يبدو أن النظام القطري بدأ في جنيّ ثمار مشاريع فاشلة في ظل مقاطعته من قبل محيطه العربي ولاسيما الخليجي، حاول على مدار الشهور الماضية الترويج لها والتضخيم من حجمها. وكشفت إيران مساء السبت عن طلب قطري لتنشيط خطوط الملاحة البحرية بين مينائي حمد الدولي وبوشهر الإيراني. ولفت مساعد رئيس مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية، هادي حق شناس إلى أن سبب ذلك الطلب هو العزلة التي تُعاني من قطر تجاريًا بعد أن قاطعتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم فإن طلبها تفعيل الملاحة بين طهرانوالدوحة يهدف إلى تعزيز التجارة معها.
ويأتي ذلك الطلب من قبل تنظيم الحمدين - حكومة قطر - على الرغم من التغطية الإعلامية الضخمة التي شهدتها فعاليات إفتتاح ميناء حمد الدولي في سبتمبر من العام الماضي (2017)، ومحاولة الأذرع الإعلامية التابعة للحمدين عبر حساباتهم الرسمية على السوشيال ميديا الترويج إلى أن مثل ذلك المشروع من شأنه أن يدفع بحركة التجارة عبر قطر، زاعمة أنها ليست بحاجة إلى محيطها الخليجي.
ومن ثم فإن إعلان طهران عن ماهية طلب الدوحة منها، يأتي بمثابة إعلان فشل تنظيم الحمدين، وتأكيد على عزلتها وإختيارها إلى الحضن الإيراني والتركي للإرتماء بهما ومواصلة التعنت تجاه قائمة المطالب العربية، وخاصة أن قطر الحمدين كانت قد أمنت طريقة نقل البضائع والمنتجات من تركيا إليها منذ أغسطس من العام الماضي، وذلك بحسب تصريح وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي في ذاك الوقت، بأن تركياوإيران توصلا إلى اتفاق يعزز نقل البضائع برًا من تركيا إلى الموانئ الإيرانية، ومن ثم إلى قطر بحرًا، بحسب وكالة الأنباء التركية الرسمية «الأناضول».
في هذا الخصوص يقول الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي اللواء الركن، مستور الأحمري أن «هذا الإعلان غير مستغرب في ظل تنامي العلاقات الإيرانيةالقطرية وخاصة في أعقاب مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر منذ 5 يونيو من العام الماضي؛ فقطر تحاول البحث عن منفذ تجاري بديل لتجارتها البينية، وليس أمامها في ظل استمرار تعنتها وإصرارها على سياساتها الداعمة للإرهاب؛ إلا الموانئ الإيرانية لتكون نقطة لإعادة التصدير والاستيراد في ظل الحاجة القطرية للمواد الغذائية واكمال البنى التحتية لمشاريع البناء الخاصة بالمنشآت الرياضية استعدادًا لمونديال 2022». وأضاف في تصريحات خاصة ل«صوت الأمة»: «لقد تحركت إيران باتجاه الحكومة القطرية لتحاول أن تكون لاعب رئيسي بجانب الحكومة القطرية مستغلة الأمر في لمصالحها الشخصية، وأرى أن زيادة العلاقة مع الحكومة الإيرانية وبالًا على قطر الحمدين، في ظل الأطماع الإيرانية في المنطقة والعمل بسياسة توسعية تخدم الأهداف المرسومة للثورة الخمينية». مؤكدًا على أن ميناء الدوحة لن يحق نشاطًا اقتصاديًا في ظل المقاطعة العربية، حيث الدول التي قاطعتها وكانت تشكل رافدًا أساسيًا للسوق القطري بدون تكلفة سياسية، عندما كانت ضمن في نطاق أشقاءها ومنظومة التعاون الخليجي العربي، بينما التعامل مع الجانب الإيراني لا يتم إلا بمقابل ومن شأنه التأثير على استقرار قطر؛فإيران لا تتحرك عشوائيًا، وتجيد إستغلال المواقف والظروف لتحقيق مأربها الخبيثة في المنطقة، على تعبيره.