يحتفل العالم كل عام باليوم العالمي للتوحد في الثاني من شهر ابريل و بهذه المناسبة يقيم المركز السويدي لذوي الإحتياجات الخاصة احتفالاً خاصاً تحت شعار (دعم المجتمع لذوي التوحد) و من هذا المنطلق نتحدث عن كيفية دمج الطفل ذو التوحد في مجتمعاتنا الشرقية و خاصة المجتمع المصري فالتوحد هو عبارة عن إضطراب في النمو العصبي للطفل و لكن تختلف الأعراض من طفل إلى أخر و تظهر هذه الأعراض عادة قبل بلوغه عمر الثلاث سنوات و قد أوضحت الدكتورة علياء النجار مدير المركز السويدي التخصصي لذوي الاحتياجات الخاصة أن الطفل ذو التوحد يتمتع بمواهب خاصة و ذاكرة قوية و أيضاً قدرات خاصة في التعامل مع الأرقام و المعاملات الحسابية المعقدة و هي المواهب التي يجب إستغلالها بدلا من إعتباره طفل متأخر عن غيره و ضرورة تغير نظرة المجتمع له حيث أنه طفل مختلف و من المعروف أن من مؤشرات نجاح إستراتيجية التنمية في أي دولة هو حجم الإهتمام الذي توليه لذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع فمثلا نجد الغرب يتعاملون بصورة طبيعية مع الطفل ذو التوحد و له كافة الحقوق مثل باقي الأطفال و يتم الترحيب به في كافة الأماكن أو المجالات مما يعطي حالة من السعادة و الشعور بالمساواه و الثقة بالنفس للطفل و أيضاً يساعد على تخليص الأهل من الشعور بالإحباط أو الإحراج من حالة الطفل و من ثم تعديل نظرة و إتجاهات أفراد المجتمع و خاصة العاملين في المدارس من مديرين مدارس و مدرسين و طلبة و أولياء أمور و التخلص من المفاهيم الخاطئة لدى المجتمع بمختلف فئاته و منالتصرفات الخاطئة عدم السماح للأطفال ذوي التوحد الألتحاق ببعض المدارس نظراً لرفض أولياء الأمور خوفاً على أطفالهم و أيضاً المدرسة , و أيضاً عدم تقبل الأهل لحالة الطفل وإخفاءه عن الجميع و عدم السماح له بالخروج أو حضور تجمعات العائلات,وأيضاً عدم قبولهم في الكثير من الوظائف لذا يجب أن يحدث تغير في جميع المفاهيم الخاطئة عن التوحد و الحث على أهمية دمج الطفل ذو التوحد في مجتمعاتنا الشرقية و خاصة المجتمع المصري أن تطوير العلاقات و الصداقات بين الأطفال عن طريق التركيز على تطوير المهارات الإجتماعية الفردية هي التي غالباً ما يفتقرها الأطفال ذوي الإضطرابات المختلفة, فإن شعور هؤلاء الأطفال بأنهم غير مرغوبين من قبل أقرانهم قد يؤدي إلى سلوكيات عدوانية أو عدم نجاح المبادرة بإقامة علاقات و تفاعلات إجتماعية و لذلك يجب علينا التركيز على تعليم الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة مهارات إجتماعية مثل التواصل السليم بالنظر و المحاكاه و مهارات الجلوس و المبادرة بالتفاعلات و الإستجابات لمبادرات من الأقران و إبداء المجاملات و تقبلها و إتخاذ الأدوار و المشاطرة و مهارات اللغة و المحادثة الإجتماعية و تقول الدكتورة علياء النجار أن فكرة الدمج تعتبر من أهم الوسائل التي أثبتت نجاحها في العلاج ,و لكن لينجح دمج الأطفال ذوي التوحد يجب أن يكون هناك تخطيط مسبق و واعي ليهيئ الفرص المناسبة للتفاعل بين الشخص ذو التوحد و أفراد المجتمع و تضيف د علياء النجار أيضاً ان الإعداد المنظم للدمج يكون فعالا وضروريا لتعزيز المواقف والفهم الايجابى من جانب الاطفال العاديين تجاه اقرانهم من ذوى الاحتياجات الخاصة وقد اشادت بضرورة اعداد دراسات لمعاونة معلم الفصل لعمل خطة فعالة للاستفادة من هذه الفئة من خلال وضع برامج منوعة ومختلفة تسهم فى تحسين تحصيلهم الدراسى والارتقاء بمهارتهم من خلال الدعم المستمر لهم