هل يمكن لألوان الملابس أن تصنع فرقاً لصالحك؟

تؤثر الألوان على الناس بشكل كبير وطرق مختلفة، حيث يمكنها أن تبعث رسائل إيجابية أو سلبية عن مرتديها، ومن خلالها يمكنك تفهم شخصية الأفراد، كما أن لها تأثيرًا كبيرًا على المزاج، فضلًا عن أهميتها البالغة في بيئة العمل والحياة بشكل عام.
وأوضحت الكثير من الأبحاث في علم النفس إلى أن الألوان تثير ردود فعل سلوكية وعاطفية وفيزيائية، حيث جاء في بعض الدراسات أن الألوان في بيئتنا يمكنها أن تساعد أو تعيق أداء بعض المهام خاصة في المجال المهني.
وتعرف الألوان الدافئة مثل الأحمر وما يجاوره على الطيف اللوني، بأنها تعكس ألوان مثيرة تعبر عن النشاط والحيوية، أما الألوان الباردة مثل الأخضر والأزرق والبنفسجي فهي ألواناً هادئة، أو يمكن اعتبارها ألوانا سلبية.
هل يمكن لألوان الملابس التي ترتديها في العمل أن تصنع فرقاً لصالحك؟

يريد الغالبية الظهور بشكل مهني في أماكن عملهم، ولكنهم لا يتخذون الخطوات العملية لتحقيق ذلك، ف تقول مصممة الأزياء توي سويني: «نبدو جميعا مثل (منتجات) مختلفة، وتظهر علاماتنا التجارية الشخصية بمجرد دخولنا من باب الشركة».
وأكدت دراسة أجرتها جامعة «برينستون»، أنه عندما نرى وجها جديدا، تقرر العقول تلقائياً أن صاحب هذا الوجه جذاباً وجديراً بالثقة أم لا، وهذا خلال عشرة أجزاء من الثانية فقط، ولذلك فإن الألوان التي تختارها لملابسك أيضاً لها تأثير كبيرعلى كيفية إدراك الآخرين لك من أول نظرة.
فاللون الأحمر يظهر القوة التي تعكس صفات مثل الثقة والقيادة والسيطرة، حيث أن الأحمر بدرجاته يحفز الجهاز العصبي المركزي ويزيد التوتر الجسدي، بينما يشير اللون الأزرق، كما تقول سويني، إنه أكثر دفئا ومودة في التعامل مع الآخرين، لأنه «لون الثقة، ولون صناع السلام».
وتشير البحوث إلى أن اللون الأزرق هو الأكثر تفضيلاً، يليه الوردي والأخضر والأحمر والأرجواني، والأسود الذي قد يوحي بصفات السلطة والتعقيد والحزن، لكن سويني تنصح بأن تصاحبه ألواناً أخرى، مثل حمل حقيبة زاهية بالنسبة للسيدات، أو وضع منديل فاتح اللون في جيب البدلة بالنسبة للرجال، وهو ما يجعل مرتدي اللون الأسود شخصاً مميزاً وسط الآخرين.
ومن هنا لا يمكننا أن نغفل عن اللون البني، لأنه غالباً ما يوحي بأن صاحبه شخص «يعتمد عليه»، ويليه الأبيض وهو اللون الذي يدل علي التصالح مع النفس والسلام الداخلي، والأصفر والبرتقالي.
وتنعكس سمات الشخصية على اللون المفضل، حيث أن الشخصيات المنفتحة تميل إلى اللون الأحمر بينما يفضل الشخص المنطوي اللون الأزرق والأسود، أما الأصفر فهو اختيار المثقفين، بينما يميل الأشخاص الذين يتمتعون بالتوازن إلى ارتداء اللون الأخضر.