أثارت تصريحات جوزيف ملاك المحامى والناشط القبطى السكندرى لغطا فى الأوساط القبطية والكنسية بعد ان اعلن انه خاطب الادارة الامريكية بواشنطن والسفارة الامريكية بالقاهرة طالبا الوساطة الامريكية للتدخل لدى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بحادث القديسين بعد ان تم تجاهله من قبل المجلس العسكرى والرئيس. وفى اول رد فعل على تلك التصريحات أعلن بعض المثقفين الاقباط رفضهم الكامل لمحاولة من أسموهم ب«المحسوبين على المصريين المسيحيين» فى استثمار الأحداث الاجرامية التى شهدتها مصر فى كنيسة القديسين عشية رأس السنة 2011 لجنى نجاحات شخصية على حساب وحدة وسلام الوطن، فالأقباط جزء أصيل فى المكون المصرى الوطنى. ووصفوا تلك التصرفات بأنها تصرفات غير مسئولة.. بل واصدروا بيانا اكدوا فيه انه لا احد يمثل الأقباط خارج الأطر المؤسسية التى حددها الدستور والقانون، مؤكدين ان القضايا القبطية ستظل مطروحة على الارضية الوطنية حتى تجد حلولاً موضوعية تصب فى تأكيد الاندماج الوطنى وتعيد لمصر طبيعتها التى لا تعرف التفريق بين ابنائها على اساس الدين او العرق أو اللون أوغيرها. يقول سليمان شفيق الكاتب الصحفى: 70% من الاقباط فى الاسكندرية اعطوا اصواتهم فى الانتخابات الرئاسية لحمدين صباحى وفى الاعادة لشفيق لكن هناك من يطلق عليهم الجناح الفلولى فى الاقباط وهناك من يريد إزالة الوصمة بالمتاجرة بدماء الشهداء.. واعتقد ان هذا هو الدافع وراء اصدار البيان خاصة أن الكنيسة لم تلجأ مطلقا لتدويل أى قضية وكان قداسة البابا شنودة ضد أى تدخل اجنبى فى الشأن المصرى.. مطالبا الكنيسة بتحديد موقفها من تصرف المحامى جوزيف ملاك. أما كمال زاخر الكاتب والمفكر فيقول: هناك فرق بين اللجوء الحقوقى لمنظمات دولية اممية وبين اللجوء للدول.. فما تم من لجوء الى الادارة الامريكية ينم عن عدم ادراك لابعاد المشهد السياسى.. فهم بذلك كمن يستعين على الرمضاء بالنار.. الا يعلمون ان امريكا هى من تزرع الانظمة الدينية فى الدول العربية فكيف نطالبها بمقاومة ما هى تؤيده وترعاه؟!! فإن كنا نريد العمل الايجابى علينا بالضغط فى اتجاه الدولة المدنية ومقاومة اختطافها لمربع الدولة الدينية الطائفية. يقول الدكتور هانى وديع منسق اللجنة المركزية للتوعية الوطنية بالاسكندرية: بعدما ظهرت امريكا مؤخرا بقوة فى المشهد السياسى وهى لا تخفى رغبتها فى دعم الاسلام السياسى ليصير على قمة المشهد فى مصر.. نجد محاميا موكولا له قضية «مذبحة القديسين» يتوجه بها الى امريكا لتدعمه لدى الرئيس فهل هذا منطق.. كل ما يفعله هو انه يسجل سبقا شاذا فى تاريخ الكنيسة لا علاقة للكنيسة به. وعن الناحية القانونية يقول محمد منيب المحامى الحقوقى مدير المركز الافريقى لحقوق الانسان يقول: اذا اردنا ان نضع تكييفا قانونيا لفعل هذا الشخص فنجده قد ارتكب جريمة الخيانة العظمى.. والتى يمكن ان يحال بها الى محكمة الجنايات وتصل عقوبة ما فعله الى الاعدام.. لكننى اتصور انه قام بذلك طمعا فى الشهرة.. وما اقدم عليه من مخاطبة الادارة الامريكية يدل على انه من غير العاملين بالعمل العام والسياسى ولا يدرك جيدا ولا يفهم معنى ما قاله فما ارتكبه من الناحية السياسية يعتبر حماقة وجهلا بالآثار المترتبة عليه. ويقول نادر مرقص عضو المجلس الملى السكندرى: أنا ضد اى تدويل للقضية وضد اى وساطة اجنبية ولكن عندما جاءنى جوزيف يعرض على ما ينوى فعله بصفته مواطنا قبطيا ومحامى اسر الشهداء وردى عليه كان بصفتى مواطن عاديا وليس بصفتى عضو المجلس الملى السكندرى فقلت له «اعمل اللى عايزه» فاعتبر ذلك موافقة منى إلا اننى لم اشارك فى اى مبادرة للاتصال بجهات خارجية كما ان الكنيسة لم تفوضنا فى هذا التصرف .. واقباط مصر يستطيعون الضغط داخليا لنيل حقوقهم ولو بعد حين وأيا كان الخصم مختلفا فأفكاره معنا نشر بالعدد 605 تاريخ 16/7/2012