جاء صدمة قواعد الإخوان في قياداتهم، عقب البيان الأخير الذي صدر من الجماعة، تعترف فيه بإسرائيل للمرة الأولى في تاريخها، ليكشف عن الكثير من التحولات الإخوانية، التي تمت خلال الفترة الأخيرة من أجل إرضاء الغرب، وبالتحديد بريطانيا. هجوم كبير خرج من قيادات وقواعد الإخوان، ضد التنظيم الذي أصدر خلال الأيام الماضية رسالة قال إنه يوجهها للقمة العربية التي عقدت في الأردن خلال الأيام الماضية، ذكرت فيه بالتحديد كلمة «دولة إسرائيل» حيث قالت نصًا: «أنتم على مرمى حجر من بيت المقدس؛ حيث المسجد الأقصى وكنيسة القيامة الأثريين، واللذان انتهى بهما التاريخ – رغم كل ما خرج من بيانات وقرارات عن القمم السابقة منذ تأسيس الجامعة العربية فى عام 1945 وقبل قيام دولة إسرائيل بثلاث سنوات». هناك أسباب خفية دفعت التنظيم ليعترف للمرة الأولى بإسرائيل، خاصة أن هذه الرسالة صدرت من مكتب الإخوان بلندن، وبالتحديد إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي للإخوان، ومدير مكتبها ببريطانيا. مصادر مقربة من جماعة الإخوان، قالت إن التنظيم أصر على وضع كلمة «دولة إسرائيل»، خلال الرسالة، من أجل عيون بريطانيا، خاصة أن التنظيم يسعى لإرضاء الحكومة البريطانيا، عقب الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها لندن، وبعدها مباشرة خشيت الإخوان أن تنقلب الحكومة البريطانية عليها، لذلك أصرت الجماعة ألا يتضمن بياناتها ورسائلها على أي هجوم على إسرائيل. وأضافت المصادر، أن إخوان لندن، أصدروا هذا البيان دون إبلاغ القيادات بتركيا أو مصر، وتم نشره على الموقع الرسمي للتنظيم، حيث تواصلت قيادات الإخوان بلندن مع بعض السياسين البريطانيين، حول ما إذا كانت الرسالة تتضمن هجوم على الدول العربية، إلا أن تحذيرات جاءت لهم بضرورة ألا يتضمن أي هجوم، وبالتحديد ضد دولة إسرائيل، مما دفع التنظيم لأن يتجنب الهجوم على إسرائيل، ويذكر دولة إسرائيل. وخرج بعدها إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي للإخوان، ليبرر اعتراف الإخوان بإسرائيل، حيث قال في احد مداخلاته مع أحد قنوات الإخوان بتركيا :«حاولنا في هذه الفقرة أن نقرب الشعوب إلى القادة، وأن نقرب القادة إلى الشعوب»، مشيرًا إلى أن معظم الدول العربية الآن في حوارات معلنة أو سرية مع إسرائيل. المصادر أكدت، أن التنظيم فتح تحقيقًا موسعًا في أزمة بيان الإخوان الذي اعترف بدولة إسرائيل، وسط مطالبات من قيادات الجماعة بتحويل قيادات مكتب إخوان بريطانيا للتحقيق، والإطاحة بهم من الجماعة. وقال طارق البشبيشي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن اعتراف الإخوان بدولة إسرائيل فى بيانها الذي وجهته في وقت سابق للقمة، جاء نفاقًا للدول الغربية و خاصة بريطانيا، وحتى يتسق مع كبيرهم في أنقرة «أردوغان»، الذي يعترف باسرائيل، و له مصالح و علاقات متميزة مع إسرائيل. وأضاف القيادي السابق بالإخوان، أنهم – أي الإخوان - باعترافهم هذا لا يريدون إحراج «أردوغان»، أو المزايدة عليه و أيضًا كرسالة ضمنية للدول الغربية أنهم «برامجاتيين»، و ليست لديهم مشكلة مع إسرائيل، و لكن مشكلتهم مع الحكام العرب الذين عزلوهم و لا يعترفون بهم. وأوضح البشبيشى، أن هذا الاعتراف أحدث دوياً كبيرا داخل التنظيم وزاد من الخلافات الداخلية و زاد الملاسنات الاعلامية بين الأجنحة المتصارعة داخل التنظيم، موضحا أن هناك صدمة كبيرة لكثير من شبابهم بعد صدور البيان الموجه للقمة العربية.