أطلقت لينكولن موديل كونتيننتال II، في عام 1956، وكان للموديل هدفان أولهما إعادة أمجاد الموديل القديم الذي حمل نفس الاسم والذي حقق للشركة شهرة واسعة بين الموديلات الفاخرة والثاني هو منافسة كاديلاك التي كانت حينها أكثر الماركات الأمريكية الفاخرة رواجا. وظهرت السيارة القديمة في ثلاثينات القرن الماضي، ويرجع الفضل في ذلك إلى إدسل فورد رئيس مجموعة فورد الراحل حينما طلب من إيوجين جريجورى كبير مصممي الشركة حينذاك تصميم سيارة رياضية للاستخدامات الشخصية، واعتمد جريجوري في تصميمه على موديل لينكولن زيفير الشهير، وكانت النتيجة سيارة ذات شعبية كبيرة بين الأمريكيين حتى إن الموديل أنتج لأكثر من فترة بين عامي 1940 و1942 ثم في أعقاب الحرب العالمية الثانية بين عامي 1946 و1948. وأرادت الشركة تجديد الدماء بموديل جديد ولكن لم تساعد موارد الشركة في فترة ما بعد الحرب على القادم بذلك، ورأت إدارة فورد أنه من الأفضل تطوير موديلات جديدة لفورد وميركيوري ونجحت الخطة في وصول مجموعة فورد لموقع ثاني أكبر صانعي السيارات في الولاياتالمتحدة. ومع تحسن الأحوال المادية لفورد صار من الممكن تطوير الجيل الثاني من كونتيننتال، وبدأ المشروع في الخمسينات، وكان الهدف هو طرح موديل فاخر يباع بسعر يتراوح بين 7500 و8000 دولار أمريكي، وتم طرح السيارة ولكن بسعر بلغ 10000 دولارًا. وتميز الموديل بفخامته غير العادية، إذا ما قورن بالسيارات الأمريكية الأخرى باستثناء كاديلاك، وكان مزودا بمحرك V8 رغم أنه كان من المخطط تجهيز السيارة بمحرك V12، وفي الأساس تم تقديم الموديل بسقف ثابت، ولكن طرحت الشركة نسخة بسقف متحرك لم ينتج منها سوى سيارتين أو ثلاث على الأكثر. ظهر الموديل للمرة الأولى في معرض باريس 1955 بعد حملة دعائية مكثفة، وأعقب ذلك مناسبات دعائية عديدة كان حضورها يتم بموجب دعوات خاصة، ورغم السعر الكبير غير أن لينكولن تمكنت من بيع 1300 نسخة تقريبا من كافة طرازات الموديل خلال الربع الأخير من عام 1955 للكثير من المشاهير ورجال السياسة، وعلى رأسهم شاه إيران الراحل والمغني الأمريكي الشهير فرانك سيناترا، ولكن أعقب تلك المبيعات القوية تراجعا كبيرا، ويقال أن فورد كانت تخسر في النسخة الواحدة ألف دولار في الوقت الذي لم تتجاوز فيه المبيعات خلال عام 1956 أكثر من 1300 نسخة. واليوم صارت تلك السيارة أحد أغلى الموديلات الكلاسيكية التي يرجع تاريخها للنصف الثاني من القرن الماضي، وتزيد قيمة النسخ المكشوفة إلى أرقام فلكية خاصةً وأنه لا يوجد منها اليوم سوي نسختين فقط.