مع اقتراب عيد الأضحى تبدأ محلات الجزارة فى فتح أبوابها لاستقبال الخراف والأبقار التى تظل بحوزتهم حتى أول أيام العيد، وعادة ما يحاول أصحاب تلك المحال تجديد أدواتهم فى تلك الفترة احتفالا بالعيد واستقبالا لحملات الذبح التى تمتد لأيام. وتعد "أورمة" اللحم من الأدوات التى لا يمكن الاستغناء عنها، وعادة ما يكون المدبح هو أفضل مكان لشراء تلك القطعة الضخمة التى تتناثر عليها أشلاء اللحم طوال العام. عصام صاحب أقدم محل لبيع الأورمة فى مدبح السيدة زينب، ورث العمل والمحل عن أجداده، فهو يعرف طريق المحل وأدواته منذ أن كان طفلا رضيعا تجلس به والده على أعتاب المحل تمارس مهنتها وهو بين أيديها. يقول عصام "ورثت تلك المهنة عن أجدادى ولا أشعر بالخجل منها أو الجلوس فى تلك المنطقة، فالجميع هنا يعمل ويكسب بالحلال". وعن أنواع الأورم، يشير عصام إلى أنها متعددة فمنها المصنوع من أخشاب شجر السنط واللبخ والكافور والتوت، إلا أن أفضل نوع هو "السنط" بينما يعد التوت والكافور الأسوء، وذلك لأنه يخرج نشارة الخشب مع اللحم. ولفت عصام، إلى أن الزبائن يمكنها معرفة الفرق بسهولة من خلال لون الخشب، فلون خشب أورمة السنط بنى غامق والتوت يكون فاتح.
وتابع عصام حديثه، "أسعار الأورم تختلف فثمن المصنوعة من أخشاب شجر السنط 600 جنيه، بينما التوت 500، ويمكن العمل عليها حتى يمل الجزار أو يترك مهنته".
