انتشرت ظاهرة المهدى المنتظر فى كل البلاد العربية قبل ثورات الربيع العربى لكنها ازدادت بعد اندلاع ثورات التحرير فظهر من يؤكد أنه المهدى فى مصر وليبيا وتونس.. ما يميزنا نحن العرب عن غيرنا من الشعوب أن كثيرين منا يصدقون هذه الأساطير، فمهدى مصر المنتظر مثلاً أصبح له أتباع من اساتذة الجامعات والمستشارين والصحفيين ودشن مؤيدو صفحة له على الفيس بوك باسم تابوت التحرير وهو التابوت الذى يصر المهدى على أنه يقع اسفل منزلة وبخروج هذا التابوت سوف تحل مشكلة مصر السياسية وعدم خروجه يعنى ازدياد القتل وعدم الاستقرار فى البلاد.. كانت «صوت الأمة» قد انفردت بنشر قصة كمال أحمد عبدالله ويعمل محاميا ويؤكد أن المسئولين فى هيئة الآثار لديهم علم بهذا التابوت بل إنه صدر قرار يحمل رقم 166 باستخراج التابوت من أسفل منزله بمنطقة الزيتون إلا أن مسئولين كباراً يعوقون تنفيذ هذا القرار مشيراً إلى أن التابوت جاء ذكره فى القرآن الكريم فى الآية 248 من سورة البقرة حيث يقول الله سبحانه وتعالى «وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن فى ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين».. مهدى مصر تحدى الجميع بقوله «الراجل غيرى يحكم مصر» وطالب المجلس العسكرى فى عدة خطابات بضرورة اخراج التابوت المذكور فيه اسمه. الجديد فى الموضوع أن مؤيديه يعتزمون فى الأيام القادمة التظاهر من أجل اخراج التابوت المزعوم بعد أن دشنوا صفحة على الفيس بوك تجمع شهادات المؤمنين بالفكرة ومنهم الزميل صابر شوكت الصحفى بجريدة أخبار اليوم، اما عن مهدى اليمن فيدعى محمد ناصر اليمانى وانه الإمام الثانى عشر من آل البيت ووجه رسالة إلى الرئيس اليمنى والقادة العرب مذكرهم أنه المهدى المنتظر مؤكداً أن الله لم يجعله مبتدعاً بل متبعاً لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والمدهش ان مهدى اليمن رائد فى القوات المسلحة اليمنية. وفى السعودية ادعى رجل من دولة غينيا انه المهدى المنتظر واستقطب العديد من الاتباع وحكم عليه بالسجن لمدة عام و60 جلدة وقال الرجل الغينى فى التحقيقات انه عرج به إلى السماء وشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم. وفى ليبيا ظهر رجل عقب اندلاع الثورة الليبية أكد أنه المهدى المنتظر الذى يسقيه ربه الغيث كما أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اذا ذمونى وقف المطر واذا مدحونى هطلت الأمطار وتحدى المهدى من يكذبه فى مناظرة علنية. وفى تونس ادخلت السلطات هناك رجلاً إلى مستشفى الأمراض العقلية بعد أن طالب بالحكم مؤكداً أنه المهدى المنتظر حيث كان هذا الرجل قد اعتكف فى الجبل لمدة طويلة قبل ان يدعى انه مهدى هذا الزمان. نشر بالعدد 602 بتاريخ 25/6/2012