منذ دقائق قليلة أعلن شريف إكرامي حارس مرمى الأهلي أن الموسم الحالي هو الأخير في مشواره الطويل مع الفريق، وقال إكرامي في رسالة وداع مؤثرة عبر تويتر: "بعد مشوار امتد أكثر من 23 عاما ناشئاً ولاعباً بالفريق الأول ومع اقتراب نهاية تعاقدي الحالي، فقد استخرت الله في اتخاذ أحد أهم قراراتي وأصعبها داخل النادي الأهلي والتي بها أرفع الحرج عن مجلس الإدارة التي أكن لها كل احترام ولما استشعرته أيضاً من حساسيه تجاه هذا الملف". بداية الحكاية الحكاية بدأت عندما بلغ الطفل الصغير شريف إكرامي الثامنة من عمره، ذهب إلى النادي الأهلي لكي يرى أخيه أحمد الذي كان يلعب مع فريق تحت 11 عاماً، فشريف وأحمد هما نجلي وحش أفريقيا حارس مرمي النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق إكرامي. هنا دبت غيرة إيجابية في قلب شريف، الذي حلم هو الأخر بأن يصبح لاعباً للنادي الأهلي مثلما يفعل أخيه وفعلها أبيه من قبله، "في تلك الفترة كنت مفتونا بالمهاجم حسمت قراري، دخلت اختبارات الأهلي ولكن ليس مثل أبي وأخي كحارس مرمي بل كمهاجم".. يحكي شريف إكرامي في مذكراته، لكنه فشل في الاختبار أول مرة. "بعدما فشلت في الاختبار بدأت أتعلق بالحلم أكثر لن أفشل مجدداً، ظللت في النادي أشاهد أخي، وظللت أمارس كرة القدم بشراهة في المدرسة، أستعد لدخول الاختبارات من جديد ستكون لحظة فارقة في حياتي، ذهبت إلي اختبارات العام التالي حيث كان الكابتن محمود صالح يشرف عليها وفشلت للمرة الثانية كمهاجم".. يتابع شريف. شريف حارس مرمى في فشله للمرة الثانية دخل شريف غرفة خلع الملابس يتألم بسبب الفشل، "خلعت قميصي، ثم بعد تفكير لبرهة اتخذت قراراً غريباً ارتديت قميص حارس مرمى وعدت للملعب، أنا شريف إكرامي أخر يا كابتن، هل يمكنني الاختبار كحارس للمرمى؟، ونجحت".. يقول شريف. بعدها ناداه كابتن مصطفي عبد الحكيم وقال له اذهب سجل اسمك في الاستمارة فكتب شريف اكرامي الشحات ففوجئ الجميع، أنت ابن إكرامي؟ لماذا لم تقل ذلك من البداية؟، لم يعلموا وقتها أن والده نفسه لم يكن يعلم أن نجله الصغير شريف سيدخل للاختبارات في الأهلي، "غالباً السبب ربما في نجاحي أني كنت أختبر مع من هم أكبر مني سنا كمهاجم، لكن كحارس مرمى كنت أتدرب مع نفس مرحلتي العمرية".. يحكي شريف في مذكراته. بدأت مسيرة شريف مع الأهلي وكان أحمد شوبير وعصام الحضري نجمي العرين الأحمر في الفريق الأول، لكن شريف تعاهد مع نفسه أن يصل لهذا المكان يوما ما، "يجب أن أكون امتدادا لإكرامي". الغريب أنه لم يلعب أساسياً في فريق الناشئين 13 سنة لسبب فسيولوجي بحت إذ كان طول قامته عائقاً، فجميع زملائه كانوا أقصر منه، وفي بداية حارس المرمى تحتاج لسرعة رد الفعل واللياقة البدنية العالية وهذا يتوفر مع قصر القامة، ولكن عندما بلغ 15 سنة بدا الطول يصنع له الميزة والتفوق على الآخرين.. ومن هنا بدأت مسيرة شريف إكرامي مع الأهلي. إنجازاته مع الأهلي شريف صاحب ال36 عاما من أبناء قطاع ناشئي الأهلي، ورحل عنه في 2005 إلى فينورد الهولندي كما لعب معارا لأنقرة جوتشو التركي، لكنه عاد إلى مصر في عام 2009 عبر بوابة الجونة، قبل أن يعود إلى بيته الأصلي بعدها بعام. ومع الأهلي، حمل شريف إكرامي 7 ألقاب لحساب الدوري المصري، ولقب كأس مصر، و5 ألقاب سوبر محلي، بجانب لقبين لحساب دوري أبطال إفريقيا ولقب للكونفدرالية الإفريقية ولقبين للسوبر الإفريقي. وحرس إكرامي مرمى الأهلي في 271 مباراة إجمالا، كما خاض 24 مباراة دولية مع منتخب مصر.
