· الحمد : المهرجان سيمفونية حب متجددة بين الأشقاء · .. وتظاهرة ثقافية وإعلامية يتعانق خلالها الفن والشعر الكويتي مع السيناوي في إطار العلاقات التاريخية بين مصر والكويت وما تتميز به من تواصل مستمر في جميع المجالات، وحرص البلدين علي رسوخ هذه العلاقة وتوطيدها وبناء لجسور التعاون بينهما في شتي المجالات حرصت دولة الكويت علي إقامة مهرجان كويتي علي أرض العريش ليكون إحدي لبنات التواصل بين البلدين تحت شعار " مصر والكويت - لقاء الأشقاء ، وكان لسفير دولة الكويت بالقاهرة الدكتور رشيد الحمد دور بارز في بناء لبنة جديدة راسخة في علاقات ممتدة ومتواصلة بين البلدين حيث أكد الحمد أن المهرجان ما هو إلا سيمفونية حب متجددة بين الأشقاء، وتظاهرة ثقافية وإعلامية يتعانق خلالها الفن والشعر الكويتي، مع الفن والشعر السيناوي، وأضاف: نحن من خلال هذا المهرجان نريد أن نقدم للأجيال الحالية والقادمة صورة صادقة ومشرقة لهذا الانصهار الروحي بين الشعبين المصري والكويتي، مؤكدين علي عمق الصلات والعلاقات التاريخية الضاربة بجذورها في أعماق التربة العربية الأصيلة، وقال الحمد: العلاقات المصرية الكويتية تتسم دوماً بخصائص متفردة تؤكد عمق الترابط الشعبي والرسمي بين البلدين، ولعل ما تشهده معدلات الاستثمارات الكويتية المتنامية في مصر في كل المجالات الاقتصادية والتنموية، وغيرها لخير شاهد علي ذلك . وقد تضمن المهرجان الذي انطلق في الفترة من 24 الي 28 مايو الماضي العديد من الفعاليات كان من أبرزها الأمسية الشعرية التي امتزجت فيها الثقافة الشعبية للكويت ومصر وتوحدت ملامحها في نسيج فريد من نوعه من خلال أبيات الشعراء إبراهيم الخالدي ورجا القحطاني من الكويت، وعطية أبو مرزوقة وسليمان العايط من مصر، وعكست الأمسية توحد ثقافة أبناء الكويت وسيناء الصحراوية، حيث تتلاقي ثقافتا البلدين في التراث والعادات والتقاليد المتوراثة . والقي الشاعر إبراهيم الخالدي عدة قصائد منها قصيدة " حزنك الصادق" تحدث فيها عن مشاعر سمو أمير البلاد الحزينة لما حدث بين مجلس الأمة والحكومة وذلك في الأزمة التي انتهت باستقالة الحكومة وحل مجلس الأمة ، تلاها بقصيدة بين فيها الدور الذي قام به سمو الأمير في الصلح بين القوي العربية المتخاصمة إبان القمة الاقتصادية التي استضافتها الكويت في يناير الماضي مختتمها بقوله : الصباح سيد الدبلوماسية الحكيم " . وأكد الخالدي أن هذا المهرجان يجمع بين الطرفين الشرقي والغربي لأهم منبع من منابع التراث والفلكولور العربي وهذا التلاقي يشكل حالة من التواصل الثقافي والتفاعل بين المبدعين والمثقفين في كل من الكويت ومصر ويعكس مدي عمق العلاقات بين البلدين . وتألق الشاعر المصري عطية أبومرزوقة الذي مثل مصر في برنامج شاعر المليون بإمارة أبوظبي خلال دورته السابقة بقصيدته " بين المطارين " ، واستعرض من خلال قصيدة " صبر الإبل " جوانب خفية من تقاليد بدو سيناء في الاهتمام بالإبل إلي يومنا هذا، وقال: إن هذا المهرجان شيء جميل، وأتمني تكراره في كل الدول العربية خاصة أن الشعر الكويتي يتميز بالسبق في مجال الشعر النبطي لأنهم يدرسونه، ولكن الشعر النبطي في سيناء يتم بالسليقة. وقدم الخالدي قصيدة جديدة من نوعها عكست حال الناس من خلال معاني المثل الشعبي الكويتي الدارج " بين حانه ومانه ضاعت الحانه " ، ثم حلق بقصيدة عكست حال كل الأمه العربية بعنوان " فرد حمزة " معتبراً حمزة هو البطل الذي يريد من خلال فردة " سلاحه " إعادة كل مسلوب متمنيا في ختام قصيدته استنساخ عشرة آخرين من هذا البطل " حمزة".بينما كشف الشاعر المصري أبومرزوقة في قصيدة " الوسم " جانبا من تقاليد مازال البدو في سيناء يحافظون عليها علي مدي فصول العام ومايتخللها من حل وترحال إلي أن ياتي " الوسم " وهو مستهل سقوط الأمطار الذي ينتظره البدو بفارغ الصبر ليحيي أرضهم ويعيد الحياه لديارهم . واختتم الخالدي بأبيات أكثر تفاعلا أخذت طابع شعر الموال التي من خلالها بعث برسالته نيابة عن كل عربي إلي أهل فلسطين أن لاتتقطع أوصالهم مابين فتح وحماسا وأن يعودوا لوحدتهم لمواجهة عدوهم واختتم مشاركته بقصيدتي "عائد بعد سفر" و ذودعاء" . كما شهدت ندوة الاستثمار التي أقيمت علي هامش المهرجان دعوة محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة التي وجهها الي المستثمرين الكويتيين لمشاركة أشقائهم المصريين تعمير سيناء مؤكدا أن أرض الفيروز تمتلئ بالكثير من الخيرات وبها كافة أنواع الفرص الاستثمارية المتنوعة. وأوضح المحافظ أن أواصر الترابط بين المصريين والكويتيين أكثر من أن تحصر، مستشهدا بترعة الشيخ جابر بسيناء التي أنشئت بتمويل كويتي وتساهم مع ترعة السلام في زراعة جزء من أرض سيناء وتعتبر أول رافد للنيل في أرض الفيروز. وقال إن من بين المشروعات الاستثمارية المطروحة إمام رجال الإعمال لإقامتها بسيناء إنشاء ميناء بري لحفظ المنتجات الغذائية والزراعية تتيح إمكانية تجميعها وتخزينها وإعادة تصديرها إلي دول الخليج العربي في وقت قياسي إذ أن المنطقة يوجد بها أجود أنواع الخضار والفواكه. وقدمت محافظة شمال سيناء لضيوفها المسئولين الكويتيين المشاركين في المهرجان فرص الاستثمار السياحي والصناعي والتعديني والزراعي في المحافظة من خلال عرض قدمه مدير مركز معلومات المحافظة ، المهندس عز الدين شاكر والذي أشار إلي مقومات الاستثمار والتنمية في المحافظة وكذلك التسهيلات المتمثلة في توفير الأراضي بمقابل بسيط لإتاحة الفرصة إمام المستثمرين لاستغلال كافة الثروات المعدنية التي مازالت كنوزا لم يكتشف منها غير القليل . واختتمت فعاليات المهرجان بندوة ثقافية عن أهم ملامح التراث الشعبي في البلدين وألقي كبير اختصاصي الإعلام الخارجي محمد الهاجري كلمته عن التراث الشعبي الكويتي قائلا: إن تراثنا الشعبي الكويتي هو تراث العالم العربي كله وهو مجموعة من العادات والتقاليد التي توارثناها من أجدادنا . وقال الهاجري: إن الصحراء قامت بدور كبير في التأثير علي طبيعتنا حيث إننا لا نعلم إذا كنا نذهب الي الصحراء لأننا نحبها أم لأنها جزء من طبيعتنا ، مشيرا إلي أن الكثير من الآثار في صحرائنا تظهر الكثير من بقايا الحضارات التي نشأت في بلادنا وولدت وترعرعت فيها من أقدم العصور والأزمنة، وطالب الهاجري بضرورة توثيق ذلك التراث من كافة جوانبه بشكل علمي وموضوعي، لنتمكن من فهم حاضرنا وتطوير هذ الموروث الذي نتركه للأجيال القادمة، ويجب أن يكون تمسكنا بتراثنا ليس من باب الفراغ الثقافي الحديث وعدم القدرة علي التنافس مع الغرب في تحقيق إنجازات حضارية حقيقية، بل بدافع الحب والفهم لتلك الثقافة الموروثة . واختتم حديثه بقوله: إن تراثنا الثقافي التاريخي الذي تكون في إطار الدين الاسلامي الحنيف يجب أن يكون المنصة التي ننطلق منها إلي المستقبل وليس المنزلق الذي يعيدنا إلي الوراء . ثم بدأ رئيس متحف التراث السيناوي كمال الحلو بإلقاء كلمته التي قال فيها: إن تراث سيناء غني بما لا يتوفر في باقي محافظات مصر من جبال وهضاب وتلال والكثير من المعالم التاريخية والجغرافية التي توظف كل ما حولها من عوامل للتأثير في تحقيق التراث الثقافي علي شعب سيناء . وأشار الحلو الي أن التراث السيناوي ينقسم إلي قسمين " ثقافي، ومادي " فالشق الثقافي به بعض العادات والتقاليد المختلفة مثل الزواج والختان وغيرهما من أنواع التقاليد المنتشرة في سيناء، أما الشق المادي فهو تراث مادي ملموس ابتكره السيناوي وفقا لاحتياجاته ورغباته من البيئة المحيطة به ، موضحا أن التراث الثقافي السيناوي والكويتي يتشابهان لحد كبير وذلك لأن بعض القبائل العربية المسلمة قد استقرت في سيناء منذ وقت بعيد . وفي نهاية المهرجان قام السفير الدكتور رشيد الحمد ومحافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة بسحب قرعة المسابقة الثقافية التي أعدها وفد المهرجان والتي تشمل بعض الأسئلة الثقافية عن دولة الكويت وأهم معالمها وقام بتسليم الجوائز للفائزين . شارك في الندوة نائب رئيس تحرير الأهرام عبده مباشر، ورئيس تحرير الأهرام العربي الدكتورعبدالعاطي محمد ، ومستشار صحيفة الوفد الكاتب الصحفي عباس الطرابيلي، ولفيف من قيادات الإعلام، ورجال الثقافة والفن، وحشد من الجماهير المحبة للكويت.