أكد وزير الشئون الاجتماعية اللبنانى رشيد درباس أنه ليس واردا أن تقوم بلاده ترحيل أى نازح سورى ، إلا إذا كان ذلك من ضمن برنامج واضح من الحكومة السورية فسيكون لبنان فى هذه الهالة على استعداد لاستئجار الحافلات وإقامة المحطات لتأمين رجوع النازحين السوريين". وقال درباس فى محاضرة بعنوان "النازحون السوريون فى لبنان" "لبنان لم يعد مستعدا لاستقبال أى لاجىء، مشيرا إلى أن "خسارة الاقتصاد اللبنانى جراء النزوح السورى تتراوح بين 15 و 20 مليار دولار". وتابع "إذا أجرينا مقارنة مع الدول الأخرى فالأعداد متقاربة، ولكن اللجوء إلى لبنان هو الأكبر عبر التاريخ". ورأى أنه "من الظلم توجيه تهمة العنصرية إلى اللبنانيين، لأن هناك سوريين يعملون من دون رخص مما أدى إلى زيادة نسبة البطالة فى لبنان حتى وصلت إلى 16 فى المائة". وأشار إلى أن النزوح استهلك البنى التحتية اللبنانية، كما أن هناك ارباكا تقع فيه القوى الأمنية التى تخوض معارك مع عصابات". وقال "إن العصابات المسلحة تتحصن فى جرود لبنان وتقتل وتخطف الجنود اللبنانيين وتبعث القلق والرعب فى نفوس اللبنانيين. وأضاف "من المحزن أن نرى الأرض العربية تتغير ديموجرافيتها، فالمجتمع العربى الذى فشل فشلا ذريعا فى وضع حد لهذه المأساة فى سوريا يمكنه أن يبقى السكان العرب فى أراضيهم. وقال إن هناك انخفاضا فى منسوب العروبة فى العالم العربى، ويجب إبقاء الأخوة السوريين والعراقيين وأى عربى نازح فى الأرض العربية". وتطرق إلى المؤتمر الذى عقد فى جنيف مؤخرا وبحث فى توطين السوريين فى بلاد أخرى، فقال "كأننا كنا فى مزاد وكل دولة كانت تتوزع الأعداد التى استقرت على 135 ألف نازح سورى، ونخشى أن يكون هذا التوطين هدفه إفراغ المجتمع السورى من النخب، فكلفة توطين سورى واحد فى البلاد المستضيفة توازى كلفة معيشة أربعة أشخاص فى بلدهم". ولفت إلى أن هناك "أماكن آمنة فى سوريا"، متهما "المجتمع الدولى بالسكوت والمساهمة فى استمرار الحرب". وأشار إلى أنه سيتم عقد مؤتمر للدول المانحة فى الكويت فى 31 مارس المقبل، يشارك فيه لبنان، للبحث فى موضوع مساعدات النازحين".