أحترم المصرى القديم قيمة "العدالة" بل قدسها و جعل لها معبودة مقدسة هى " ماعت " ، ربة العدالة و الحق ، و كانت تُصور فى هئية "ريشة" ، أو أمرأة جالسة بجناحيين و على رأسها الريشة و كانت "ماعت " هى القياس على أحقية دخول الإنسان بعد موته إلى "إيارو" أى الجنة ، او تعرضه إلى العقاب و الحرمان من الرحمة ، و يأكله حيوان خرافى هو "عِمعِم" ، و كان المصريون القدماء يصورون على البردى مناظر للمحاكمة فى العالم الأخر ، التى كان يرأسها الإله "أوزيريس " إله الموتى ، و ميزان فى أحدى كفتيه " قلب المتوفى " و فى الكفة الأخرى "ماعت " على هئية ريشة أو أمرأة جالسة و فوق رأسها الريشة ، لو كان قلب المتوفى أثقل من الريشة كان مذنباً و لو كان أخف من الريشة كان غير مذنب . كانت التعاليم فى مصر القديمة توصى بأتباع قانون ماعت الذى يُعد بمثابة الدستور لحياة الدولة و الشعب فى مصر القديمة ، و هى عبارة عن 42 مبدأ تنظم الحياة و الحضارة التى قامت على الضمير . قانون ماعت : كانت 42 مبدأ من اهمها : . أنا لم اقتل ، ولا احرض أى أحد على القتل. . أنا لم أرتكب الزنا أو الاغتصاب. . أنا لم انتقم لنفسي ولا أحرق مع الغضب على سبيل الانتقام. . أنا لم افعل أي ضرر للإنسان أو الحيوانات. . أنا لم اسرق ولا آخذ تلك الاشياء التي لا تنتمي لي. . أنا لم أخذ من بلادي أكثر حصتى العادله من المواد الغذائية. . أنا لم اتلف المحاصيل والحقول ، أو الأشجار. . أنا لم استدعى شاهد زور ، ولا أعتمد أدعاءات كاذبة. . أنا لم أكذب ، ولا اتحدث بخطا لجرح شخص آخر. . أنا لم أثير أي صراع. . لم أتحدث ولا تصرفت بشكل مخادع ليؤذى الآخرين. . لم أتحدث بإزدراء ضد الآخرين. . أنا لم أتنصت على أى أحد. . أنا لم أعرقل تدفق المياه الجارية. . أنا لم أهدر المياه الجارية. . أنا لم ألوث المياه أو الأرض. . أنا لم أرفع أسعار السلع . . لم أكن فخورا على نحو غير ملائم ولا تصرفت بغطرسة. . لم أفعل ما لا يقل عن التزاماتي اليومية. . لقد أطعت القانون ولم أمارس الخيانة. كانت ماعت هى الأساس فى الحكم فى مصر القديمة : من خلال دراسة التاريخ المصرى القديم نلحظ تطبيق مبادىء العدالة و دولة القانون منذ اقدم العصور و فى أغلب حقب التاريخ المصرى القديم ، ففى الدولة القديمة و فى الأسرة السادسة ، تعرض الملك ببى الأول لمؤامرة من زوجته ، فقام محاكمتها وفقاً لقانون ماعت . فقد شكل الملك محاكمة استثنائية تحت إشراف الموظف "وني"، ولعل في اختيار الملك ل "ونى" و هذا يدل على حرص الملك على تطبيق قواعد العدالة و التحقيق مع الملكة المتهمة بشفافية و ترك مساحة لها للدفاع عن نفسها و لم يتخذ أى قرارات عشوائية حيال القضية ، و هذا إن دل على شىء إنما يدل على حرص المصرى القديم على تطبيق مبدأ العدالة الذى جعله مقدساً. ----------