أكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الأمن القومي العربي بالجامعة العربية السفير سمير القصير، على أهمية تضافر الجهود بين الجامعة والأممالمتحدة لمواجهة التحديات والأزمات الكثيرة والخطيرة في عالم يزداد تعقيدا وترابطا وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك في كلمة السفير سمير القصير، اليوم الأربعاء، خلال اللقاء الثنائي مع رئيس وأعضاء اللجنة رفيعة المستوى المعنية بعمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام برئاسة جوزيه راموس هورتا، والذي يأتي في إطار جولة "أفق وتشاور للجنة مع المسئولين في الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي حيال موضوعات تتعلق بقضايا السلم والأمن وعمليات حفظ السلام". وقال السفير القصير: إن لتلك الأزمات ، التي هي موضع اهتمامنا المشترك، تبعات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي"، مشيرًا إلى أن تلك الأزمات قديمة وجديدة تبدأ من قضية النزاع العربي الإسرائيلي والمسألة الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة مرورًا بأزمات الصومال والعراق وسوريا وليبيا واليمن وصولا إلى التهديدات الإرهابية التي تستهدف مصر وتونس وبقية البلدان بشكل أو بآخر لتتجاوز حدود الدولة الوطنية المهددة إلى المنطقة والعالم دون استثناء. وأضاف القصير أن جميع تلك الأزمات الخطيرة خلقت حالات خطيرة من المعاناة وانتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان وسببت كوارث طويلة الأمد ستعاني منها المجتمعات العربية لوقت طويل نفسيا وماديا. وتابع القصير: لكن الخطر الداهم الذي يواجه العالم دون تمييز اليوم والذي يدعونا للعمل جميعا لإيجاد حلول عادلة لتلك الأزمات ودون إبطاء ، هو خطر الإرهاب الذي أعلن بصفاقة إنشاء دولته وإماراته المتعددة على أراضي أعضاء في منظمتينا ولم يقف عند إمعانه في اقتراف أبشع أنواع القتل للبشر والتدمير للتاريخ والتراث الإنساني بل اقترف ما هو مماثل لذلك بإساءته الكبيرة للإسلام متخذًا منه ستارًا وذريعة لتبرير أعماله الشنيعة وهذا الدين العظيم منه براء". وأشار القصير، إلى اهتمام وحرص جامعة الدول العربية منذ إنشائها على المساهمة في إحلال السلم والأمن الدوليين بالتعاون مع الأممالمتحدة وبذل الجهود لحل القضايا أو الأزمات والخلافات بين دولها الأعضاء، مشيرا في هذا الإطار إلى جهودها في تسوية بعض النزاعات العربية – العربية منها النزاع الحدودي بين الكويت والعراق والحرب الأهلية في لبنان والأزمة بين شطري اليمن إلى جانب بعثة المراقبين في سوريا عام 2012 . ولفت القصير إلى أن الجامعة العربية طورت خلال السنوات الماضية من أدائها خلقت أدوات ووسائل من أجل تنفيذ استراتيجيتها ومن أجل حفظ السلم والأمن مستندة في روح عملها على تشجيع الدول الأعضاء فيها على المساهمة بفاعلية في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مختلف أرجاء العالم وكذلك الاعتماد على تطوير ميثاق الجامعة والأجهزة التي تعمل من خلالها مستندة إلى اتفاقية الدفاع العربية المشترك ومجلس السلم والأمن العربي بآلياته المختلفة من لجنة الحكماء ونظام للإنذار المبكر وبنك المعلومات وإمكانية إنشاء قوة حفظ سلام عربية. ونوه القصير إلى إدارة الشؤون العسكرية بالجامعة العربية التي تعمل بشكل متواز مع مجلس السلم والأمن في ثلاثة موضوعات وهي توحيد المصطلحات والمفاهيم العسكرية بين الجيوش العربية ورفع مستوى الوعي بالقانون الدولي الإنساني من خلال ندوة سنوية تنظمها الجامعة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى جانب اجتماعات رؤساء هيئات التدريب وآخرها في نوفمبر 2014 بدراسة حول "كيفية إنشاء قوة حفظ سلام عربية" حيث اعتمدت الدراسة على خبرة متراكمة لعدد من المشاركين من الدول العربية التي تساهم في عمليات حفظ السلام التي تقوم بها الأممالمتحدة في عدد من دول العالم. وقال القصير "إننا نتطلع في الأمانة العامة للجامعة العربية بتفاؤل إلى ماستقره القمة العربية المقبلة في مصر نهاية الشهر الجاري وخاصة ميثاق الجامعة ونظام مجلس السلم والأمن المعدلين مما سيساعد الجامعة العربية على أداء دور هام في مجالي حفظ السلم والأمن". وأكد القصير أهمية تعزيز التعاون بين جامعة الدول العربية والأممالمتحدة من أجل أهداف مشتركة عبر استراتيجيات واعدة ذات مقارابات شاملة لحفظ السلم والأمن في مختلف مناطق العالم ، معربا عن أمله في أن يثمر هذا التعاون في إخراج العالم من مخاطر الفوضى والإرهاب الجسيمة والحفاظ على استقرار الدول وأمنها وسيادة وسلامة أراضيها وحق شعوبها في النمو والحياة المستقرة وكذلك المساهمة في خلق عالم أفضل يسوده الأمن والسلام والاستقرار. ومن جانبها، أشارت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية السفيرة هيفاء أبوغزالة إلى أن الجامعة قامت بإنشاء غرفة الأزمات من خلال مشروع الإنذار المبكر وإدارة الأزمات والذي تم إنشاؤها بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي حيث استطاع المشروع منذ بدايته، تعزيز القدرات المؤسسية للعاملين في الأمانة العامة للجامعة إضافة إلى الدبلوماسيين من مندوبيات الدول الأعضاء بالجامعة. وقالت السفيرة أبوغزالة، إن المشروع اهتم بملفات عديدة من ضمنها العمل مع منظمات الأممالمتحدة المعنية بآليات الشئون الإنسانية وملف التفاوض كما قامت جامعة الدول العربية بإعداد الاستراتيجية الاقليمية للمرأة والأمن والسلام، مشيرة إلى أن إدارة الأزمات تقوم حاليا بالعمل على الإعداد للمرحلة الثانية من المشروع إضافة إلى إصدار نشرة يومية إخبارية ونشرات تحليلية يومية وأسبوعية.