يعقوب القنوات الدينية تحولت من تقديم الرقص والفرفشة إلى الترويج للفكر السلفى واصبح شعار قناة الناس «شاشة تأخذك إلى الجنة» ، رئيس إحدى القنوات يسافر كل شهر إلى السعودية لإحضار مرتبات المشايخ والعاملين فى القناة أن يتهم شيخ ونجم إحدى القنوات الفضائية الدينية «بسب الدين» فيجب ان يكون لنا وقفة مع هذه القنوات الموجهة إلى الفقراء والتى تؤثر فيهم سواء بالسلب او بالايجاب نتحدى ان يكذب هذا الشيخ واقعة سب الدين فلدينا الشهود والادلة والقرائن لذلك قررنا فتح ملف بيزنس القنوات الدينية ومصادر تمويلها والثراء الفاحش لشيوخها، ونبدأ بشركة «البراهين» المالكة لقناة «الناس» والتى كانت تمتلك مجموعة من القنوات الدينية لكنها اكتفت بقناة «الناس» برئاسة «على سعد» فهو فى نفس الوقت نائب رئيس مجلس ادارة شركة «البراهين» والمعروف ان «على سعد» يملك قناة «الذهبية» احدى قنوات الغناء والطرب ويترد انه يعمل مدير اعمال لمطرب خليجى له استثمارات ضخمة فى الملاهى الليلية. قناة الناس بدأت قناة رقص وغناء وانتهت الى قناة دينية تعتمد على المشايخ كمصدر دخل اساسى لها بعد ان سيطر عليها الشيوخ «أبواسحاق الحويني» والشيخ «محمد حسين يعقوب» والدكتور «محمد عبدالمقصود» والذى تم تهميشه بعد انحيازه للاخوان فى بداية صعودهم السياسى. ظاهرة القنوات الدينية وقصة صعودها بدأت عام 1988 عندما انشأت مجموعة «إيه آر تى» قناة اقرأ والتى لاقت قبولا واسعا فى اوساط المتدينين وقتها خاصة ان القناة كانت سنية معتدلة وهو ما لفت الانتباه الى بيزنس القنوات الدينية لتتحول قنوات مثل «الناس» و«الخليجية» من تقديم الرقص والدلع إلى ترويج الفكر السلفى ولترفع قناة الناس شعار «شاشة تأخذك الى الجنة»! مصادر التمويل السرية لهذه القنوات دفعت الفنانة «الهام شاهين» مؤخرا وهى التى تعرضت لهجمة قاسية من الشيخ «عبدالله بدر» الى ان تتهم دولا خليجية لم تسمها بانها تقف وراء تمويل هذه القنوات بهدف النيل من الفن والثقافة ورموزها فى مصر مصادر تمويل هذه القنوات غير المعلنة يرجعها خبراء الى اموال دول خليجية بالفعل فحسب مصادرنا يسافر رئيس مجلس ادارة إحدى هذه القنوات كل آخر شهر الى المملكة العربية السعودية ليأتى ومعه حقيبة متخمة بالاموال ليصرف مرتبات المشايخ والمعدين والتى تصل الى اكثر من 850 الف جنيه شهريا. واذا كان هؤلاء المشايخ قد عانوا قبل الثورة من قرار منع ظهورهم فى الاعلام الرسمى وايضا كان معظم مقدمى برامج التوك شو يجاملون النظام بعدم ظهورهم فإن نفس هؤلاء المشايخ اصبحوا الآن يمنعون ظهور الليبراليين واليساريين على القنوات الدينية فالشيخ خالد عبدالله مثلا كان قد استضاف فى برنامجه «مصر الجديدة» بعض الليبراليين والمختلفين سياسيا مع الاسلام السياسى الا ان ضغوطا تعرض لها من مشايخ كبار جعلته يمنع ظهور هؤلاء الضيوف فى برنامجه رغم أن الشيخ «خالد عبدالله» كان يجاهر بالعداء للاخوان لكن مع صعودهم السياسى بدا الرجل كأحد منابرهم بل راح يهاجم المختلفين معهم بضراوة وهو ما يطرح سؤالا مهما هل يتطوع «خالد عبدالله» للهجوم على معارضى الاخوان ام انه يلعب دورا فى الخريطة السياسية الجديدة التى تغيرت بعد الثورة. القنوات الدينية كانت تمنع ظهور المذيعات عبر شاشاتها عدا قناة «الحافظ» التى قد يظهر فيها مذيعات منتقبات ولذلك قصة طريفة فقد كان اشترط «ابى اسحاق الحويني» عدم ظهور مذيعات على قناة الناس كشرط لظهوره هو شخصيا على القناة وهو ما تحقق له بالفعل ليدخل على الخط الشيوخ «محمد حسان» و«محمد حسين يعقوب» ومحمود المصرى واحمد عامر ومحمد جبريل وغيرهم ومن اشهر برنامج قناة «الناس» برنامج «سهرة خاصة» وكان يقدمه الشيخ خالد عبدالله وتوقف مع صدور قرار من «انس الفقي» وزير الاعلام الاسبق بوقف بث بعض القنوات الدينية ومما يتردد بقوة ان احد المشايخ «سب الدين» لاحد المعدين الذين كانوا يعملون معه فى البرنامج وهو ما اثار حفيظة جميع العاملين وقتها لدرجة ان قيادة فى هذه القناة اصرت على طرد هذا الشيخ والذى لم يعد الى عمله الا بعد ان تركت هذه القيادة القناة. نشر بالعدد 616 بتاريخ 1/10/2012