أثار حريق نادي العرش «الجزيرة»، استياء سكان الحي الهادي «المهندسين»، وأغضب الشارع لحرصهم على النادي، ما أثار السؤال الذي تفرضه واقعة حزينة كهذه، وهو: ماذا تعرف عن نادي الجزيرة؟ فنادي العرش الذي تقلده سلة ممن تقلدو العرش الخديوي واعضاء الأسرة العلوية بنفس طريقة تقلدهم حكم ومناصب مصر، ليكون أول نادي بهذا الحجم وهذا العمق التاريخي ليرتفع باسم «فاروق» الملك وقبلها فاروق أمير الصعيد، وفيه النبلاء العلويين، حيث تحول النادي من نادي خديوي إلى نادي ملكي، ثم إلى نادي ناصري ورثه عبد الناصر مع ميراثه السلطة السياسية ليتحول إلى نادي قومي اتساقا مع السلطة، وحل مجلس قيادة الثورة محل أسرة محمد على، أسرة بديلا عن أسرة. نادي الجزيرة الرياضي هو أحد أهم النوادي الموجودة بالقاهرة، تم تأسيسه عام 1882 ويوجد بمنطقة الجزيرة شمال منطقة الزمالك. وهو نادي رياضي وثقافي واجتماعي، وله دور اجتماعي بناء في المجتمع ويحتوي على طبقة راقية من المجتمع المصري. أسس بموجب منح الحكومة في 4 نوفمبر 1886 حق التراخيص لنادى الخديو الرياضي للانتفاع بمساحته التي بلغت وقتها 146 فداناو22 قيراطا و12 سهما، وفي عام 1914 تغير اسم نادي الخديو الرياضي إلى نادي الجزيرة الرياضي ثم نادى «أمير الصعيد» نسبة إلى الملك فاروق ولكن هذا الاسم لم يدم إلا لمدة سنة واحدة واستقر الاسم على «نادى الجزيرة» ضم مجلس إدارته العديد من مشاهير المجتمع المصرى والأوروبى منهم اللورد «كرومر» قنصل بريطانيا فى مصر فى الفترة ما بين «1883 إلى 1907» بخلاف العديد من الأمراء والنبلاء.
وفي عام 1956 وافق الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر» على المذكرة المقدمة من «محمد حسن جميعي» رئيس اللجنة المؤقتة لإدارة النادى في هذا الوقت بشأن احتفاظ النادي بمساحة إضافية ليتسني استقبال عدد أكبر من الأعضاء الجدد على أسس قومية سليمة، وتم تسليم مساحة من أرض النادى للمجلس الأعلى لرعاية الشباب فى 20 فبراير 1957 لتنخفض مساحة النادى وتصبح 52 فدانا و17 قيراطا و11 سهما. رواد النادي دائنا من المشاهير فى مختلف المجالات، سياسيا أمثال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، الراحل عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق، أحمد ماهر وزير الخارجية الأسبق، عصمت عبد المجيد أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، السفير علي ماهر، حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، والدكتور أحمد درويش رئيس هيئة تمنية قناة السويس، وغيرهم من وزراء مصر على مدار سنوات عديدة منذ إنشائه وحتى الآن. ومن مشاهير الأدب والإعلام، الذين حرصوا على التواجد في النادي العريق، الراحل محمد حسنين هيكل، الراحل أنيس منصور، الإعلامى طارق حبيب، سمير صبرى، شافكى المنيرى، عبد اللطيف المناوي، درية شرف الدين وغيرهم، ومن الوسط الفنى الراحلة فاتن حمامة والراحل عمر الشريف وعزت العلايلي والمخرج الراحل يوسف شاهين ونادية مصطفى والموسيقار عمر خيرت. ويرتاده رجال الأعمال والاقتصاد، على رأسهم المهندس نجيب ساويرس، بجانب أشهر نجوم الرياضة فى العالم خاصة فى رياضتى الفروسية والتنس التى اشتهر بها النادى على مدار تاريخه ومن أشهرهم لاعب التنس العالمى «بورج» الذى اعتاد على المشاركة فى بطولة مصر الدولية للتنس التى كانت تقام بصفة سنوية على ملاعب التنس الخاصة بالنادى والتى شهدت حضور العديد من نجوم ومشاهير العالم ووصلت فى وقت من الأوقات فى شهرتها بطولة «ويمبلدون» بانجلترا ويصل إجمالى عدد أعضاء نادى الجزيرة إلى 70 ألف عضو. ومن أهم الشخصيات السياسية الدولية التى زارت النادى الرئيس باراك أوباما فى زيارته الأولى لمصر حيث استقل الطائرة الهليوكوبتر من ملعب البولو فى نادى الجزيرة للذهاب إلى مقر جامعة القاهرة لإلقاء خطابه الشهير للعالم الإسلامي، بالإضافة إلى الأمير «وليم» ولي عهد بريطانيا الذي حضر خصيصا للنادي للعب مباراة كريكيت «اللعبة الإنجليزية الشهيرة» بالإضافة إلى «الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم» حاكم دبي وبعض الأمراء والملوك العرب الذين يحرصون على الحضور لسباقات الخيل التى يقيمها النادى سنويا. يتردد يوميا ما بين من 6 إلى 7 آلاف عضو لممارسة هوايتهم سواء الجولف، الكروكيه، التنس، الخيل، السباحة، كرة السلة، كل حسب لعبته المفضلة أو على أقل تقدير المشى بصفة منتظمة. وفى عهد ثورة يوليو انضم للعضوية مجلس قيادة الثورة حتى أن الرئيس جمال عبدالناصر أطلق عليه وقتها نادي أولاد الذوات وبعد عصر الانفتاح سارع عدد كبير للانضمام للعضوية لاختلافه عن أندية شهيرة مثل الأهلي والزمالك المعتمدان فى المقام الأول على أنشطة كرة القدم، أما نادي الجزيرة فإن الأمر مختلف لأنشطته المتنوعة مع امتيازه بالهدوء وسحر المكان والطبيعة الخلابة التي تجذب الجميع منذ الدخول.