وصلتني تعليقات كثيرة حول مقال الاسبوع الماضي «الرئيس المؤمن والرئيس الكذاب».. معظمها يتفق علي ضرورة ابتعاد منابر المساجد عن الدخول في المعترك السياسي الدائر حاليا والترويج لبعض مرشحي الرئاسة! واقتصار دور المنابر والدعاة علي الدعوة وتبصير الناس بشئون دينهم.. إلي جانب تعليقات أخري يتهمني فيها أصحابها بركوب موجة الهجوم علي الإسلام! يا الله.. يا مثبت العقل والدين.. هل عندما أطالب بضرورة قصر دور منابر المساجد علي الدعوة إلي دين الله الحق أكون من الذين يهاجمون الإسلام؟! وهل عندما أقول إن هناك فروقا شاسعة بين سيدنا يوسف وسيدنا أبوبكر وبين بعض الذين يروج لهم أئمة المساجد اتهم بمهاجمة الإسلام؟! بالله عليكم هل يستطيع واحد من الذين يوجهون هذه الاتهامات أن يدلنا علي أوجه الشبه بين نبي الله يوسف وبين من يدعون أنه شبيه له وعلي وتيرته؟! وهل كل من دخل السجن في قضية أي قضية نشبهه بسيدنا يوسف؟! وهل عندما نرفض تشبيه هذا أو ذاك بسيدنا أبوبكر رضي الله عنه وأرضاه نتهم بالتهجم علي الإسلام؟! هل عاد عصر محاكم التفتيش؟ ومن ذا الذي يملك حق التفتيش عن الضمائر وما تكنه الصدور؟! ومن الذي أعطي هؤلاء حق تقييم الناس والحكم عليهم إن كانوا مسلمين حقا أم أن تدينهم منقوص؟ وماذا سيقولون عنا عندما ندافع عن فنان كبير في حجم عادل إمام وغيره من الفنانين والكتاب والمفكرين وحقهم في الابداع؟! ونقول للذين نصبوا من أنفسهم رقباء علي الفن والابداع وأوصياء علي الناس! نقول لهم الزموا حدودكم! فلولا الفن المصري ما انتشرت العامية المصرية التي يتحدث بها أبطال الأفلام في أرجاء الوطن العربي! ولولا ابداعات نجيب محفوظ ما وصل الأدب المصري إلي العالمية! نجيب محفوظ الذي اتهمه بعض الجهلاء بأن كتاباته نوع من الدعارة! ولذلك لم اتعجب أو اندهش عندما قرأت أن بعض أعضاء مجلس الشعب الموقر طلبوا من التليفزيون المصري مراجعة نصوص مسلسلات رمضان القادم قبل عرضها علي الشاشة! يا سادة.. هناك جهة تابعة للدولة، أقول مرة أخري جهة تابعة للدولة اسمها الرقابة وهي الجهة المنوط بها مراجعة النصوص وإجازتها أو منعها! وهذه الجهة وحسب علمي لم يصدر قرار من الدولة باسناد رئاستها إليكم! ولكن صدقوني العيب ليس عليكم! ولكن من سمح لكم بالعبث بتاريخنا وتراثنا الأدبي والفني! ومن سمح لكم بممارسة أدوار بدلاً من الدولة وأجهزتها المختلفة! فالوزير أو المحافظ الذي سمح لبعض التابعين لكم بتوزيع اسطوانات البوتاجاز والتحكم في بيعها بالأسعار التي تحددها مجموعة من المنتمين لهذا الحزب أو ذاك الذين انتخبهم الناس لأنهم «بتوع ربنا»! وكأن الباقي ليسوا مسلمين أو من أولياء الشيطان والعياذ بالله! فيلم «الزوجة الثانية» من الأفلام الخالدة في تاريخ السينما المصرية.. هذا الفيلم الرائع من إخراج رائد الواقعية في السينما المصرية المخرج الرائع الراحل صلاح أبوسيف وبطولة نخبة من نجوم زمن الفن الجميل شكري سرحان وسعاد حسني وسناء جميل وصلاح منصور والفنان المبدع حسن البارودي وكلهم رحلوا عن عالمنا رحمهم الله.. هذا الفيلم الذي لا أمل من مشاهدته يعتبر من وجهة نظري من أروع الأفلام المصرية وأعتقد إن لم أكن مخطئا أن الكثيرين يشاركونني هذا الرأي! ومن منا ينسي دور الراحل صلاح منصور العمدة والفنانة القديرة سناء جميل زوجة العمدة التي لم تنجب!! في نفس الوقت الذي يبحث فيه زوجها العمدة عن زوجة ثانية لتنجب له ولي العهد! ويقع اختياره علي فلاحة شابة «سعاد حسني» تعمل في خدمته وفي نفس الوقت متزوجة من فلاح معدم شكري سرحان وقع الاختيار علي هذه الفلاحة بترشيح من رجل الدين في القرية حسن البارودي وكانت المشكلة الكبري أو العقدة لاتمام هذا الزواج ان الفلاحة علي ذمة رجل آخر! ولكن كل عقدة ولها عند الشيخ حل! فتم تدبير مؤامرة يتهم فيها العمدة الزوج المعدم بالسرقة! وتكاد خيوط المؤامرة تكتمل عن طريق مأمور الشرطة المنحرف الذي يفبرك محضرا وهو يلتهم كل مالذ وطاب في دوار العمدة! وإنقاذا للزوج المسكين توافق الزوجة مضطرة علي قبول الزواج من العمدة بمباركة رجل الدين الذي يبرر ويبارك هذا الزواج بأن علينا أن نطيع الله وأولي الأمر.. وفي ليلة الدخلة التي ينتظرها العمدة علي أحر من الجمر! تصر حفيظة الزوجة الاولي والتي جسدتها باقتدار الفنانة الراحلة سناء جميل علي أن يترك العمدة عروسه ليقضي الليلة معها وهي تردد عبارتها «الليلة ياعمدة»!! هذا الفيلم الرائع والذي أبدع الفنان الراحل صلاح أبوسيف إخراجه والذي انتج عام 1967 ورغم مرور 45 سنة علي انتاجه إلا أنه أصدق تعبير عن الواقع الذي نشر فى العدد رقم 594 بتاريخ 30/4/2012