اول مرة قابلت الخال عبد الرحمن الابنودى كان فى عام 1997 كنت ما زلت فى اولى ايامى فى العمل الإذاعة و سجلت معه حلقة من برنامج لى بعنوان "القاب حضرته " و هو أول برنامج اقدمه لإذاعة الشباب و الرياضة و لازحظت عنده نقش بارز بالنحاس لشاعر الربابة فسألته ما علاقتك بشاعر الربابة ؟ فأجاب : انها علاقة قديمة من الطفولة و حكى لى كيف تعلق بالسيرة الهلالية و كيف قام بجمعها من أنحاء مصر عبر شعراء فطريين يغنون السيرة فى المقاهى بالصعيد ثم تجول فى الجزائر و وصل لتشاد لجمع باقى السيرة الهلالية المنتشرة فى افريقيا . و فى لقاء أخرببرنامج "إنسان بدرجة فنان " واجتهه بأنه لا يذكر ان اول ديوان له هوديوان " الناس و البحيرة" و ليس "وجوه على الشط" و ذكرته بأن أحد الأشخاص قام بسرقة الديوان و نسبه لنفسه و وكانت معركة صحفية وقف وقتها بجوار عبد الرحمن الابنودى فى عام 1963 ، الناقد الكبير الراحل رجاء النقاش ، فرفض الخال ان يتكلم عن الموضوع احتراما لمن سرق الديوان لانه وقتها كان على فراش المرض و قال لى " غيرى السؤال " .. و أهم المفاجأت التى ذكرته بها انه عمل فى مسرح التليفزيون كلاعب للعرائس ، فحكى لى انه لجأ لهذا العمل لان الشاعر "مكانش بيأكل عيش " ، و رجع بذاكرته الى ابنود بلده و كيف كان هو و امل دنقل اصدقاء و فى فصل دراسى واحد و شعراء و يقيمون الندوات فيتأخران على العمل فى المحكمة "الابنودى " ككاتب جلسة و احمد دنقل كمحضر ، و كانا أفشل موظفين و تم فصلهما ، فعادا للقاهرة التى كانا قد تركا الدراسة بها من قبل و أكملا تعليمهما . و لما حللت شعره بأنه عالمى رغم عاميته المغرقة فى اللهجة الصعيدية ، لهجة ابنود التى خرج بها للعالم ليكتب عن "لوركا" و عن " ناجى العلى " كما كتب عن وجوه على الشط و "حراجى القط" العامل فى السد العالى ، علق بقوله انه بدأ بشعر الفصحى فأستهزا به البسطاء من اهل بلدته و علقوا قائلين :" الواد عبرحمن عشان ما لبس الجميص "القميص " و المنطلون "البنطلون " بيرطن" ، فلجأ للكتابة بالعامية الصعيدية بلهجة أبنود حتى يقترب من اهله الذين يعشقهم و يعشقونه، و مايزال أهم ما يميز لكنة عبد الرحمن الابنودى "المفردات الصعيدية مفردات ابنود " . و عن علااقته بعبد الحليم حافظ ، حكى لى كيف تحدى عبد الحليم فى كتابة الاغنية العاطفية ، حيث إن عبد الحليم كان يعتقد أن الابنودى لا يكتب الا الاغانى الوطنية بمهارة ، فتحداه و دخل الى حجرة المكتب لدى عبد الحليم و كتب مشيت على الاشواك ، و خرج بها فانبهر بها عبد الحليم و غناها فى فيلم " ابى فوق الشجرة " ، و بعد النكسة اتصل به عبد الحليم لكتابة اغنية تثير الحماسة فكتب عدى النهار التى أعجبت الزعيم جمال عبد الناصر و طلب أعادة إذاعتها و كيف كتب وجوه على الشط فى السويس و اغنيته الشهيرة يا بيوت السويس التى غناها صوت الجنوب محمد حمام . و عن زواجه من الإعلامية القديرة نهال كمال ، حكى لى انها لم تكن سوى صديقة يكتب لها اهداء بعنوان " إلى ابنتى نهال " ، و لما زارته يوما فى المنزل للترحيب بوالدته ، كان قد نسى الموعد و لم يعد للمنزل ، و عندما عاد أخبرته االحاجة "فاطمة " والدته أن " انهال" ( هكذا تنطق اسمها كما قال لى ) قالت له "مش انهال كانت هنا " ، ما تتجوز انهال يا عبرحمن و بعد فترة جمعه النصيب مع الإعلامية نهال كمال و لم يكن يتصور يوما انه سيصبح أب بعد سنوات طويلة وحيدا ، حتى أنجب "آية " ثم "نور" ، فكانتا مكافأة أخر العمر كما يسميهما. و خلال قرأتى لاعمال عبد الرحمن الابنودى ، وجدته دائما متجدد و معطاء و لا يتوقف ابدا عن الكتابة ، و أهدانا فى ثورة يناير بعدة اغنيات ابرزها "ضحكة المساجين "التى غناها على الحجار و احنا الشعب ، التى غناها فريق كاريوكى ، و اصبحت اشعار الابنودى "ايقونة" من ايقونات ثورة 25 يناير2011 و 30 يونيو 2013 . و عندما خرجت شائعة مؤخرا بموته و هو يُعالج فى المستشفى ، قمت بالأتصال به للأطمئنان عليه و قال لى مازحا " هو أنا معقول أموت من غير ما اقول "؟!! الخال عبد الرحمن الأبنودى ، يعرف صوتى بمجرد ان اكلمه عبر المحمول ، و قبل ان اسأل أنا عن صحته يبادرنى بسؤاله لى عن صحتى و احوال و عن والدى و يدعو لى بالنجاح و التوفيق . إنه الشاعر و الإنسان و الأب و الصديق و النهر المعطاء دائما " الخال عبد الرحمن الأبنودى " انتصار غريب إذاعية مصرية