سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«اتجوزت من غير مأذون».. منال تحتفل بعيد زواجها ال 18 بحفل زفاف.. أبناؤها يحضرون الفرح.. والعروس: قررت أن ابدأ مع زوجي من جديد والسعادة قرار (فيديو وصور)
«إلى الأصدقاء الحقيقيين والأحباء المخلصين.. إلى أولادي.. أدعوكم جميعًا لحفل زفافي يوم 2 مارس على الصديق الحقيقي والحبيب الذي منحني عمرًا وتميزًا غير زائف بوجوده في حياتي.. وسأقدم له في هذا اليوم أجمل هدية انتظرها مني طوال 18 عامًا.. سأقدم له اعتذار لا ينتهي على أخطاء قد أكون ارتكبتها بقصد أو دون قصد.. سأقدم له قلبي الذي طالما كان ينبض بحبه خفية دون أن أعلم.. سأقدم له كل العزة والكرامة التي أثرني بها بكل الحب.. وعلى الفيس بوك أعلنها للقاصي والداني.. أحبك رغم أخطائي.. أعشقك رغم كبريائي.. بدونك لن أكون رغم كل جبروتي.. فهل تقبلني بعد 18 عامًا حبيبة وزوجة لك وطفلة تلهو لتسعد بإبتسامتك». بهذه الرسالة البسيطة التي تحمل كثير من المعاني والمفردات كانت البداية لحدث لم يستطع بعض الناس استيعابه بينما تفاعل معه الكثيرون وباركوه وشاركوا فيه، بعد 18 عامًا من الحياة الزوجية بكل تفاصيلها من ضغوط نفسية وعصبية ومالية، تمكنت من تحويل الحياة إلى دائرة مفرغة كل الأطراف تدور فيها بلا نقطة ارتكاز، ومشكلات تتفاقم حتى تقف عند قرار الانفصال الذي طالما كان يفشل لأسباب متنوعة، أهمها تمسك الطرف الثاني بك والرغبة في استمرار الحياة لوجود أطفال. لم يكن مرور 18 عامًا مجرد سنوات تمر وإنما كان بهدف بناء أسرة متماسكة طموحة، طرفاها اثنان صحفيان مثقفان يمتلكان بعض القيم والعادات المختلفة القائمة على الحرية التي يحكمها العقل وعدم عمل حساب لكلام الناس؛ لأن الكلام لا يتوقف فحين تصبح حزينًا تبتعد بآلامك ومشكلاتك وتنطوي على نفسك باحثًا عن حل يخرجك من حزنك ويرى منك الناس الوجه البشوش الطموح وأنت ترى أبناءك ثمرة لزواج غير تقليدي وكنت ناجح في أن تصنع منهم حلمًا حقيقيًا ليتمتعوا ببعض ثقافتك ووعيك وطموحك ونجاحك في أن تصنع منهم أطفال قادرون على اتخاذ القرار بحكمة ووعي رغم صغر سنهم، قادرون على إدارة حوارات مختلفة في موضوعات تفوق سنهم، ووقتها كنت تقول لنفسك هذا هو الحلم الحقيقي يتحقق أمام عينيك. لكن الضغوط النفسية والمالية تمكنت من أن تحول حياتك لروتين يومي جاف، بدأت معه المشاعر تنزوي في أحد الأركان المظلمة، ووقتها تسأل نفسك «طب والحل؟» هل تسير دفة الحياة بهذا الشكل هل تستقيم العلاقات الإنسانية بين أفراد الأسرة بهذا الجفاء؟ هل سينجح الطرفان في جعل حياتهم أكثر استقرارًا؟ هل سيكونان قادران على منح السعادة لأبنائهم اللذين قررا أن يستمرا سويًا من أجل أبنائهم لكن كيف تمنح السعادة وأنت تشعر بالحزن ؟ كيف تمنح أبناءك القدرة على مواصلة حياتهم بشكل طبيعي وأنت تفتقد إحساسك بالحياة وتركت نفسك صيدًا سهلا للإحباط والفشل. وهنا نقطة البداية، إما أن تتخذ قرار بالاستمرار أو تضرب «كرسي في الكلوب»، ووقتها قد تندم عليه باقي حياتك، كثير من الأزواج والزوجات يتركون أنفسهم ليتمكن منهم الإحساس بالفشل، نعم، والفشل هنا ليس في الانفصال وإنما الفشل في الاستمرار بشكل طبيعي يملؤه الحب والسعادة الحقيقية التي تمنح الطاقة لكل أفراد الأسرة، وهنا الرغبة في الاستمرار الحقيقي غير المزيف من أجل نفسك، ومن أجل شريك حياتك، ومن أجل أطفالك، وفي هذه اللحظة لابد من المواجهة والمصارحة وتعظيم الإيجابيات وليس تصدير المشكلات إن أردت الحل صارح.. صارح نفسك أولا بأخطائك، وصارح الآخر بأخطائه، وقرر أن تكون على قدر مسؤوليتك عن أسرتك، وأعد على نفسك طرح السؤال.. ماذا لو عاد بي الزمن هل سأختار هذا الشخص شريكا لي أم لا؟، وما هي أسبابك الحقيقية للاستمرار، وكيف تكسر روتين حياتك بحدث جلل ؟ باختصار شديد.. أنا صارحت وقررت واخترت، صارحت بأخطائي وعيوبي، وقررت أن أبدأ من جديد، واخترت زوجي زوجًا جديدًا وأدركت أنني بدونه لا تكتمل حياتي، وكان الحدث الجلل هو زواجي به من جديد لكن دون مأذون، وعرفت أن الرغبة في التغيير والسعادة لابد أن تكون رغبة حقيقة للاستمرار في الحياة مع من أحب، ليس عيبًا أو حرامًا أن تعلن للجميع سعادتك وتجدد عهدك مع شريك حياتك.. أنا فعلت. وشاركت دعوة عامة على الفيس بوك أدعو فيها أصدقائي وأحبائي لحفل زفافي، تزامنًا مع عيد زواجي ال 18، بكافة مراسم الزواج والطقوس المرتبطة به، زفة وكوشة وعريس وعروسة وكوافير واستديو وتورته ودي جي وأجمل وردتين في حياتي بجواري ابني وبنتي. الجميع تعامل وكأنها تعبير مجازي، والبعض الآخر اتهمني بالجنون، لكن لم يقم أي طرف من الأطراف بقول السبب في استهجان التصرف، وتساءلت هل عيبًا أن احتفل بعيد زواجي بطريقة تمنحني السعادة والرغبة الحقيقة في بدء حياة جديدة وكأني ابدأ من جديد، هل عيبًا أن أعلنها صراحة أني أحب هذا الرجل وامنحه حياتي من جديد، ربما 18 عامًا آخر، هل حرام أن افرح وأشارك أصدقائي وجيراني فرحتي، لماذا دائما نخاف من الفرح؟ لماذا دائما نهتم برد فعل الناس على تصرفاتنا؟ الفرح عدوى والسعادة أيضا عدوى، السعادة تقتنص، من فم التفاصيل اليومية والروتين، والضغط العصبي والنفسي. وسط كل ردود الأفعال، لم يكن يشغل بالي من قريب أو بعيد رد فعل أحد سوى أفراد أسرتي الصغيرة زوجي وأبنائي، الفكرة أعجبتهم، وخاصة أنها بالفعل كانت رغبة حقيقية في الاستمرار وإغلاق صفحة 18 عامًا لفتح صفحة ل 18 عامًا آخر، زوجي وحبيبي على قدر وعية وثقافته أعجب جدا بالفكرة، ووجد أنها فعلا قد تكون بداية جديدة، رغم بعض الشعور بالتردد في دخولها حيز التنفيذ، ليس خوفًا من رد فعل الناس ولكن لحجم التكلفة المالية للاحتفال، لكن كانت الإجابة واضحة كل عام نحتفل بعيد زواجنا بين أصدقائنا في منزلنا ونعد العزومة ونرتدي ملابس جديدة، لكن هذا الطقس أصبح هو الآخر تقليدي علينا كسره، وبدأ زوجي يخطط معي ويشاركني التفاصيل متسائلا ماهو تصورك عن اليوم ؟ أما أولادي، فابني الصغير فرح جدا وبدأ يعزم أصحابه في المدرسة على فرح بابا وماما، وابنتي شعرت بالفرحة الشديدة بعد قرائتها للبوست على الفيس بوك متخيلة أنها ستكون حفلة بعيد الزواج بالشكل المعتاد، لكن كانت المفاجأة حين عرفت أن والدتها ستعد فرح بالفعل، فتملكها القلق من رد فعل أصحابها وتعليقاتهم فهي ما زالت صغيرة على أن تعرف أن الإحساس بالسعادة يمكن أن يقويها للمواجهة أو الرد على أي سخافة مضمونها «مينفعش»، طب لية ما ينفعش؟ أصل محدش عمل كده قبل كده، فعلا محدش عمل كده قبل كده.. فقبل اختراع الكهرباء كان العصر الحجري وقبل اختراع الطويل والماكس كان الميكروجيب، وقبل .... كان .... ابدأ من نفسك طالما لن ترتكب العيب أو الحرام.. افرح بطريقتك، ليصبح أولادي أول أولاد مصريين يحضروا زفاف والدهم ووالدتهم. ويوم الزفاف كان نفس التوتر والتخبط في الترتيبات، والعريس اتأخر، والدي جي، والكهرباء والكوشة كل الناس راحت مكان الفرح متوقعة إن الفكرة لن تتم، وجاء العريس ليصطحب عروسة من الكوافير بعد أن ذهب هو وابنه للكوافير الرجالي ليصفف شعره ويرتدي بدلة الفرح الذي أقام بروفة عليها قبل الفرح بيوم، والبنت الصغيرة التي ترددت اختارت فستانها بنفسها ورافقت أمها للكوافير. وفي الكوافير تمكن الماكيير ببعض روتوش المكياج أن يداوي تفاصيل السنين التي مرت في وجه العروس، وأبدع في عمل مكياج لها أعادها لسن 22 عامًا بكل ما يحمله هذا السن من تفاصيل وشبق للحياة، العروس عمرها 47 عامًا ترتدي فستان زفاف بحثت عنه بعناية ليكون شبيه بفستان زفافها من 18 عامًا، وبالطبع ليناسب جسدها الذي تشكل من جديد بفعل الحمل والولادة، ولم تمنعها رغبتها في استكمال حياتها أن ترتديه وتشتري له حذاء يناسبه وإكسسواراته لتخرج بعد ساعتين عروس بحق ليأتي لها عريسها ومعه وردتين بنتهم وابنهم ليخرجوا من الكوافير أربعة عريس وعروسته وأبناؤهما وسط زغاريد أصدقاء العروس وكلاكسات أصدقاء العريس والزفة بالعربيات ولم ينسوا سيارة العروسان أن يتم تزيينها بالورود والدانتل ويقررا التصوير في استديو ليجددوا صورة زفافهما التي طالما تهالك بروازها من فعل السنين ويغيروا الصورة والبرواز بصورة جديدة تعلق في نفس المكان، ويحصلوا على ألبوم صور لزفافهما لكن به أولادهما أيضا. ووسط الأهل والأصدقاء وصل العروسان وعلى أنغام الدي جي رقصوا سلو سويًا ومع أبنائهم، لتتبادل النساء الحاضرات تهنئة العروس، وإخبارها أنهم كانوا يرغبون في فعل ذلك لكن زوجها كان دائما يقول لها لاء ياستى الناس هتقول إيه، لكن كدا خلاص أنا هعمل عيد جوازي كدا زيك. أجمل ما في حفل الزفاف احتفالا بعيد زواجي ال 18 هو اكتشافي لأصدقاء حقيقيين أعجبتهم الفكرة وشاركوني إياها وجاءوا من القاهرة للعاشر من رمضان لمشاركتنا فرحتنا، وصديقتي التي اصطحبت معها «دبلتين فضة» للعروسين، وخالي الذي اصحب ابنته وزوجها للفرح، معلنًا فرحته بذلك، وسيدات العاشر اللاتي استطاعت الاحتفالية أن تمنحهم قدر من التفاؤل وسط كل الضغوط التي يعيشونها، وقبل الفرح بيوم جاءوا لمنزلي لترتيب المنزل وتزيينه، وتجهيز الطعام، وعمل تاتو للعروس وكأنها حنة وهم أنفسهم من رافقوا العروسين لشقتهم وتناولوا معهم العشاء على أنغام العود وأكلوا التورتة وهنأوا العروسين ورحل جزء منهم والباقي بات للصباح؛ لأنه تحمل مشقة الحضور من القاهرة للعاشر والحفلة امتدت للثانية صباحًا. في النهاية فرحنا بطريقتنا، واحتفلنا بطريقتنا، ومنحنا كسر التابو التقليدي طاقة جديدة إيجابية لاستمرار حياتنا سويا مع من نحب بعيدًا عن كلام الناس.. شاركنا أصدقاءنا، وأحباؤنا، وفتحنا الباب للحياة.. وفرحنا فإن لم تمنح لك السعادة فلن يمنحها لك الآخرين.