فى خطوة مباغتة اعلن ثروت الخرباوى القيادى الاخوانى المنشق عن الجماعة الارهابية منذ سنوات عن انتهائه من تأليف مسلسل يحمل اسم «التنظيم السرى» يكشف فيه هذا التنظيم الخاص الذى كان لا يعرفه الا صفوة الجماعة من رجالها الاوائل فى بداية تأسيسها كما يكشف الخرباوى عن مفاجأة خطيرة بالوثائق والمستندات - على حد قوله - أن هذا التنظيم هو من قتل حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين نفسه. عن دوافعه لاخراج هذا المسلسل قال ثروت الخرباوى حصريا ل«صوت الأمة» إن اهم الدوافع لتأليفه هذا المسلسل هو أن كل الاعمال السينمائية والدرامية التى تناولت جماعة الاخوان لم يتطرق أى منها لهذا التنظيم السرى الذى قام بتأسيسه حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين بسرية كاملة ولم يطلع عليها الا المقربين منه فقط وكان هذا عام 1938 وكان يطلق عليه فى البداية اسم «الجهاز السرى» وقصر معرفة هذا التنظيم على اهل الثقة بالجماعة دون معرفة الاعضاء العاديين فيها وبدأ هذا الكيان بعشرة اشخاص وكان كل شخص مكلف بتجنيد خمسة آخرين وكل عضو من الخمسة مكلف بتجنيد خمسة جدد الى أن وصل عدد الجهاز السرى لستة آلاف فى عام 1946 وباتوا هم قوام التنظيم السرى داخل الجماعة. وعن هدف انشاء هذا التنظيم داخل الجماعة قال الخرباوى إن الهدف كان توجيه ضربات للمشروعات الاقتصادية التى يملكها اليهود فى مصر، حيث كان لليهود مشروعات اقتصادية ضخمة مثل شيكوريل وهانو وصيدناوى وعدس وريفولى وكذلك لهم جهود صغيرة فى المشروعات الصغيرة بالازهر والجمالية بتجارتهم فى الذهب والاقمشة ولم يكن احد فى مصر يعرف أن من يقوم بعمليات ضد اليهود هو التنظيم السرى للجماعة وان تم القبض على احد فيكون من المنتمين لاحزاب سياسية ويفرج عنه فورا فقد كانت الجماعة تدفع اعضاءها للانتماء لبعض الاحزاب كساتر لهم وتمويه ويضيف الخرباوى أن التنظيم السرى بدأ مع بداية عصابات اليهود الصهاينة على مستوى العالم للم شتاتهم فى فلسطين واقامة دولة اسرائيل ولكن اليهود المصريين رفضوا الهجرة من مصر فقام الاحتلال الانجليزى بتأسيس جماعة الاخوان المسلمين والتنظيم السرى بداخلها ليوجه ضربات ليهود مصر لاجبارهم على الرحيل الى دولتهم المزعومة. وعما استند اليه الخرباوى فى ربط تلك الخيوط ببعضها للوصول الى تلك النتائج قال القيادى المنشق أن لديه وثيقة تخص الخارجية الانجليزية والتى كشف عنها منذ فترة وفيها حوار بين السفير الانجليزى وأحد مساعديه حيث يخبره أن حسن البنا بدأ فى تنفيذ ما اتفقوا عليه من ضرب اليهود فى مصر فيضطرون للهجرة الى فلسطين ويساهموا فى اقامة دولة اسرائيل ويؤكد الخرباوى انه سيطرح تلك الوثيقة خلال المسلسل. قلت للخرباوى إن هذا كلام لا يتسق بعض الشىء مع المنطق فكيف يوافق التنظيم السرى للاخوان كتيار اسلامى على وجود دولة اسرائيل وفى نفس الوقت يقتلون يهود مصر فقال الخرباوى : عندك حق فى طرح لا منطقية الامر ولكن دعنى اقول لك إن الانجليز ايام الاحتلال كانوا يستخدمون التنظيم السرى للاخوان فى تصفية اليهود المصريين لإجبارهم على الرحيل وكانوا يخبرون الاخوان انهم سيحصلون على اموال اليهود المضارين لانقاذ الفلسطينيين ومدهم بالسلاح لمواجهة اليهود وعن الفترة التى تدور حولها احداث المسلسل قال الخرباوى من عام 1938 حتى عام 1949 فى 30 حلقة اذاعية ويكشف دور عبد الرحمن السندى والذى كان اسس التنظيم السرى مع صديقه حسن البنا وانتهى الامر بينهما لخصام انتهى بقتل حسن البنا، هنا قلت للخرباوى ولكن المثبت أن الملك فاروق استأجر بعض رجال البوليس السرى لقتل البنا وهذا ما ظهر رسميا بعد ثورة 1952؟ فقال الخرباوى ماذكرته رغم انه تم اثباته رسميا ولكنه كلام ساذج ساقته ثورة يوليو لانه كانت هناك خصومة بينها وبين الملك ولكن الحقيقة أن عبد الرحمن السندى ورجاله هم من قتلوا حسن البنا وهنا يطرح السؤال نفسه وهو لماذا يقتل السندى ورجاله حسن البنا؟ والاجابة هى أن البنا كان متهما فى قضية قتل النقراشى باشا بالتحريض ووفقا لمستندات ووثائق فقد اتصل وزير الحقانية وقتها بحسن البنا وساومه بأن يخرجه من قضية قتل النقراشى مقابل ابلاغه عن ال 6000 آلاف عضو بالتنظيم السرى، فوافق البنا أن يبيع جماعته وعلم السندى بالامر وامر رجاله بقتل البنا على باب جمعية الشبان المسلمين قبل أن يذهب لابلاغ مصطفى مرعى وزير الحقانية بأسماء اعضاء التنظيم السرى، واضاف الخرباوى انه استند لهذه الواقعة لتسجيلات ووثائق نادرة قام بها مع الشيخ سيد سابق وفريد عبد الخالق. وعن ابطال المسلسل قال الخرباوى إن طارق لطفى سيقوم بدور البنا وفتحى عبد الوهاب بدور السندى.