منذ 55 عاماً، أطلقت لينكولن موديل كونتيننتال II وكان للموديل هدفان أولهما إعادة أمجاد الموديل القديم الذي حمل نفس الإسم وهو الإسم الذي حقق للشركة شهرة واسعة بين الموديلات الفاخرة والثاني هو منافسة كاديلاك التي كانت حينها أكثر الماركات الأمريكية الفاخرة رواجا. والمعروف أن السيارة القديمة ظهرت في ثلاثينيات القرن الماضي، ويرجع الفضل في ذلك إلي إدسل فورد رئيس مجموعة فورد الراحل حينما طلب من إيوجين جريجوري كبير مصممي الشركة حينذاك تصميم سيارة رياضية للإستخدامات الشخصية. واعتمد جريجوري في تصميمه علي موديل لينكولن زيفير الشهير، وكانت النتيجة سيارة ذات شعبية كبيرة بين الأمريكيين حتي أن الموديل أنتج لأكثر من فترة بين عامي 1940 و1942 ثم في أعقاب الحرب العالمية الثانية بين عامي 1946 و1948. أرادت الشركة تجديد الدماء بموديل جديد ولكن لم تساعد موارد الشركة في فترة ما بعد الحرب علي القيام بذلك ورأت إدارة فورد أنه من الأفضل تطوير موديلات جديدة لفورد وميركيوري. ونجحت الخطة في وصول مجموعة فورد لموقع ثاني أكبر صانعي السيارات في الولاياتالمتحدة. ومع تحسن الأحوال المادية لفورد صار من الممكن تطوير الجيل الثاني من كونتيننتال وبدأ المشروع في الخمسينيات وكان الهدف هو طرح موديل فاخر يباع بسعر يتراوح بين 7500-8000 دولار أمريكي وتم طرح السيارة و لكن بسعر بلغ 10000 دولار أمريكي. ميز الموديل فخامته غير العادية إذا ما قورن بالسيارات الأمريكية الأخري باستثناء كاديلاك وكان مزودا بمحرك V8 رغم أنه كان من المخطط تجهيز السيارة بمحرك V12 وفي الأساس تم تقديم الموديل بسقف ثابت، ولكن طرحت الشركة نسخة بسقف متحرك لم ينتج منها سوي سيارتين أو ثلاث سيارات علي الأكثر منها تلك النسخة النادرة. ظهر الموديل للمرة الأولي في معرض باريس 1955 بعد حملة دعائية مكثفة، وأعقب ذلك مناسبات دعائية عديدة كان حضورها يتم بموجب دعوات خاصة. ورغم السعر الكبير غير أن لينكولن تمكنت من بيع 1300 نسخة تقريبا من كافة طرازات الموديل خلال الربع الأخير من عام 1955 للكثير من المشاهير ورجال السياسة وعلي رأسهم شاه أيران الراحل والمغني الأمريكي الشهير فرانك سيناترا. ولكن أعقب تلك المبيعات القوية تراجعا كبيرا وقيل أيضاً أن فورد كانت تخسر في النسخة الواحدة ألف دولار في الوقت الذي لم تتجاوز فيه المبيعات خلال عام 1956 أكثر من 1300 نسخة. واليوم صارت تلك السيارة أحد أثمن الموديلات الكلاسيكية التي يرجع تاريخها للنصف الثاني من القرن الماضي و تزيد قيمة النسخ المكشوفة إلي أرقام فلكية خاصة وأنه لا يوجد منها اليوم سوي نسختين فقط.