتساءل لماذا أدخلوا قفص الاتهام ووجه لهم القتل وحبسوا فى زنزانات.. إن لم يكن هذا تم بناء على تحريات ومعلومات مؤكدة وادانة كاملة.. ظلت القضية اكثر من عام ونصف العام.. سيارات ترحيلات رايح جاى.. تنقلهم الى المحكمة.. وتدقيق فى الزيارات وحوارات وكأنهم مجرمون سفاحون قتلة وبعدين ببساطة «براءة» اين التهم.. اين موقعة الجمل ولا الجمل طلع «النخلة» اعتقد اننا فى دولة مواطنيها وشعبها مشاهدين ميعرفوش حاجة لانهم ليسوا «شاهد مشفش حاجة» هذا فيلم جديد يعرض على الشعب حتى «يتلهى» وميعرفش حاجة.. غلبان يا شعب ستشاهد الكثير من الاحداث التى تقف امامها حائراً متسائلاً فى محاولة الفهم.. علينا محاولة الفهم حتى لا يكون مكاننا مستشفى المجانين نشر بالعدد 619 تاريخ 22/10/2012