قصة صناعة حلوى المولد.. صنعها الفاطميون منذ ألف عام

ولد الهدى فالكائنات ضياء.. وفم الزمان تبسم وثناء... الروح والملأ الملائكة حوله للدين والدنيا به بشراء ..والعرش يزهو والحظيرة تزدهي والمنتهى والسدرة العصماء»، هكذا قال الشاعر أحمد شوقي في مدح سيد الآنام يوم ميلاده والتي تغنت بها السيدة أم كلثوم.

فهذه الكلمات التي نظمها شوقي والشعراء من قبله وبعده من وحي العشق المحمدي الذي يكون أكثر حلاوة للروح من أكل حلوي المولد التي اعتاد المصريون، علي صناعتها وشرائها كل عام إحياءا لذكرى مولد الرسول الأمين، فيمدحونه ويصلون عليه، ويأكلون الحلوى فرحا بيوم شرف الله فيه العرب أن جعل منهم أخر المرسلين.

وفي عهده الرسول صلي الله عليه وسلم لم تكن صناعة الحلوى في مولده عرفا متبعا، كما يحدث في عصرنا هذا، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بيوم مولده بصيام يوم الإثنين من كل أسبوع، وحين سُئل عن صيام يوم الإثنين قال "فيه ولدت وفيه أنزل علي".


وبدأت مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي، منذ أكثر من ألف عام، مع قيام الدولة الفاطمية، التي كانت تولي إهتماما خاصا بالإحتفال بالمناسبات الدينية، ففي يوم المولد النبوي يتوجه قاضي القضاه إلى الأزهر الشريف وحوله كميات كبيرة من الحلوى ، ثم يتحرك لقصر الخليفة فتنطلق الخطب ويبدأ الاحتفال وتوزيع الحلوى علي المصريين ابتهاجا وفرحا بمولد النبي ،كان هذا الاحتفال الرسمي للدولة الفاطمية بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هناك احتفال آخر شعبي، حيث يخرج الناس إلى شوارع القاهرة ، مثل باب البحر، الجمالية، الأزهر، الغورية، وباب الخلق، لمدة ثلاثة أيام للاحتفال بمولد النبي والتي كان يصاحبها المدائح التي تتغنى بصفات النبي.


أما عن ظهور حلوي علي شكل "العروسة والحصان" التي تحرص الأسر على شرائها لأطفالها لإدخال السرور عليهم، فلهما قصة أخري خاصة بالفاطميين أيضا، فيقال أن الحاكم بأمر الله، خرج مع إحدى زوجاته يوم المولد النبوي للإحتفال، حيث ظهرت في الموكب برداء ناصع البياض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فبادر صناع الحلوى برسم الأميرة في قالب حلوى،وتم تزينها بالأوراق الملونه والمراوح الملتصقة في ظهرها وحتى لا يغضب الحاكم، فصنعوا قالب آخر من الحلوي علي شكل فارس يمتطي حصانه.



الف عام مروا على بداية الاحتفال بمولد النبي، عن طريق أكل الحلوى وشراء العروسة والحصان، والمصريين لم يتركوا هذه العادة فقبل بداية شهر ربيع الأول بأيام، تنتشر السرادقات في مختلف الشوارع المصرية، تعرض أنواع كثيرة من الحلوى "السمسمية، الحمصية، الفولية، الملبن وغيرها"، لتنتقي منها ما شئت بمختلف الأسعار، وتسعد أطفالك بأقرب شئ إلى قلوبهم وهو الحلوى، وتوصيهم بالصلاة على المصطفي نبي الرحمه في يوم مولده.