قالت الإفتاء إن قبول الودائع مستحبٌّ، وقد أوجب الحق تبارك وتعالى على المودَع أن يحفظ الأمانة،وأن يردها إلى المودِع عندما يطلبها؛ فقال عز وجل: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]، وجعل الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم خيانةَ الأمانة من علامات النفاق؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» متفق عليه. وأضافت أنه على المؤتَمن أن يردَّ الأمانة إلى صاحبها متى طلبها كاملة غير ناقصة. وأوضحت أنه بخصوص العلاقة السابقة التي كانت تتعلق بأشياء أعطاها المؤتمن لصاحب الأمانة على سبيل الهدية، فإنه لا يجوز شرعًا استرداد الهدية أو بعضها إلا بإذنٍ ورضًا من المهدَى إليه إلا في هدية الوالد لوالده؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يحل لأحد أن يعطي عطية فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطي ولده» رواه الترمذي. جاء ذلك فى معرض رد دار الإفتاء المصرية حول سؤال يقول صاحبه: "إذا كان لشخصٍ ما على شخصٍ آخر مبلغ ما على سبيل الأمانة،وحينما طالبه برد الأمانة ما كان من الشخص المُؤتمَن إلا أن رده إليه بعد أن خصم منه قيمة أشياء كان قد أعطاها لصاحب الأمانة قبل هذا على سبيل الهدية، فهل يحقُّ له ذلك؟".
