إنهم الآن مشغولون بالانتهاء من مسلسلات رمضان بعد أن ارتفع الرقم إلى أكثر من 60 مسلسلاً بعض الممثلين يشاركون فى 6 أعمال دفعة واحدة.. هم ولا شك أقصد القسط الأكبر منهم حزين لهزيمة «شفيق» ليس حباً فى بلوفر «شفيق» ولا تصدقوا حكاية الدولة المدنية التى تشدقوا بها وهم أول من يعرف كذبها ولكن «شفيق» كان سيحقق لهم الحماية المادية التى كان يوفرها لهم المخلوع فهو منهم وعليهم ومن الواضح أنهم فى الزيارات الأخيرة إلى بيته التى سبقت إعلان النتائج بيومين فقط كانوا فى قمة السعادة والاطمئنان لوصوله إلى الكرسى وكان باقى فقط ع الحلو دقة!! هل تفرق معهم أن يعتلى الحكم «د. مرسي»؟ ولا تفرق لو اطمأنوا إلى أنه سيوفر لهم الحماية مثل مبارك فلن يتقاعسوا عن تقديم كل فروض الولاء والطاعة. البعض منهم بدأ فى تمهيد الطريق مع جماعة الإخوان وكان «أشرف عبد الغفور» سباقاً فى إعلان المبايعة وهو بالتأكيد لا يعبر عن نفسه ولكن هو نقيب الممثلين وهكذا ذهب للمرشد فى بداية هذا العام فور أن وجد أن انتخابات مجلس الشعب أكدت أن التيار الدينى المحافظ أصبحت له الأغلبية فى مجلس النواب وهو يريد أن يضمن موقعه فى ظل هذا التوجه الجديد.. عندما انتقدوه قال إنه لا يعبر عن الفنانين ولكن عن نفسه هل استقبله المرشد لأنه الممثل أم لأنه النقيب.. «أشرف عبد الغفور» يعرف بالتأكيد أنه تفتح أمامه الأبواب حالياً لأنه النقيب، كما أنه رشح أكثر من مرة للجنة المائة لصياغة الدستور لأنه النقيب، كما أن الإعلام يحتفى به الآن ويتابع أخباره بحفاوة لأنه النقيب ومؤخراً قال النقيب فى أحد تصريحاته هذا ليس وقت الفن ولكن إعادة البناء أولا.. نقيب الفنانين يرى أن الفن مجرد عبث وعندما نكون فى وقت الجد ينبغى أن توقف كل الفنون نشاطها!! أما نقيب الموسيقيين فهو متهم من قبل أعضاء مجلس إدارة النقابة بأنه أهدر أموالاً عامة وأنه ديكتاتور ولهذا عزلوه من منصبه.. الرجل منذ أن اعتلى كرسى النقيب وهو يشعر بأن الفرصة جاءته لكى يعوض كل سنوات الغياب التى عاشها، حيث كان خارج الأجندة الفنية والإعلامية وفجأة وجد من يجرى معه حواراً ومن يضع له أغنية فى برنامج ومن يرشحه لبطولة مسلسل وكل ذلك استناداً إلى أنه يملك منصباً مرموقاً فلم يصدق نفسه. نقابتان تعانيان واحدة من نقيب لا يدرك قيمة الفن والثانية من نقيب لا تراه إلا وهو متوعداً زملاءه بفضحهم وكشف تزويرهم.. هؤلاء المشغولون دوماً بالدفاع عن أنفسهم لن يعنيهم فى كثير أو قليل ضرب حرية التعبير أو الاتجاه إلى اتخاذ معيار إسلامى فى تقييم العمل الفنى مثل تلك المقولة الشهيرة «حلاله حلال وحرامه حرام» أى أنها تلغى تماماً العملية الفنية فما هو الحلال مثلاً عندما تقدم شخصية منحرف وفاسد أليس هذا هو الحرام بعينه طبقاً للمعيار الديني؟! هل الفنانون المتخمون بالأعمال الدرامية والمسلسلات والبرامج الفضائية تشغلهم حرية التعبير.. لوعدت للأرشيف ستجد أن عدداً كثيراً منهم ما كان يطالب الرقابة بالتدخل وبضرورة وضع ضوابط وعندما يبدأ الفنان فى مرحلة الأفول وتقل مساحات الطلب فإنه يعزى ذلك عادة إلى تفشى العرى والإسفاف، بينما التيار الإسلامى لا يقول سوى إنه سيقضى على تلك الأعشاب الضارة. الفنانون لن يواجهوا وهم يشعلونها حرباً فيما بينهم.. الناس أيضاً على الجانب الآخر ترى أن قضية رغيف الخبز الأكثر إلحاحاً. بعضهم استمع إليهم وهم يؤكدون أنه حتى يوم 28 فبراير 2011 كانت الثورة نقية بعد ذلك قفز فوقها الإخوان وكان ينبغى للثوار أن يعودوا فى ذلك اليوم إلى بيوتهم أى أنهم فى أعماقهم كانوا يريدون التضحية بالثورة خوفاً من «فوبيا» الإخوان. لا أعتقد أن الوسطين الفنى والثقافى يملك أى منهما أسلحة فى يده للمقاومة ولكنهم مخترقون ومنهكون ولم يتعودوا طوال تاريخهم سوى على الاستفادة من الحاكم.. تأييد الثورة كان مرحلة أعقبها تأييدهم لشفيق مرحلة ثانية حالياً ليس لديهم مانع فى الدخول للمرحلة الثالثة وتأييد «مرسى».. رمضان على الأبواب والمسلسلات والبرامج على ودنه وكُله على كُله وسلم لى على حرية الإبداع. نشر بالعدد 603 بتاريخ 2/7/2012